مقابل الإفراج عن معتقلين أجانب.. مدير الأمن اللبناني ينقل مطالب النظام السوري لواشنطن

camera iconالسائح الكندي كريتسان لي باكستر في المؤتمر الصحفي في بيروت برفقة مدير العام للأمن اللبناني عباس إبراهيم - 9 آب 2019 (AFP)

tag icon ع ع ع

وصل مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسط حديث عن نقله مطالب النظام السوري، مقابل الإفراج عن محتجزين أجانب في سوريا.

وذكر قناة “MTV” اللبنانية، الأربعاء 14 من تشرين الأول، أن طائرة أمريكية حطت في مطار “رفيق الحريري الدولي”، لنقل مدير الأمن العام اللبناني الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة رسمية من مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين.

وأضافت القناة أن اللواء ابراهيم سيلتقي بمسؤولين في الإدارة الأمريكية ومن جهازي “وكالة المخابرات المركزية” (CIA) و”مكتب التحقيقات الفدرالي” (FBI).

ومنذ 2018 عيّنت الإدارة الأمريكية أوبراين، للإشراف على قضايا المواطنين الأمريكيين المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم، مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مطلع العام ذاته، عن نيته التركيز على قضيتهم بعد أن نجح بتأمين حرية أمريكيين آخرين كانوا محتجزين في تركيا ومصر وكوريا الشمالية.

ولم يعلن رسميًا عن أسباب الزيارة وماذا تحمل، وسط حديث عن مناقشة المسؤولين الأمريكيين مصير مواطنيهم الذي ما زالوا محتجزين في سوريا.

وذكر مدير معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، روبرت ساتلوف، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، أن إبراهيم سيلتقي بكبير مفاوضي الرهائن السابق في الحكومة الأمريكية، بشأن مصير الأمريكيين الذين ما زالوا محتجزين في سوريا.

كما عبر ساتلوف عن قلقه من الثمن الذي يريده النظام السوري مقابل الإفراج عن الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية قد تقبل الشروط للاستفادة من العملية قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأشار ساتلوف إلى أن إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين يجب أن لا يكون مقابل خسارة استراتيجية أمريكية، مثل انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة “التنف”، وهو ما يصب في مصلحة النظام السوري وإيران و”حزب الله”.

ويرى مؤسس جمعية “السوريون المسيحيون من أجل الديمقراطية”، أيمن عبد النور، وفق ما ذكره في تغريدة عبر “تويتر”، أن من أبرز مطالب النظام السوري مقابل الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين، تجميد قانون “قيصر”، والسماح للدول الخليجية بفتح سفارتها في دمشق، وطلب واشنطن من الدول الخليجية مساعدة النظام السوري بخمسة مليارات دولار، وإرسال سفير لواشنطن إلى دمشق.

وتأتي المحادثات بالتزامن مع مشاكل داخلية في لبنان بما يتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية، وانطلاق مفاوضات بين لبنان وإسرائيل لترسيم حدود البلدين البرية والبحرية، بوساطة أمريكية، ورعاية من الأمم المتحدة، أمس.

ولا يعلن النظام السوري عن وجود معتقلين أجانب في سجونه، لكن تظهر للعلن وبصورة مفاجئة وساطات دولية يُضغط من خلالها على النظام للإفراج عن مواطنين أجانب كان قد اعتقلهم في ظروف غامضة، حيث نجحت تحركات قليلة في الإفراج عن بعضهم بينما فشلت معظمها.

وكان إبراهيم لعب دور الوسيط في إطلاق النظام السوري سراح المواطن الأمريكي سام غودوين، في تموز 2019، بعد 62 يومًا على احتجازه، الذي لم تفصح عنه الولايات المتحدة إلا بعد إطلاق سراحه.

أبرز المعتقلين الأجانب لدى النظام

أوستن تايس

جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصور صحفي، يبلغ من العمر 37 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”، بحسب بيان مكتب التحقيقات الفدرالي.

اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي، أن تايس التقى قبل اختفائه مع مجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.

وظهر في مقطع فيديو، بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.

ونفت حكومة النظام السوري أي علاقة لها باختطافه، إذ قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، عام 2016، إن “تايس ليس موجودًا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.

وخصصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما الحكومة الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا، في تشرين الثاني 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيًا.

في 14 من آب الماضي، كشف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن ترامب وجه رسالة إلى النظام السوري في آذار، لفتح حوار حول أوستن.

والدا الصحفي الأمريكي المعتقل عند النظام السوري أوستين تايس بجانب صورته نادي الصحافة في بيروت 4 من كانون الأول 2019 (AP)

مجد كم الماز

طبيب نفسي يحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، يبلغ من العمر 61 عامًا، اعتُقل عند حاجز للنظام السوري في دمشق في شباط 2017.

افتتح مجد عيادة نفسية في لبنان لمعالجة السوريين من كل أطراف الصراع، فلم يكن يحمل موقفًا سياسيًا، حسبما ذكر أفراد عائلته، الذين أعلنوا عن وضعه رغم التحذيرات الحكومية بغرض مناشدة الرئيس الأمريكي مباشرة.

ولد مجد في دمشق وسافر إلى أمريكا وهو بعمر السادسة وقضى فيها أغلب عمره، وتطوع لعلاج المتأثرين بالكوارث في أمريكا وخارجها، ولم يزر سوريا إلا بعد أن تحقق من أنه ليس مطلوبًا لدى النظام.

ناشدت عائلته مطلع 2019 الإدارة الأمريكية لكشف مصيره، ولا تعرف إن كان حيًا أم لا، أو إن كان يحصل على أدويته لمرض السكري أم لا.

لمجد موقع إلكتروني كحملة مستمرة للإفراج عنه، تقدم من خلالها عائلتها تحديثات حول ما تتوصل إليه ومطالبات دائمة للإفراج عنه.

مجد كم الماز برففة أحفاده (freemajd)

30 ثانية

سبق للنظام السوري أن أعدم ليلى شويكاني، وهي مهندسة معلوماتية تحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، كانت تبلغ من العمر 26 عامًا في 28 من كانون الأول 2016، إذ أُبلغت عائلتها بخبر وفاتها في تشرين الثاني من عام 2018، بعد محاكمة استغرقت “30 ثانية” بتهمة التخطيط لاغتيال شخصيات من الحكومة السورية.

قضت شويكاني أغلب سنوات حياتها في أمريكا وعادت إلى دمشق عام 2015 بنية مساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع السوري في الغوطة الشرقية، ولكنها اعتُقلت في شباط 2016 مع والدها وخطيبها، ونُقلت إلى سجن “عدرا” ثم إلى “صيدنايا” حيث أُعدمت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة