طمعًا بليبيا.. شباب السويداء يقعون ضحية السماسرة

camera iconشباب في السويداء بانتظار الحافلات لنقلهم إلى اللاذقية للسفر إلى ليبيا والمشاركة بالقتال - 9 أيلول 2020 (السويداء 24)

tag icon ع ع ع

السويداء – ريان الأطرش

بداية أيلول الماضي، وقف 180 شابًا في مدينة السويداء بانتظار حافلة آملين أن تأخذهم إلى واقع أفضل، لكنهم تفاجؤوا بعد يومين من الانطلاق أنها لم تقدهم سوى إلى الخسارة.

القتال إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا كان جذابًا للشباب الذين عانوا من مصاعب العيش في سوريا حتى تجمعوا ما إن تلقوا العرض بالسفر، لقاء دفع مبلغ 250 ألف ليرة سورية (أكثر من 100 دولار) للسماسرة الذين سجلوا أسماءهم.

لكن القاعدة العسكرية في اللاذقية لم تقبل باستقبال سوى القليل من الشباب، مرجعة أغلبهم بحجة اكتمال العدد المطلوب.

السعي وراء الرزق.. حتى عن طريق السلاح

تمكن عمر أبو حسون من النأي بنفسه عن المشاركة في القتال خلال الأعوام التسعة السابقة في سوريا، لكن ما إن سمع بفرصة القتال في ليبيا لقاء مبلغ ألف دولار شهريًا حتى بادر لتسجيل اسمه.

لا يتعدى معدل الدخل الشهري للشباب في محافظة السويداء، حسبما استطلعت عنب بلدي، مبلغ 50 ألف ليرة سورية (نحو 22 دولارًا)، مع انتشار البطالة وضعف الخدمات والقدرة على تأمين متطلبات الحياة.

في مكتب محامٍ بمدينة شهبا شمالي السويداء، وقّع عمر عقد القتال الذي حدد الراتب الشهري المنتظر بعد دفعه مبلغ 100 دولار، “كانت عائلتي ميسورة الحال سابقًا لكننا أصبحنا الآن تحت خط الفقر”، حسبما قال الشاب لعنب بلدي.

نقص فرص العمل قاد عمر إلى “اليأس” والقبول بالسفر، في حين كانت مسؤولية تأمين احتياجات العائلة هو دافع أنور أبو محمود للتفكير بالمغامرة.

“إذا مرض أحد في المنزل لا أملك أكثر من 150 ألف ليرة لشراء الدواء”، حسبما قال أنور لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن تلك قيمة الدخل الذي يستطيع تأمينه من العمل المتواصل خلال الشهر.

تمكن شباب السويداء من تجنب التجنيد الإجباري في صفوف الجيش السوري خلال أعوام الحرب، بعد أن شُكّلت فصائل محلية واجهت النظام ورفضت القبول بجر المحافظة إلى النزاع.

إلا أن شبح التجنيد ليس ببعيد عن الشباب الذين توزَّع أسماؤهم على الحواجز الأمنية كمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وهذا، حسبما أضاف الشابان، أشعرهما أن لا شيء هناك ليخسراه.

غضب و استنكار .. هل يبعد ذلك الشباب عن ليبيا

انتشر، في 9 من أيلول الماضي، عبر “فيس بوك” مقطع صوتي لسمسار تبرأ من “خداع” المسافرين، مؤكدًا أنه تلقى وعودًا بالحصول على الموافقات الأمنية للسفر من قاعدة “حميميم” الروسية نحو ليبيا، ولكنه “تفاجأ” بما جرى، إذ لم تقبل القاعدة سوى بإدخال 25 من أكثر من 150 شابًا وصلوا إليها.

أثار المقطع وصور الشباب المتجمعين لانتظار الحافلات غضبًا في المحافظة، وأدى إلى تدخل الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين، الشيخ موفق طريف، الذي “تواصل” مع الإدارة الروسية لوقف تجنيدهم.

وأصدر فصيل “قوات الفهد” المحلي بيانًا استنكر تجنيد وسحب شباب من السويداء، مشيرًا إلى أن “الارتزاق” يخالف عادات وتقاليد أهل المحافظة، مع دعوة المرجعيات الدينية والوجهاء والفصائل المحلية والفاعلين لوقف عملية التجنيد ومنعها.

أنور لا يرى أن من حق الشيوخ إصدار البيانات أو التعليق على موضوع التجنيد كونهم “أحد أسباب اتخاذ قرار الهجرة”، على حد تعبيره.

“لم نشاهد منهم شيئًا سوى البيانات”، كما قال أنور، مشيرًا إلى أن المساعدات الواصلة إلى الشيوخ لم توزع على مستحقيها في المحافظة، وأن قرار القتال كان “اضطراريًا” لتأمين لقمة العيش.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة