سلوك التوأم.. الهيجان والهدوء

tag icon ع ع ع

أسماء رشدي

تقول أم لديها توأم يبلغ من العمر 8 سنوات إن أحدهما هائج ومندفع ويتحمل المخاطر، بينما الآخر كان هادئًا وحسن التصرف إلى أن بدأت ترى تغيرًا في سلوكياته باتجاه التمرد، وتعتقد أنه يحاول نسخ سلوك شقيقه. تسأل ما الذي يمكنها فعله لوقف هذا التغير؟
إن التوائم غالبًا ما تكون لديهم شخصيات مختلفة جدًا، وبالرغم من أن الأشقاء كثيرًا ما تتم المقارنة فيما بينهم، إلا أن المقارنة بين التوائم تكون أكثر من ذلك بكثير.
كما هو الحال مع الأشقاء، من المهم تجنب مقارنة التوائم مع بعضهم والعمل على تقديم الدعم لهم كأفراد، ولكن إذا كان هناك تغير في سلوك أحدهما فذلك ربما قد يكون إشارة إلى أن شيئًا ما يحتاج إلى الاهتمام والانتباه إليه.
قد يتلقى الطفل الهائج عناية أكبر لأنه يحتاج إلى التوجيه الدائم، وذلك لكثرة تصرفاته وحركاته، وبذلك تصل رسالة إلى شقيقه الهادئ بأنه لن يلقى الدعم والاهتمام إلا إذا تحول إلى طفل منفعل.
قد يكون من المفيد للوالدين التحدث إلى الطفل الهادئ ومحاولة إفهامه بأن كل شخص يختلف عن الآخر، ولا بأس بأن تكون شخصيتك هادئة.
أيضًا يجب تخصيص وقت منفصل للتوأم، كل واحد على حدة، حتى لا يبدأان بالتنافس للحصول على وقت الوالدين، ولابد من تشجيع كل طفل وحثه لأن يكون لديه اهتمامات ورغبات فردية خاصة ومختلفة.
كما يوصى بالبحث فيما إذا كان هناك تغييرات حدثت في حياة التوائم، سواء على الصعيد الأسري (طلاق، هجرة، هل هناك انسجام بين التوائم، هل هم أصدقاء، ما نوع العلاقة فيما بينهما) أوعلى الصعيد المدرسي (هل لديهم أصدقاء مختلفين، ما الذي يجري مع الطفل الذي تغير).

ماذا يعني أن يكون الطفل «هائجًا»؟

إذا كان أحد التوائم هائجًا فذلك يعني أنه ربما يحتاج إلى مزيد من الضبط والقواعد. والسؤال الذي يطرح نفسه على الوالدين في هذه الحالة، كيف تتعاملون مع الطفل المنفعل؟ ما هو نوع التعزيز الذي يحصل عليه الطفل النشط منكما؟
قد يحاول الطفل الهادئ جذب انتباه الأبوين بتقليد سلوك أخيه الهائج، لكي يحصل على الاهتمام ذاته. أحيانًا قد يكون من المفيد بدلًا من معاقبة السلوك غير المرغوب فيه، العمل على تجاهله أو إعادة توجيهه.
أخيرًا يجب على الوالدين أن يضعا في الحسبان أنه عند إصلاح سلوك ما، يجب التركيز على السلوك وليس الطفل وشخصيته. أكدي للطفل أن فعله -وليس هو- غير مقبول، مثلًا «هذا التصرف غير مقبول»، وابتعدي عن قول «ماذا حدث لك؟»، أي لا تصفيه بالغباء، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة