هربوا من فرنسا.. غرق أربعة مهاجرين في القنال الإنجليزي

camera iconمهاجرون في القناة المائية بين بريطانيا وفرنسا (sky news)

tag icon ع ع ع

توفي أربعة مهاجرين بينهم طفلان اليوم، الأربعاء 28 من تشرين الأول، نتيجة غرق قاربهم في أثناء محاولتهم اجتياز القنال الإنجليزي (عبر بحر المانش) إلى بريطانيا.

ونقل موقع “فرانس 24” إفادة السلطات الفرنسية، بأن القارب غرق في منطقة نورد الشمالية، بالقرب من دانكيرك.

وأوضحت السلطات أن عدد المهاجرين الذين أُنقذوا بلغ 15 شخصًا، وسط استمرار عمليات بحث عن آخرين.

وذكر الموقع أن سفنًا عسكرية وقوارب فرنسية وبريطانية، وطائرة هليكوبتر بلجيكية، شاركت في عملية الإنقاذ، مشيرًا إلى أن الظروف الجوية سيئة في محيط سواحل دانكيرك.

وعلّق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على الحادثة بالقول، “مشاعري مع أحباء فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في القنال”، لافتًا إلى أنهم قدموا كل الدعم للسلطات الفرنسية، وأنهم يحققون في الحادث.

وأكد جونسون أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها “لقمع العصابات الإجرامية القاسية التي تعتدي على الأشخاص الضعفاء، من خلال تسهيل هذه الرحلات الخطرة”.

بينما عبرت وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، عن حزنها “للخسارة المأساوية” في المياه الفرنسية هذا الصباح.

ووصفت رئيسة لجنة الشؤون الداخلية، إيفيت كوبر، ما جرى بأنه “حادث مروع وخطر”.

رحلة الموت 

ونقلت صحيفة “ديلي ميرور” الإنجليزية عن السلطات البريطانية، أن الحادثة وقعت خلال رحلة لمهاجرين عبر أحد القوارب، في ظروف جوية سيئة وسرعة رياح بلغت 29 كيلومترًا في الساعة.

ونقلت الصحيفة إفادة قبطان إنجليزي شهد الحادثة، قال إن “هناك 20 شخصًا على متن قارب مطاطي ليس كبيرًا أو قويًا بما يكفي، تعرض للغرق قرب دانكيرك”.

وقالت العاملة في منظمة “السلام لدعم المهاجرين” كلير ميلوت، إن حرص المهاجرين على الوصول إلى بريطانيا يرجع إلى “الظروف الفظيعة في فرنسا”، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أنه لا يمكنهم طلب اللجوء في فرنسا، لأن معظمهم مسجلون في دول أوروبية أخرى، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP).

وفي نهاية أيلول الماضي، فككت قوى الأمن الفرنسية مخيم اللاجئين والمهاجرين في مدينة كاليه شمالي البلاد، الذي كان يضم نحو 800 شخص، في عملية هي الأكبر من نوعها منذ إخلاء مخيم عشوائي آخر عام 2016.

وقال رئيس إدارة منطقة باد دو كاليه، لوي لو فران، حينها، “نريد تجنب أي تجمعات جديدة في كاليه (…) نهدف أيضًا إلى العمل بفعالية لمحاربة المهربين، الذين يستغلون البؤس الإنساني”.

ومنذ مطلع العام الحالي، سجلت السلطات الفرنسية في شمالي فرنسا حوالي 350 محاولة عبور أو عبور فعلي شملت أكثر من أربعة آلاف مهاجر (ضمت مئات السوريين)، مقارنة بـ203 محاولات، و2294 مهاجرًا، طوال عام 2019 بأكمله.

ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها للحد من عبور المهاجرين، مع نشر قوات أمنية إضافية لإغلاق المعابر، لكنهم أقروا بأن الأعداد قد زادت بشكل حاد في العام الحالي.

واستقبلت المملكة المتحدة، في عام 2019، 34 ألفًا و354 طلب لجوء، وفق صحيفة “الجارديان”.

إجراءات حكومية لوقف العبور

في 11 من تشرين الأول الحالي، وضعت بريطانيا خطة جديدة لمنع عبور المهاجرين إليها عبر القنال الإنجليزي من ميناء “كاليه” الفرنسي، بوضع شباك بحرية عازلة لسد المراوح وإيقاف القوارب.

وأكد جندي البحرية السابق دان أوماهوني، المسؤول عن منع عبور المهاجرين عبر القنال، في مقابلة مع صحيفة “تلغراف” البريطانية آنذاك، أن “بريطانيا قريبة جدًا من أن تكون قادرة على استخدام تكتيك عودة آمنة جديد من شأنه أن يوقف عبور قوارب المهاجرين”.

وقال أوماهوني، الذي عيّنته وزيرة الداخلية، بريتي باتيل، في آب الماضي، “نحن نستكشف تكتيكات للقيام بخطوات آمنة، من أجل إعادة المهاجرين إلى فرنسا”.

وأضاف أن هذا التكتيك كان مجرد تكتيك واحد من عدة تكتيكات سوف تنشر خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وتشابه هذه الطريقة المخطط لها تلك التي جربتها البحرية الملكية، حيث استخدمت الشباك لسد المراوح وإيقاف القوارب.

خطة بريطانية من أربعة محاور لتضييق الخناق على المعابر غير القانونية:

– محاولة وقف تدفق المهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط إلى شمالي فرنسا.

– تقليل عدد الذين يغادرون المنطقة إلى المملكة المتحدة، بما في ذلك من خلال المساعدة في تفكيك المخيمات.

– منع دخول المملكة المتحدة فعليًا.

– إصلاح نظام اللجوء في البلاد لتقليل “عامل الجذب” البريطاني.

وأشار أوماهوني إلى أن الحكومة توسع حملاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المسؤولين الموجودين في الخارج لحث المهاجرين المحتمل أن يسافروا من إفريقيا والشرق الأوسط لطلب اللجوء في أول بلد آمن يصلون إليه، آملًا أن يمنعهم ذلك من المخاطرة بحياتهم في “رحلة خطيرة للغاية” عبر أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم للوصول إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة