مواقف دولية من الهجوم على “نوتردام” في فرنسا

camera icon3 قتلى بهجم بالسكاكين على كنيسة نوتردام في فرنسا، 29 تشرين الأول 2020 (France 24)

tag icon ع ع ع

تتصاعد حدة التوتر في فرنسا، بعد حادثة الطعن بالسكاكين التي شهدتها مدينة نيس الساحلية (جنوب شرقي فرنسا)، وتمسك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بموقفه المؤيد للرسوم المسيئة للنبي محمد، وهجومه على من من أسماهم بـ”الإسلامويين”.

شرارة أعمال العنف انطلقت في فرنسا بعد حادثة مقتل المدرس الفرنسي صامويل باتي، في 16 من تشرين الأول الحالي، نحرًا على يد مهاجر شيشاني، إثر عرض صامويل أمام طلابه صورًا كاريكاتيرية للنبي محمد، كانت نشرتها مجلة “شارلي إيبدو” الساخرة.

وقُتل ثلاثة أشخاص (أحدهم نحرًا)، الخميس 29 من تشرين الأول، كما أُصيب آخرون، في هجوم نفذه شاب يبلغ من العمر 25 عامًا، على كنيسة “نوتردام” في نيس.

واعتقلت الشرطة المهاجم، ونقلته إلى المستشفى بعد إطلاق النار عليه، بحسب وسائل إعلام محلية. 

وزار الرئيس الفرنسي مكان الحادثة، وقال من هناك إن بلاده تعرضت لهجوم نفذه “إرهابي إسلاموي”، مضيفًا أنه “إذا تعرضنا لهجوم فهذا بسبب قيمنا الخاصة بالحرية ورغبتنا في عدم الرضوخ للإرهاب”، بحسب تعبيره.

بينما فتحت نيابة مكافحة الإرهاب تحقيقًا في الهجوم الذي اعتبره رئيس بلدية نيس، كريستيان إستروزي، “هجومًا إسلاميًا فاشيًا”.

وذكرت وكالة “رويترز” أن رئيس الوزراء رفع حالة التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوياته، قائلًا إن رد الحكومة سيكون “حازمًا وفوريًا”.

وتزامن هجوم نيس مع اعتداء استهدف القنصلية الفرنسية في جدة السعودية، جُرح بسببه حارس أمني، واعتقلت السلطات المتشبه به بتنفيذ الاعتداء.

وفي أعقاب الهجوم، دعت السفارة الفرنسية في السعودية الرعايا الفرنسيين هناك إلى اتخاذ أعلى درجات الحذر والحيطة.

إدانات دولية لهجوم الكنيسة

توالت المواقف الدولية واحدًا تلو الآخر، لتبدي دعمها لفرنسا في وجه أحداث العنف الحاصلة، هذه المواقف تبنتها دول على خلاف مع سياسة فرنسا في موضوع نظرة الأخيرة للإسلام، فضلًا عن الخلافات السياسية.

أمريكا وحليفها التاريخي

على خلفية هجوم “نوتردام”، غرد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر حسابه في “تويتر” أمس، الخميس، “قلوبنا مع شعب فرنسا، تقف أمريكا مع أقدم حليف لنا في هذه المعركة”. 

وأكد على وجوب إيقاف هذه “الهجمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة” على الفور، وفق قوله، مشيرًا إلى أن لا يمكن لأي بلد تحمل ذلك طويلًا.

بينما أبدى مستشار الأمن القومي لترامب، روبرت أوبراين، تعاطفه مع الهجوم “المروع” وقال، “صلواتنا مع عائلات وأحباء الذين قُتلوا أو أُصيبوا في الهجمات الإرهابية المروعة اليوم (…) نحن نقف مع فرنسا في محاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي المتطرف”.

ويضاف إلى موقفي ترامب ومستشاره موقف “الأساقفة الأمريكيين الكاثوليك” الذي دعم “البابا فرانسيس”، إذ شاركوا في حداد على هجوم الكنيسة.

وقال الأساقفة عبر صفحة “مؤتمر الأساقفة الأمريكيين”، عبر “تويتر”، “ننضم إلى صلاتنا مع البابا فرانسيس، ونصلي من أجل الجالية الكاثوليكية في نيس، وخاصة عائلات أولئك الذين فقدوا أحباءهم”.

كندا وتركيا: لا يمثلون الإسلام ويخالفون القيم الدينية

في حين ندد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بحادثة الطعن، مؤكدًا أن الفاعلين لأعمال العنف هذه لا يمثلون الإسلام.

وقال ترودو في تصريحات صحفية، “هذه أعمال إجرامية شنيعة، وظالمة بكل الأحوال وإهانة لقيمنا كافة، فمن ينفذ هذه الهجمات مجرمون وإرهابيون وقتلة بدم بارد، لا يمثلون الإسلام”.

كما قدم ترودو تعازيه لأقارب ضحايا الهجوم، عبر صفحته في “فيس بوك”، قائلًا، “قلوبنا مع الأحباء الضحايا، إننا نتضامن مع الشعب الفرنسي ضد العنف، وندين هذه الأعمال غير المبررة التي لا مكان لها في مجتمعنا”.

كذلك أدانت تركيا حادثة “نوتردام”، على لسان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، الذي غرد عبر حسابه في “تويتر”، “العنف والإرهاب لا يتوافقان مع القيم الدينية والأخلاقية، وخاصة إذا وقعا في مكان عبادة”، معزيًا الشعب الفرنسي، ومعربًا عن إدانته الشديدة لحادثة الطعن.

في حين قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، “الإرهاب ليس له دين ولا لغة ولا لون (…) سنحارب بعزم وتضامن ضد جميع أشكال الإرهاب والتطرف”.

وزاد عمق الخلاف بين باريس وأنقرة في الأيام القليلة الماضية، بعد اتهام فرنسا تركيا بتأجيج الكراهية ضدها، وتلاه تبادل الهجوم في التصريحات بين رئيسي الدولتين العضوين في “حلف شمال الأطلسي”، وصلت إلى استدعاء فرنسا السفير التركي لديها.

وفي 28 من تشرين الأول الحالي، فتحت النيابة العامة التركية تحقيقًا قانونيًا بالمجلة، بعد أن نشرت غلافًا استفزازيًا يسخر من أردوغان، قائلة إن التصوير يشكل تشهيرًا ولا يخضع لحرية التعبير.

بريطانيا “فزعة”.. وألمانيا في الميدان

وعبر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس، عن خوفه من الأخبار الواردة من فرنسا.

وقال جونسون عبر حسابه في “تويتر”، “أشعر بالفزع لسماع الأخبار الواردة من نيس هذا الصباح، عن هجوم بربري على كنيسة نوتردام”، واستطرد بالقول، “قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم، والمملكة المتحدة تقف بثبات إلى جانب فرنسا ضد الإرهاب وعدم التسامح”.

وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان منفصل، إن بريطانيا قدمت “كل دعم للشعب الفرنسي في ملاحقة المسؤولين عن هذا الهجوم المروع”، بحسب “رويترز”.

وبحسب موقع “دي دبليو”، فإن الرئيس الألماني، فرانك شتاينماير، أكد وقوف ألمانيا بقوة إلى جانب فرنسا.

وقال شتاينماير إنه يدين قتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في كنيسة، واصفًا الحدث بأنه “عمل عنف بشع”.

وأضاف، “يجب أن نتصدى بكل حزم للعنف وللدوافع الإسلاموية التي يبدو أنها تقف وراءه”، مطالبًا ببذل الجهود “التي تجعلنا أقوى من كل المتطرفين والإسلامويين. وألمانيا تقف في هذه الحرب وهذا المجهود بقوة إلى جانب فرنسا”، بحسب تعبيره.

تنديد خليجي

عربيًا، أدانت قطر والكويت الهجوم، وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في “تويتر”، إن “دولة الكويت تدين وتستنكر بشدة الجريمة الإرهابية البشعة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية، وتسببت بمقتل وجرح عدد من الأشخاص الأبرياء”.

بينما علّقت قطر في تغريدة مماثلة عبر صفحتها الرسمية في “توتير”، “قطر تدين بشدة حادث الطعن في مدينة نيس الفرنسية”. 

في حين أكدت وزارة الخارجية السعودية على رفض المملكة القاطع لمثل هذه “الأعمال المتطرفة التي تتنافى مع جميع الديانات والمعتقدات الإنسانية والفطرة الإنسانية السليمة”، داعية إلى نبذ التصرفات المولدة للكراهية والعنف والتطرف.

https://twitter.com/KSAMOFA/status/1321803918876225537

 

كما أدانت كل من الإمارات، والبحرين، والمغرب، ومصر، والأردن، وباكستان، وسلطنة عمان، وموريتانيا هذا الهجوم.

وتشهد بلدان عربية وإسلامية عدة حملات شعبية لمقاطعة المنتجات الفرنسية، على خلفية نشر الرسوم المسيئة ودفاع ماكرون عنها.

موقف بعكس التيار.. وصمت حكومي

في موقف مثير للجدل، قال رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، مهاتير محمد، أمس الخميس، إنه من حق المسلمين “قتل ملايين الفرنسيين”، بينما لم تعلّق الحكومة الماليزية على موقف محمد إلى حين إعداد التقرير.

وقال محمد في سلسلة تغريدات عبر صفحته في “تويتر”، إنه “لا يؤيد الهجوم ولكن حق التعبير لا يتضمن شتم الآخر”، وتابع “بمعزل عن الديانة التي نتحدث عنها، الناس يقتلون عندما يغضبون”.

وأضاف، “الفرنسيون على مدار تاريخهم قتلوا الملايين من الناس، الكثير منهم كانوا مسلمين”، مضيفًا في تغريدة أخرى، “لدى المسلمين الحق في الغضب وقتل ملايين من الشعب الفرنسي انتقامًا من مذابح الماضي”.

وحذفت إدارة “تويتر” التغريدة التي تبيح “قتل ملايين الفرنسيين”، قائلة إنها “تحض على العنف وتنتهك معايير النشر”.

ولم ترصد عنب بلدي أي ردود من الحكومة الماليزية على هذه التغريدات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة