“هآرتس”: هل يعمل ترامب على صفقة للتطبيع بين الأسد وإسرائيل

رئيس النظام السوري بشار الأسد يستعد لاستقبال القادة العرب قبل الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دمشق سوريا - 29 آذار 2008 (ِAP)

camera iconرئيس النظام السوري بشار الأسد يستعد لاستقبال القادة العرب قبل الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دمشق سوريا - 29 آذار 2008 (ِAP)

tag icon ع ع ع

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، الاثنين 2 من تشرين الثاني، مقالًا لمحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” زفي بارئيل، ترجمته عنب بلدي، يحلل فيه الدور الأمريكي في العلاقات الإسرائيلية- السورية.

وبارئيل هو كاتب عمود وعضو في هيئة التحرير للصحيفة، وكان مدير التحرير السابق لها.

ويتناول المقال المحاولات الخجولة للدول العربية بالعودة تدريجيًا لعلاقاتها الدبلوماسية مع حكومة النظام السوري، بدءًا من عمان التي أرسلت سفيرها، تركي بن ​​محمود البوسعيدي، في 6 تشرين الأول الماضي، الذي يعتبر أول سفير تولى منصبه بعد طرد سوريا من الجامعة العربية في تشرين الثاني 2011.

وكانت الإمارات العربية المتحدة فتحت سفارتها في 2018، وعيّنت قائمًا بأعمالها لتنضم إليها بعد يوم واحد دولة البحرين، لتحظى سوريا بقبول عربي لتعود إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى عرض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بإرسال أسلحة إلى الأسد لمساعدة النظام في محاربة المتظاهرين، بحسب الصحيفة.

وتزامنت هذه التحركات في سوريا مع خطوات من نفس الدول تقريبًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، برعاية أمريكية.

لكن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، نفى عودة النظام السوري لشغل مقعد سوريا المجمد منذ عام 2011، مشيرًا إلى أصوات تضغط في هذا الاتجاه.

وقال أبو الغيط إن “المسألة لا تحظى بالتوافق المطلوب حتى الآن”، ولكنه لفت إلى أن الظروف قد تتغير، لأن سوريا أصبحت بؤرة التنافس الدبلوماسي بين عدد من البلدان.

وتتضح رغبة روسيا المستميتة لمنح النظام السوري شرعيته العربية التي يحتاج إليها للانضمام إلى المجتمع الدولي وتلقي التبرعات والمساعدات التي تشتد الحاجة إليها من هيئات التمويل الدولية، بحسب الصحيفة.

وتوجد مصلحة مشتركة بين كل من الروس والسعودية والإمارات في وقف انتشار النفوذ الإيراني، وربما الأهم من ذلك، إقامة جدار دفاعي ضد الوجود التركي في سوريا بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، بحسب الصحيفة.

موقف تركي ثابت.. لكنه متوافق مع الأمريكيين

ولا تزال تركيا تعتبر الأسد حاكمًا غير شرعي، ظاهريًا، بسبب عمليات القتل الجماعي التي ارتكبها ضد شعبه، وتعتمد على دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وعلى الرغم من كون واشنطن حليفًا استراتيجيًا للكرد في سوريا، لم يتحرك ترامب لإخراج تركيا من المناطق الكردية التي سيطرت عليها.

واقتصر تورط واشنطن الرئيس في سوريا على فرض عقوبات صارمة على النظام السوري، بحسب المقال.

وفي حديث إلى عنب بلدي، يرى الباحث في مركز “عمران للدراسات” معن طلاع، أن الطموحات العربية في عودة النظام السوري قد تسهم في تحسين مناخات التفاوض مع إسرائيل، لكن الارتباط بين الملفين “غير موضوعي”.

وأكد طلاع أن ملف تطبيع النظام السوري مع إسرائيل يحتاج إلى اتفاق حول الجولان، وهذا ما تعثرت مفاوضاته منذ التسعينيات.

وأضاف الباحث أن فتح الملف من جديد يحتاج إلى سلسلة من المفاوضات الجديدة، وهو ما لم يبدأ بعد.

رسالة بزيارة وفد أمريكي

وفي الوقت ذاته، بعث ترامب رسالة إلى الأسد، في آذار الماضي، بإرساله وفدًا للتفاوض من أجل الإفراج عن عن المواطنين الأمريكيين أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا في عام 2012، ومجد كم الماز، الذي اعتقل في حاجز سوري عام 2017 ولا يزال محتجزًا منذ ذلك الحين، وربط الأسد إطلاق سراحهما بخروج جميع القوات الأمريكية من سوريا ورفع العقوبات.

وقال مدير برنامج “سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف”، تشارلز ليستر، في تقرير له صدر عن معهد “الشرق الأوسط”، في تشرين الأول الماضي، إن زيارة الوفد الأمريكي السرية إلى دمشق في آب الماضي، تثير التساؤلات حول السياسة الأمريكية بشأن سوريا.

ويرى ليستر أنه من الصعب التصور أن مثل هذه المحادثات ليس لها تأثير على جدوى وجوهر الزيارات الأمريكية السرية النادرة إلى دمشق.

وخلفت هذه المفاوضات سلسلة من التخمينات والتقييمات فيما يتعلق بموقف ترامب تجاه سوريا.

موقف الأسد الرسمي من التفاوض

نفى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وجود أي مفاوضات مع إسرائيل، وذلك بعد أيام من تسريبات صحفية عن وجود مباحثات سرية، عقب تطبيع رسمي من دول عربية مع تل أبيب.

وأوضح أنه “يمكن إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا (…) ولذلك يكون الأمر ممكنًا عندما تكون إسرائيل مستعدة، لكنها ليست كذلك”.

وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، ولا تزال “محتلة” بحسب توصيف الأمم المتحدة، رغم الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل عليها، في 25 من آذار الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة