فراس الخطيب.. من الأندية الشعبية في سوريا إلى الملكي الهولندي

camera iconالحكم السوري فراس الخطيب في مباراة بين نادي تفينتي وزفولة في الدوري الهولندي الممتاز للشباب - 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حصل الحكم السوري فراس الخطيب، في حزيران الماضي، على عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي فتحت أمامه الباب كحكم دولي لمباريات تجري بين فرق ومنتخبات رياضية عريقة.

ينحدر الخطيب من قرية بيلون في محافظة إدلب، وبالإضافة إلى كونه محاسبًا سابقًا في جامعة “إدلب”، عمل في سوريا قبل اندلاع الثورة هناك حكمًا في الدرجة الثالثة، قبل أن يفصله الاتحاد السوري الرياضي لكرة القدم، ويوقفه عن العمل، ما اضطره للتوجه إلى تحكيم بطولات الأحياء الشعبية، والجامعات والمعاهد.

وقال الخطيب في حديث إلى عنب بلدي، إن افتقاره للواسطة وشيوع المحسوبية في دوائر النظام السوري، حتى الرياضية منها، كان السبب في إبعاده عن التحكيم، رغم خضوعه لدورة انتساب تحت إشراف الاتحاد الرياضي، حصد فيها المركز الأول من بين 30 حكمًا مشاركًا.

وقال الحكم الدولي السابق وأمين سر لجنة حكام حلب الأسبق، شاكر حميدي، لعنب بلدي، إن الحماية تتوفر للحكام إذا مُنحوا التعويض المادي الذي يحميهم من الضغوط، معتبرًا أن الاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم “قادران على هذا الأمر”، بينما يرى الحكم في الدرجة الأولى بالدوري السوري، محمد الغادري، أنه لا يمكن حماية الحكام السوريين في الوقت الحالي في ظل قيادة فاسدة ممثلة بالاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم، مؤكدًا سهولة استغلال الظروف المادية الصعبة وبساطة بعض الحكام عن طريق السماسرة.

ومع انخراط إدلب المبكر في الحراك الثوري تعطلت الفعاليات الرياضية في المحافظة، وتوقفت معظم الأنشطة والمباريات.

نجاحات مستمرة

غادر الخطيب سوريا بعد تجربتي اعتقال عاشهما في معتقلات النظام السوري، واتجه إلى هولندا قبل خمس سنوات، ليستأنف نشاطه الرياضي من مدينة أولدنزال في مقاطعة أوفريجيسل على الحدود الألمانية.

ومن هناك انطلق لتحكيم أولى مبارياته في هولندا، وهي مباراة للفرق الناشئة، حصل بعدها على العلامة الكاملة من قبل رئيس النادي ورئيس مجموعة الحكام.

بدأ الخطيب مشوار التحكيم الكروي في هولندا لفئة الشباب والرجال مع نادي “دي إتش” في مدينة أولدنزال ومنطقة توينتي في عام 2016، في حين كان يتعلم الهولندية لتخطي حاجز اللغة الذي قد يؤخر عملية الاندماج في المجتمع المضيف.

وفي عام 2017 حصل الخطيب على الشارة الهولندية وعضوية الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم، وأصبح حكمًا عن فئة الأشبال والناشئين والشباب والرجال على مستوى منطقة توينتي وعلى مستوى مقاطعة أوفريجسل، بالإضافة إلى تحكيمه في دوري السيدات.

وعمل حكمًا على مستوى هولندا لفئة الشباب بالدوري العام، وحكمًا على مستوى المقاطعة لفئة الرجال في دوري الدرجة الثانية عام 2018.

وفي عام 2019 أصبح الخطيب حكمًا على مستوى هولندا بالدرجة الثالثة، وحكمًا على مستوى المقاطعة بالدرجة الأولى، وحكمًا للدوري الممتاز للسيدات.

وفي حزيران الماضي حصل الخطيب على عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

ومع تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) توقف النشاط الرياضي في هولندا، إثر سياسة الإغلاق العام التي عادت وفرضتها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، فتوقف عمل الخطيب كحكم في الدوري العام على مستوى هولندا.

كرة القدم بين سوريا وهولندا

قال الخطيب إن الرياضة في سوريا مرهونة بيد “الجيش والشرطة”، وهذا أحد أسباب عدم امتلاك سوريا منتخبات منافسة، بالإضافة إلى عدم وجود ثقافة رياضية، ويتجلى ذلك في شتم الجمهور للحكم أمام أدنى خطأ في ظل غياب لجنة انضباط تدافع بشكل فعلي عن حقوق الحكام.

وتابع، “لو نظرنا إلى إدارة الاتحاد الرياضي السوري، سنجدها مكونة بأغلبيتها من ضباط شرطة وجيش، هذه العقلية لن تنتج أي جديد. من الضروري وضع الرجل المناسب في المكان المناسب”.

ويرى الخطيب أن اللاعب السوري تنقصه الثقافة الرياضية، وهذا ما يعرقله الاتحاد الرياضي في سبيل الاحتفاظ بالمناصب والامتيازات ضمن الاتحاد بمنأى عن اللاعبين الموهوبين فعلًا.

ويختلف الوضع في هولندا بحسب الخطيب، حيث تشجع الحكومة والمنظمات المدنية المواهب بشكل عام، وتحضر النوادي والملاعب بكثافة في المدن والأحياء الهولندية.

الكرة السورية في المرمى الخارجي

قال الخطيب إن الحالة المادية الجيدة لبعض اللاعبين أتاحت لهم التفرغ، في ظل غياب الأعباء المادية عنهم، الأمر الذي ساعدهم على الخروج واللعب في فرق متقدمة بمنطقة الخليج، بعد تطوير مهاراتهم، وصقل خبراتهم الكروية وصولًا إلى الاحتراف في النوادي التي تبنتهم، أما اللاعب ذو الوضع المادي المتواضع فكانت وما زالت فرصه أقل، بالمقارنة مع أقرانه في الخارج، لا سيما في ظل بقائه في سوريا.

ولفت الخطيب إلى أن النسق الرياضي المتبع في أوروبا مختلف، وهذا يبرر احتراف بعض اللاعبين السوريين في دول الخليج، فالمنتخبات الأوروبية ترتكز على الموهبة أولًا، بعيدًا عن التحايل للدخول إلى المنتخبات المتقدمة.

ويشكل غياب الجماهير عن مدرجات الملاعب عاملًا أسهم إلى حد كبير في تراجع الأندية، وظهور ضعف في أداء اللاعبين، إذ يشكل الجمهور محركًا ودافعًا للاعب لتقديم كل طاقته على أرضية الملعب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة