لقاح الإنفلونزا الموسمية في زمن “كورونا”

لقاح الإنفلونزا
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

مع استمرار تفشي جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وما تمثله من تحديات صحية، صار من المهم حاليًا أكثر من أي وقت مضى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا وأفراد أسرنا من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، لتخفيف انتشارها وتقليل الخلط بينها وبين “كوفيد- 19”.

والطريقة الأكثر فعالية للحماية من الإنفلونزا الموسمية هي زيادة مناعة الناس عن طريق إعطائهم اللقاح، لذلك ينصح بالحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، فهو آمن وفعال.

ما هو لقاح الإنفلونزا

هو عبارة عن لقاح يحتوي على عدة أنواع من فيروسات الإنفلونزا، وعند إعطائه يحفز الجهاز المناعي لدى الإنسان على إنتاج أجسام مضادة تقاوم فيروسات الإنفلونزا وتحاربها حال دخولها الجسم فيما بعد، ويوجد منه نوعان:

  • اللقاح الثلاثي التكافؤ “TIV” (يحتوي فيروسات مقتولة).
  • اللقاح الرباعي التكافؤ “LAIV4” (يحتوي فيروسات حية مضعفة).

تبدأ فعالية اللقاح خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من إعطائه، ويمنح حماية بنسبة 85% تقريبًا ضد تطور الإنفلونزا، وهو فعال ضد نمطي الإنفلونزا “A” و”B”، وفي حال تطورت الإنفلونزا فإنه يمكن أن يخفف شدة ومدة الأعراض، كما أنه يعطي مستويات حماية أعلى من الموت نتيجة الإنفلونزا.

يعتبر اللقاح الحي المضعف آمنًا للأشخاص الطبيعيين غير الحوامل وبعمر 2-49 سنة غير مضعفي المناعة.

أما النساء الحوامل والمرضى الذين لديهم خطورة عالية لاختلاطات الإنفلونزا، بمن فيهم الأطفال تحت عمر السنتين، فينصح بإعطائهم اللقاح المقتول لأنه أكثر أمانًا من اللقاح الحي المضعف.

مَن الأشخاص الذين ينصح بإعطائهم لقاح الإنفلونزا؟

ينصح بإعطاء لقاح الإنفلونزا بشكل خاص لمجموعات الأشخاص الذين لديهم خطورة عالية أكثر من غيرهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وهم:

  1. كل الأشخاص بعمر خمسين سنة أو أكثر.
  2. المقيمون ضمن مرافق الرعاية الصحية لفترات طويلة الذين هم على احتكاك دائم بالمرضى، مثل الأطباء والصيادلة والممرضين والفنيين.
  3. البالغون والأطفال بعمر ستة أشهر أو أكثر الذين لديهم حالات قلبية أو رئوية خاصة بما فيها الربو.
  4. البالغون والأطفال بعمر ستة أشهر وما فوق الذين يحتاجون إلى رعاية طبية منتظمة أو الدخول إلى المستشفى بسبب أمراض استقلابية (كالداء السكري) أو أمراض كلوية مزمنة أو ضعف بجهاز المناعة (مشاكل جهاز المناعة نتيجة الأدوية أو الإنتانات كالإيدز).
  5. الأطفال والمراهقون (بعمر ستة أشهر إلى 18 سنة) الموضوعون على معالجة بالأسبرين لفترات طويلة، لأنهم قد يطورون متلازمة “راي” بعد الإنفلونزا.
  6. النساء الحوامل (بعد الشهر الثالث من الحمل).

ونتيجة لهذا العدد الكبير من الأشخاص الذين يعتبرون ذوي خطورة عالية، فإنه منذ عام 2010 أصبح ينصح بإعطاء لقاح الإنفلونزا سنويًا لجميع الأشخاص بعمر ستة أشهر فما فوق.

كيف يعطى لقاح الإنفلونزا؟

يتوفر اللقاح في الصيدليات على شكل مصل ضمن محقن مجهز للحقن العضلي (وهناك لقاح يعطى بالأنف قد يحل محل اللقاح العضلي مستقبلًا)، يحتوي المحقن جرعة واحدة (0.5 مل)، ومكتوب عليه العام المعد اللقاح للاستخدام فيه (مثلًا 2020-2021)، إذ يتم تركيب اللقاح كل عام من أصناف الفيروسات الشائعة في العام نفسه.

ويعطى حقنة كاملة (0.5 مل) للبالغين والأطفال فوق ثلاث سنوات من العمر، أما الأطفال بين ستة أشهر وثلاث سنوات فيعطون نصف جرعة الكبار، ويجري ذلك عن طريق الحقن العضلي في أعلى الذراع للبالغين، وفي الفخذ للأطفال خاصة من هم دون الثلاث سنوات.

بشكل نموذجي قد ينتج عن لقاح الإنفلونزا بعض الأعراض الجانبية البسيطة جدًا، كألم الساعد واحمرار مكان الحقن وارتفاع طفيف بدرجة الحرارة، ولكن لو حدثت هذه الآثار فإنها تتلاشى في غضون 24 ساعة.

متى يعطى لقاح الإنفلونزا؟

بشكل عام ينصح بإعطاء جميع الأشخاص من عمر ستة أشهر وما فوق لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي قبل شهر إلى شهرين من بدء موسم الإنفلونزا (في الخريف وقبل فصل الشتاء)، لكن يمكن الاستمرار بأخذه في أي وقت طوال فصل الشتاء ما دامت فيروسات الإنفلونزا سارية ومنتشرة حتى نهاية شهر شباط.

ويعطى اللقاح للأطفال الأصغر من تسع سنوات الذين يعطون اللقاح للمرة الأولى جرعتين بفارق أربعة أسابيع بينهما، وإذا كانوا قد لُقحوا في الفصل السابق ولكن بجرعة واحدة يعطون جرعتين من اللقاح في هذه السنة، ثم جرعة واحدة سنويًا، أما الأطفال الأكبر من تسع سنوات والبالغون حتى ولو لم يسبق لهم التطعيم فيحتاجون إلى جرعة واحدة فقط كل سنة.

هل من مضادات استطباب لإعطاء لقاح الإنفلونزا؟

لا يعطى اللقاح للأطفال بعمر أقل من ستة أشهر، ولا للأشخاص الذين لديهم حساسية لبيض الدجاج أو منتجاته، أو الأشخاص الذين عانوا من أعراض شديدة عند أخذ اللقاح في المرة السابقة، أو الأشخاص الذين عانوا من متلازمة “غيلان باريه” خلال مدة ستة أسابيع عند أخذ اللقاح في المرة السابقة.

كذلك لا يعطى للأشخاص الذين يعانون حاليًا من أعراض الإنفلونزا، والأشخاص الذين لديهم ارتفاع شديد أو متوسط في درجة الحرارة، ولكن هؤلاء يمكنهم أخذ اللقاح بعد أن تستقر حالتهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة