المماطلة والتسويف سلوك مؤخّر.. ما أسبابه وطرق التخلص منه

camera iconساعة رملية- تعبيرية (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يجلس الفرد لإتمام مهامه اليومية في أثناء وظيفته أو حتى واجباته المنزلية، ثم يكتشف بعد ساعات أنه لم ينجز أي شيء مما تم التخطيط له.

وقد ينشغل بشيء آخر عن عمله دون تحقيق غايته، كالتفكير بوجبة الغداء، أو تحضير كوب شاي، أو متابعة مقاطع كوميدية عبر “فيس بوك”، وفي آخر النهار يجد أنه لم يكمل المهام بالطريقة التي رغب بها.

بالنسبة لكثير من الناس، يعتبر التسويف أو المماطلة في إنجاز المهام حاجزًا قويًا يمنعهم من إتمام وظيفتهم الموكلة إليهم، مهما كان مستوى أهميتها وبغض النظر عن مدى صعوبتها أو سهولتها.

أداء أضعف

يسبب التسويف ضعف الأداء في العمل أو سوء العلاقات الاجتماعية نتيجة كثرة عتاب العائلة أو الأصدقاء، بسبب تأجيل التواصل معهم يومًا بعد يوم.

وجدت دراسة أجرتها جامعة “كيس وسترن ريسرف” البحثية الأمريكية عام 1997، أن المماطلين في فترة دراستهم الجامعية انتهى بهم الأمر بتوتر أعلى ودرجات أقل في نهاية السنة الدراسية.

سلوك أم سوء تنظيم؟

أسباب المماطلة في إنجاز المهام ليست واضحة بشكل جيد، وغالبًا ما تكون فشلًا في التنظيم الذاتي للأولويات والسلوكيات، وضبط النفس.

ويعتبر بعض علماء النفس أن مشكلة المماطلة هي نوع من سلوك تجنب الخوض في المهام الجديدة، والخوف من نتائجها، ما يؤدي إلى شعور المماطلين بالخجل وشعور أكبر بالذنب، وفق تقرير في موقع “سايكو توداي” الأمريكي المتخصص في علم النفس.

لا تطلب المساعدة!

ومن أجل حل هذه المشكلة يوصى بتقسيم اليوم إلى مدد زمنية منفصلة، وفي كل مدة تحدد مهمة يجب الانتهاء منها، وفق ما تقترحه الكاتبة آنا سوانسون في مقالها المنشور بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ويجب دائمًا ترك بعض الوقت للظروف القاهرة أو المفاجئة.

ويجب أن يحاول الفرد إنجاز مهامه بنفسه، دون الحاجة إلى انتظار مساعدة الآخرين، لأن العمل الفردي يكون أكثر فاعلية من الاستنجاد بشخص للمساعدة، رغم أنه قد يكون مملًا وأقل متعة.

هذا لا يعني عدم طلب المساعدة أو إشراك فريق العمل في المهام بالمطلق، ولكن قد تُطلب المساعدة بالنسبة لطبيعة المهمة الموكلة.

قوة الإرادة لا تكفي!

ولا يجب أن يعتمد الفرد على قوة إرادته وحدها لتحفيزه على إنجاز مهامه، بل هي تمثل أحد أنواع الدوافع، لكنها ليست أفضلها، وفق ما يراه الباحث في مجال علم النفس الرياضي أيان تايلور، “فإذا تصورت أن الدافع يشبه الوقود الذي يوصلك إلى النتيجة التي تنشدها، فعليك إدراك أن بعض أنواع الوقود ذات جودة عالية، بينما تتسم الأنواع الأخرى بتدني الجودة”.

وتروق المماطلة للفرد، لما يترتب عليهما من مكافأة فورية له، إذ إن إرجاءه الانخراط في أداء مهمة صعبة، سيجعله يتجنب الشعور بأي أحاسيس سلبية قد تترتب على ذلك، ولهذا، يحتاج الفرد إلى مواجهة ذلك بمكافآت بديلة يحظى بها، وذلك حين يقدم على العمل ولا يتجنب الشروع فيه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة