مع قدوم الشتاء.. نحالو ريف حلب الشمالي يحاولون إنقاذ الخلايا

camera iconاجتماع "غرفة النحالين الأحرار" في دابق بريف حلب الشمالي - تشرين الثاني 2020 (عنب بلدي/ عبد السلام مجعان)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

في صيوان منتدى “دابق الثقافي” بمنطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، اجتمع مربو النحل لإيجاد حلول تجنبهم الخسارة مع بدء الموسم الشتوي الماطر الذي يهدد سلامة النحل وإنتاج العسل.

لم تتضمن الجلسة، التي جمعت المنتسبين لـ”غرفة النحالين الأحرار” في عامها الثالث، نقاشًا توعويًا ونصائح للمربين كالعادة وحسب، بل تضمنت أيضًا انتخابات وإعادة لهيكلة الجمعية التي تطمح لحل مشاكل لا تلقى الاهتمام الكافي في المنطقة.

الغذاء والملجأ مطلب للنحل أيضًا

يلجأ النحل شتاء إلى خلاياه للاحتماء من هبات الريح الباردة، لكنه في سوريا يحتاج إلى الحماية من القصف والمبيدات، كما قال المدرّس والنحّال محمد رضا الحمدان لعنب بلدي.

أكثر من 80% من خلايا النحل تضررت جراء الحرب في المنطقة، من فقدان الأمن وإغلاق الطرقات والحصار، تأسف عليها محمد وهو يحكي عن مهنته التي يحبها ويعمل بها منذ عام 2002، “علق كثير من النحل بين المناطق، وضاع نتيجة القذائف والصواريخ”.

نقص مساحات المراعي، مع تناقص الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة، وصعوبة اختيار المكان المناسب لحفظ الخلايا ولتغذية النحل، كانت من أهم المشاكل التي سلطت اجتماعات النحالين الضوء عليها، والتي شارك بها محمد رافضًا التخلي عن عمله رغم إنتاجه “الضعيف”.

منذ عام 2017، عملت “غرفة النحالين الأحرار”، شهرًا تلو آخر، على تقديم النصح والدورات التعليمية للنحالين الجدد، كما قال رئيسها، أحمد الأحمد، لعنب بلدي، وضمت 150 من مربي النحل من عفرين إلى جرابلس.

تنتشر الأمراض التي تصيب خلايا النحل، من “تعفن الحضنة” و”تكلس الحضنة” و”النوزيما”، وضعف الصناديق التي تحملها، وهو ما ينفع به تبادل الخبرات بين النحالين، حسب رأي الأحمد، مضيفًا أن الهيكلية الجديدة للجمعية تحمل اسم جمعية “الرحيق المختوم”، وتهدف لتقديم النصح والاستشارات والمعلومات اللازمة لمربي النحل.

حاجات تفوق الاستشارة

فقد عبد السلام القاسم سبعًا من خلايا النحل التي كان يرعاها نتيجة نقص المراعي، حسبما قال لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن التشجير الملائم للمراعي ضرورة لاستمرار المهنة.

في حال امتلك مربي النحل 100 خلية على الأقل، حسب تقدير وكالة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو)، يستطيع أن يؤمّن معيشته من خلال هذه المهنة، مع إنتاج الخلية سنويًا ما يتراوح بين 20 و25 كيلوغرامًا من العسل، الذي ترتفع أسعاره في سوريا عن المعدل العالمي، خلال سنوات الحرب وحتى قبلها.

كان سعر كيلو العسل عام 2019 نحو تسعة آلاف ليرة سورية (3.55 دولار)، ولكنه وصل في العام الحالي إلى 20 ألف ليرة (7.90 دولار)، دون وجود طلب أو تصريف في المنطقة، كما قال النحال عبد السلام.

خلال الحرب دُمرت الخلايا وتعرضت للإهمال، بحسب تقرير “فاو”، ومع الضرر الذي ألحقته القنابل بالبيئة وتلويثها الهواء، واضطرار كثير من مربي النحل للنزوح، إضافة إلى ما تعرض له النحل من أمراض وغياب سوق التصريف، أصبحت المهنة قاصرة عن دعم العاملين بها وتأمين معيشتهم.

وأضاف عبد السلام أن تأمين معدات النحالين، من اللباس والأدوية والصناديق، مع تأمين الملكات، وفتح طرق التصريف والتصدير إلى الجانب التركي، يحل مشاكل مربي النحل، الذين لا تقدم لهم سوى “خدمات نظرية” وندوات لا تؤمّن دعمًا واقعيًا مع غياب الرعاة والمهتمين.

وكما ذكرت “فاو” في تقريرها الصادر في أيلول عام 2019، كانت تربية النحل صناعة تقليدية في سوريا قبل عام 2011، وبلغ عدد المناحل أكثر من 700 ألف، تقدم العسل والشمع الملكي، لكن أعدادها في ريف حلب الشمالي، وفق تقدير النحالين، لا يزيد على ثلاثة آلاف في الوقت الحالي.


أسهم مراسل عنب بلدي في ريف حلب عبد السلام مجعان في هذه المادة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة