صناعة الصابون المنزلي تعود إلى درعا لمحاربة الغلاء و”كورونا”

camera iconصابون مصنوع في المنزل - (صورة تعبيرية healthline)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

في قرية تل شهاب، بريف درعا الجنوبي الغربي، تجمع “أم عمر” بقايا زيت القلي وهي تتحضر لصناعة الصابون في المنزل، لتؤمّن احتياجات أسرتها التي أصبح التعقيم والنظافة أحد همومها لمواجهة فيروس “خطير”.

راجت مؤخرًا صناعة الصابون ومواد التنظيف يدويًا في درعا، بعد أن كان شراؤها الخيار الأنسب للسكان، في ظل ارتفاع أسعار المنظفات مع تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في سوريا.

طريقة صنعه البسيطة ليست جديدة على سكان المحافظة، الذين اعتمدوا منذ عشرات السنين على تأمين ما يحتاجون إليه من السوق، لكنها كانت خيارًا اضطراريًا لربة المنزل الأربعينية.

كيف يصنع الصابون المنزلي؟

في غرفة واسعة مفتوحة النوافذ، تحاول “أم عمر” إحكام الكمامة على وجهها، وتلبس القفازات الجلدية، لأنها مقبلة على العمل بمواد كيماوية تتطلب “الحذر” بالتعامل معها، “مادة الصودا حارقة للجلد وتؤثر على الجهاز التنفسي”، كما قالت لعنب بلدي.

الخلطة المكونة من الصودا، والمواد الرغوية (الكمبرلند)، والمواد اللزجة، والمعطرات، حصلت عليها “أم عمر” من متجر للعطارة في مدينة طفس المجاورة، “أفضل استخدام المعطرات بنكهة الليمون أو الياسمين”، قالت وهي تسكب الماء أولًا في الوعاء البلاستيكي الكبير.

وبعد مزج المواد الكيماوية والمعطرات مع الماء تضيف مادة الصودا، وهي عبارة عن قطع بلورية ترفع مباشرة درجة حرارة الخليط، وتتابع التحريك حتى إذابة المكونات، وبعدها تضيف مخلفات الزيت مع القليل من الملح والطحين.

ومن الممكن استعمال زيت الزيتون الطازج للحصول على صابون “ممتاز” بدل زيت القلي المستعمل، ولكن العائلات تبحث عن تكلفة أقل حسب رأي “أم عمر”.

وتستمر بالتحريك لمدة لا تقل عن ساعة وحتى ساعة ونصف ليتماسك الخليط، وذلك يعود لجودة المواد المستخدمة والالتزام بالمقادير، ثم تسكبه في قالب خشبي وتقطعه لألواح صغيرة وتنشره بمكان فيه ظل، ولا يستخدم الصابون إلا بعد مرور 20 يومًا على الأقل من تاريخ التحضير.

ليس سهلًا لكن السوق “يحكم”

لم تعد صفاء، ذات 30 عامًا، قادرة على شراء الصابون الصناعي، بعد أن وصل سعر الكرتونة إلى 6.25 دولار، وهي تعمل بأعمال المياومة الزراعية لقاء أجرة لا تتعدى الدولار والنصف في اليوم، وتساعد أهلها في تأمين مصاريف المعيشة.

كانت الشابة مضطرة لتجربة الصناعة اليدوية، “أجد صعوبة في صناعته ورائحة الصودا مقززة بالنسبة لي”، قالت صفاء لعنب بلدي.

ورصدت عنب بلدي ارتفاع أسعار المنظفات في درعا، حيث تضاعف سعر كرتونة الصابون من سبعة آلاف إلى 15 ألف ليرة سورية منذ بداية العام الحال، في حين وصل سعر الليتر من سائل الجلي إلى 500 ليرة بعد أن كان 125، وارتفع كيلو مسحوق الغسيل من 500 ليرة إلى 1700.

تخشى صفاء من انتشار فيروس “كورونا” في منطقتها، وقالت “أم عمر” إنها أصبحت تشتري كميات “مضاعفة” من الصابون بعد تفشي الفيروس، مع تأكيدها على عائلتها المكونة من خمسة أفراد ضرورة استخدام الصابون بشكل مستمر، بعد مصافحة أي شخص أو لمس أي جسم.

وقدرت لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا “أسكوا”، بدراسة نشرت في 15 من نيسان الماضي، تعرض 74 مليون شخص من المنطقة العربية لخطر الإصابة بالفيروس نتيجة غياب مرافق غسيل اليدين.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية غسيل اليدين سبيل الدفاع الأفضل ضد المرض، وأكدت أن مدته يجب ألا تقل عن 20 ثانية على الأقل ليتمكن الصابون من قتل الفيروس.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة