كيف تنعكس المصالحة الخليجية على الملف السوري؟

camera iconولي العهد السعودي محمد بن سلمان أثناء استقبال أمير قطر تميم بن حمد في يوم انعقاد المصالحة الخليجية في مدينة العلا غربي السعودية- 5 من كانون الثاني 2021 (وكالة الأنباء السعودية)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- روزنة

يترقب السوريون أي مناسبة دولية أو إقليمية أو محلية قد تحدث تغيرًا أو انفراجًا في الملف السوري، وآخر ما ترقبه السوريون نتائج القمة الخليجية في مدينة العلا بالسعودية، والمصالحة القطرية- السعودية.

وسبق هذه القمة إعلان وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، في 4 من كانون الثاني الحالي، توصل الرياض والدوحة إلى اتفاق نص على فتح الحدود البرية والبحرية والجوية بينهما قبل أقل من 24 ساعة من انعقاد القمة.

برنامج “صدى الشارع” عبر راديو “روزنة”، ناقش انعكاس المصالحة القطرية- السعودية على مستقبل الحل السياسي في سوريا، واستضاف خبراء لمناقشة الموضوع، والإحاطة به.

كما استطلع آراء الناس حول ما إذا كانوا يرون أن المصالحة القطرية- السعودية ستنعكس بشكل إيجابي أو سلبي على الحل في سوريا.

مخرجات قمة “العلا” الخليجية

في ظل التعقيد الحاصل بالملف السوري، والتبدلات في العلاقة بين المعارضة السورية والدول الخليجية بعد الأزمة بين قطر والسعودية، تضمن البيان الختامي لقمة “العلا” الخليجية، في 5 من كانون الثاني الحالي، التأكيد على اعتماد مبادئ “جنيف 1″، وقرار مجلس الأمن رقم “2254”، لعملية الحل السياسي في سوريا.

وينص القرار “2254” على تشكيل هيئة حكم انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد، والتحضير لانتخابات، ورحب “الائتلاف” المعارض ببيان القمة الخليجية.

كما ندد “مجلس التعاون الخليجي” بالوجود والتدخل الإيراني في سوريا، مطالبًا إيران بخروج جميع قواتها والميليشيات التي جندتها إضافة إلى “حزب الله” اللبناني.

مسارات يُتوقع تفعيلها بعد المصالحة

يرى “الائتلاف الوطني السوري” ممثلًا برئيسه، نصر الحريري، أن هناك فرصة سياسية بشأن تفعيل الموقف الخليجي تجاه الملف السوري، و”دعم حقوق السوريين، وفرض الضغوط اللازمة لدفع مسار الحل السياسي في سوريا” ضمن بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”.

وقال عضو “الهيئة العامة في الائتلاف الوطني” أحمد رمضان، لـ”صدى الشارع”، إن المصالحة لقيت ترحيبًا في الأوساط السورية والعربية، وستعيد التوازن إلى الموقف العربي.

وأوضح أن دول الخليج كانت منقسمة حول موقفها من النظام، وأن إعادة اللحمة والتوازن بين الدول الخليجية مهمة جدًا، لأنها تتمسك بسقف عالٍ فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم “2254” وإعادة ترجمة نقاطه على أرض الواقع، ما يؤدي إلى تماسك الموقف العربي نحو سوريا.

وأضاف رمضان، “حاليًا نأمل أن يكون هناك دور عربي ملموس على الصعيد السياسي الذي يمكن أن يتبلور في إطار العملية السياسية والمفاوضات التي تجري في جنيف، وعلى الصعيد الإنساني لأننا نريد عودة الخليج للعب دور إنساني مهم، وتفعيل المؤسسات الإغاثية لدعم النازحين والمهجرين في الداخل”.

انعكاس المصالحة على الملف السوري

مدير مركز “الشرق العربي” للدراسات، زهير سالم، قال لـ”صدى الشارع”، “يُنظر إلى المصالحة على أنها خطوة إيجابية في طريق عودة المياه إلى مجاريها”، بعد أن كان للمقاطعة الخليجية انعكاسات سلبية على الملف السوري.

واعتبر أن قدرة دول الخليج على دعم الملف السوري والثورة السورية والشعب السوري، “مرتبطة بإرادة من سينخرطون في مشروع إقليمي”.

“وبعد المصالحة ستستطيع دول الخليج أن يكون لها صوت واحد ورسالة واحدة، وسيستطيع السوريون التعبير عن موقفهم من خلال الموقف العربي المتوازن”، وفق سالم.

ومن الأمور الإيجابية في بيان قمة “العلا”، التركيز على فكرة هيئة الحكم الانتقالي، التي اعتبرها سالم “رسالة للروس الذين حاولوا عرقلة المسار الدستوري والذهاب إلى الانتخابات والدعوة لعودة اللاجئين”.

عضو المكتب السياسي في “تيار الغد السوري” واصف الزاب، أشار إلى أن “المصالحة ستعزز دور المعارضة السورية”، لافتًا إلى أن السوريين معنيون بتوحد موقف الدول الخليجية نحو الملف السوري بشكل مباشر.

الأزمة الخليجية

في 5 من حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، مع إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمامها، بسبب اتهامات وُجهت للدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، والتقرب من إيران التي تتهمها دول عربية بالتدخل في شؤونها.

وفي 6 من الشهر نفسه، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن قطر “تمول أيديولوجيا الإرهاب”.

وقدمت دول الحصار، في 23 من حزيران عام 2017، قائمة مكونة من 13 طلبًا، تسلّمها الوسيط الكويتي لتسليمها إلى القيادة القطرية مع مهلة عشرة أيام للرد عليها، لكن الخارجية السعودية أعلنت قبل انتهاء المهلة المحددة للرد أن الدوحة “لم تلتزم بتعهداتها، وأن جميع المساعي معها فشلت”.

وتابعت الكويت بقيادة أميرها الراحل، صباح الأحمد الجابر الصباح، وبناء على مقترح أمريكي، دور الوساطة بين الدول التي دخلت في الصراع الخليجي إلى حين حله.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة