واشنطن تتحرك في العراق لتقييد أذرع إيران

camera iconعناصر من الحشد الشعبي العراقي في أثناء العمليات ضد تنظيم الدولة في العراق - 2017 (رويترز)

tag icon ع ع ع

زادت الولايات المتحدة من وتيرة فرض العقوبات على كيانات إيرانية ومصالح لها في العراق، وأبرزها استهداف قياديين في “الحشد الشعبي”.

وأدرجت الولايات المتحدة، في 13 من كانون الثاني الحالي، مؤسستين تتبعان للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامئني، إضافة إلى رئيس أركان قوات “الحشد الشعبي”، عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ”أبو فدك” (الأمين العام السابق لكتائب حزب الله في العراق)، على “لائحة الإرهاب الدولية”، بموجب الأمر التنفيذي رقم “13224”.

ورد رئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض، الجمعة 15 من كانون الثاني، على إدراج المحمداوي على قائمة العقوبات، واعتبره انتهاكًا لسيادة العراق، بحسب ما نشرته وكالة “واع” العراقية.

وقال الفياض في بيان، إن “الولايات المتحدة الأمريكية التي تنصب نفسها وصيًا على العالم، انتهكت سيادة العراق، واستخفت بالحكومة العراقية ومؤسساتها الرسمية، بإدراجها مؤخرًا للمحمداوي، كون الحشد الشعبي هو جزءًا من المؤسسة العسكرية العراقية الرسمية، ويأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة”.

واستهجن الفياض تصنيف المحمداوي على قائمة الإرهاب، رغم كونه هو “من واجه الإرهاب وقدم التضحيات نيابة عن العالم كله، من أجل دحر أعتى قوة ظلامية متطرفة تتمثل بـ(الإرهابيين الدواعش)، وإجهاض مشروعهم في تدمير العراق”، بحسب قوله.

كتائب “حزب الله” في العراق

أُسّست كتائب “حزب الله” في العراق عام 2006، وهي مدعومة من إيران، وتسعى إلى تنفيذ أجندة طهران في المنطقة.

تبنت عدة عمليات “إرهابية” في العراق، بما في ذلك هجمات بعبوات ناسفة وعمليات إطلاق نار غير مباشرة، وهجمات بالقذائف الصاروخية وعمليات قنص، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.

وأفادت تقارير للخزانة بضلوع الكتائب في سرقة واسعة النطاق لموارد الدولة العراقية، وقتل متظاهرين وناشطين سلميين في العراق واختطافهم وتعذيبهم.

وبحسب الوزارة، تورطت الكتائب المدعومة من إيران، والتي يلعب فيها المحمداوي الآن دورًا قياديًا، في أعمال عنف طائفية، بما في ذلك اختطاف مئات الرجال من المناطق المحررة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويعمل المحمداوي بشكل منفصل بالاشتراك مع “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” لإعادة تشكيل مؤسسات أمن الدولة العراقية الرسمية، بعيدًا عن هدفها الحقيقي المتمثل في الدفاع عن الدولة العراقية ومحاربة تنظيم “الدولة”، ودعم أنشطة إيران في المنطقة كالدفاع عن النظام السوري في سوريا.

وأنشأت الجماعات التي ينتسب إليها المحمداوي أسماء وهمية، لطمس مسؤوليتها عن الهجمات المستمرة ضد المنشآت الحكومية العراقية والمنشآت الدبلوماسية الأجنبية، بحسب الوزارة الأمريكية.

الهدف من العقوبات

تهدف العقوبات الأمريكية إلى حرمان المحمداوي من الموارد اللازمة للأعمال الإرهابية ومنع ارتكابها، كما تجمد جميع ممتلكاته ومصالحه الواقعة في الولايات المتحدة أو التي تندرج ضمنها أو يسيطر عليها مواطنون أمريكيون.

ويحظر على الأمريكيين الدخول في أي معاملات مع المحمداوي، كما تنبه العقوبات الجمهور الأمريكي والمجتمع الدولي إلى أن المحمداوي يشكل خطرًا كبيرًا لارتكابه أعمالًا إرهابية.

وبموجب العقوبات الأمريكية الجديدة، ستُصادر جميع ممتلكات المحمداوي في الولايات المتحدة، أو التي يسيطر عليها أمريكيون، وسيُمنعون من الدخول في أي معاملات معه.

واتهمت واشنطن فصائل من “الحشد الشعبي”، التابعة لإيران، بشنها هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد، واستهدافها جنودًا أمريكيين في قواعد عسكرية بالعراق.

فالح الفياض سبق المحمداوي

فالح الفياض هو رئيس المجلس العسكري العراقي، الذي أُنشئ من قبل التشريع العراقي لإخضاع ميليشيات “الحشد الشعبي” لسيطرة الحكومة المركزية، والذي فرضت عليه واشنطن عقوبات أيضًا، في 8 من كانون الثاني الحالي.

وعلى الرغم من إنشاء قوات “الحشد الشعبي” لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، فإن العديد من ميليشيات “الحشد” تركز بشكل متزايد على تعزيز مصالحها الاقتصادية ودعم أجندة إيران الإقليمية في العراق، بحسب رواية وزارة الخزانة الأمريكية، بدلًا من حماية الدولة العراقية ومواطنيها.

وكان الفياض يرأس المجلس العسكري الخاص عندما أُطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين السلميين أواخر عام 2019، ما أدى إلى مقتل مئات العراقيين.

وكان الفياض مستشارًا للأمن القومي لرئيس الوزراء العراقي، وعضوًا في خلية الأزمة المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني”، مع قادة الميليشيات المدعومين سابقًا، قيس الخزعلي، وحسين فلاح اللامي، بالإضافة إلى قائد “الحرس الثوري الإيراني” السابق، قاسم سليماني، ونائب قائد “الحشد الشعبي”، “أبو مهدي المهندس”، حتى تموز عام 2020.

وفرضت الخارجية الأمريكية عقوبات على الفياض لمشاركته في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وحظرت العقوبات جميع ممتلكات ومصالح الفياض الموجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أمريكيين.

وأدى تردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة والفساد في العراق إلى خروج مظاهرات، في تشرين الأول 2019، طالبت بمحاربة الفساد والبطالة ورفضت التدخل الإيراني في العراق.

نشاط “الحشد الشعبي” في البوكمال الحدودية

تعتبر البوكمال من أبرز المدن التي تتمركز فيها مجموعات المقاتلين الإيرانيين، الذين لا يُعلن عن أعدادهم، لكنهم يُستهدفون بشكل متكرر عبر غارات جوية من قبل أمريكا وإسرائيل.

ومن أبرز الميليشيات المدعومة من طهران في المنطقة: “الحرس الثوري”، “حركة النجباء”، “حزب الله”، “فاطميون”، “زينبيون”، “الفرقة 313”.

ولا يكشف “الحشد الشعبي” عن مقرات دائمة في سوريا، وتحدث في عام 2020 عن إطلاقه عملية عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” على الحدود مع سوريا.

وتأتي أهمية البوكمال بالنسبة لإيران في كونها عقدة مواصلات برية مهمة تصل منها إلى سوريا ثم إلى لبنان، حيث تُعتبر امتدادًا لصحراء الأنبار العراقية، كما ترتبط بصحراء السويداء ودرعا وتدمر ودير الزور، ما يكسب المدينة أهمية اقتصادية إضافية لإيران.

بالإضافة إلى موقعها على خط الإمداد الفاصل بين العراق وسوريا، وصارت المنفذ الوحيد الرسمي لإيران، خاصة بعد سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق أيضًا، وسيطرة أمريكا على معبر “التنف” في دير الزور.

ونُشر تسجيل، الجمعة 15 من كانون الثاني، يظهر فيه عنصر من “الحشد الشعبي”، بحسب ما تُظهره الشارة على البدلة العسكرية التي يرتديها، كما تظهر اللقطات آثار القصف الذي طال مقرات فارغة لـ”الحشد الشعبي” قبل يومين في منطقة البوكمال الحدودية السورية مع العراق، بحسب ما نشرته منصة “صابرين نيوز“.

صورة من تسجيل مصوّر نشرته “صابرين نيوز” عبر “تلجرام” توثق آثار الغارات الجوية على منطقة البوكمال في 13 من كانون الثاني 2021 (صابرين نيوز)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة