مبادرات لإيواء المتضررين من السيول في مخيمات الشمال السوري

camera iconطفل يمشي وسط الخيام الغارقة بمياه الأمطار في مخيم حربنوش بريف إدلب - 19 كانون الثاني 2021 (عنب بلدي - يوسف غريبي)

tag icon ع ع ع

“لم تغمض أعيننا طوال الليل ونحن نحفر”، محاولة لخصها الحاج نهاد الجالي، للتخفيف من آثار مياه الأمطار في تجمع مخيمات أم جرن بكفر عروق شمالي إدلب.

ونفى الحاج نهاد وصول أي جهة لمساعدتهم أو عرض بدائل سكنية، سوى وصول جهة لم يسمها تبرعت لشفط المياه، إلا أنها اشترطت الحصول على إذن من صاحب الأرض، التي هي بالأصل مستأجرة من قبل ساكنيها.

وكان “الدفاع المدني” كثّف مع بداية العاصفة المطرية عمليات الاستجابة في المخيمات، وعمل على فتح قنوات لتصريف مياه الأمطار وتنظيف القنوات الموجودة، بالإضافة إلى شفط المياه في التجمعات السكنية وجرف الوحل والطين من الطرقات، وفرش طرقات بالمخيمات لتسهيل حركة المدنيين.

ولم يكن محمد إبراهيم وجيرانه في المخيم أفضل حالًا، وقال لعنب بلدي، “كثرة المطر خلتنا ننام فوق بعضنا”.

إذ تركت عدد من العائلات خيمها وتوجهت إلى خيم لم تدخلها المياه، لتنام عدة عائلات في خيمة واحدة، وسط عدم وصول مواد تدفئة أو سلل غذائية إلى المخيم، سوى خبز يأتي بشكل متقطع.

وفي إطار الحلول لوضع المخيمات المتكرر خلال كل فصل شتاء، قال محمد، “نريد إنسانًا يشعر بشعورنا، ويساعدنا على الانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة أفضل”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي أمس، الثلاثاء 19 من كانون الثاني، إنه “لا تزال هناك فجوة تبلغ 32 مليون دولار في تمويل هذه المواد الأساسية”.

وتوفي طفل وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح نتيجة انهيار خيام جدرانها مبنية من “البلوك” وأسقفها من النايلون، حسب “الدفاع المدني السوري“.

واستجاب “الدفاع المدني”، بين 16 و19 من كانون الثاني الحالي، لـ200 مخيم في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار، مع استمرار العاصفة المطرية.

وأدت الهطولات المطرية التي تشهدها مناطق شمال غربي سوريا إلى تضرر أكثر من 350 خيمة بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه)، وأكثر من 2700 خيمة تضررت بشكل جزئي (تسرب إليها الماء أو أحاط بها)، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من ثلاثة آلاف عائلة، حسب “الدفاع المدني”.

وبلغ عدد المخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي إدلب وحلب نحو 1300 مخيم، بينها 400 مخيم عشوائي، ويقطنها أكثر من مليون نازح داخليًا.

وتفتقد المخيمات للبنية التحتية الأساسية، كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.

مبادرة في جسر الشغور لإيواء مؤقت

أطلق أهالي مدينة جسر الشغور جنوب غربي إدلب، مبادرة لإيواء النازحين المتضررين في المخيمات من الهطولات المطرية ضمن منازل مؤقتة (خلال فصل الشتاء).

وقال منسق المبادرة، محمد حبوب، لعنب بلدي، إن القائم على المبادرة هم أهالي جسر الشغور، الذين فرغوا عددًا من البيوت لاستقبال أهالي المخيمات، إلا أنهم لم يستقبلوا حتى الآن أي عائلة.

وتكفلت عدة جهات بعملية نقل نازحي المخيمات من مكانهم إلى جسر الشغور، منها “الدفاع المدني” ومنظمة “بنفسج” و”إدارة منطقة جسر الشغور”، وأهالٍ من المدينة.

إلا أن مدنيين التقت بهم عنب بلدي في مخيمات شمالي إدلب، لم تصلهم أنباء عن المبادرة، وهو ما برره منسقها محمد حبوب بأن المبادرة ما زالت جديدة، بعد إطلاقها الاثنين الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة