قاطنو مخيم “طوبى الشموخ” في ريف إدلب بلا مياه وتدفئة

camera iconأمطار غزيرة تقطع الطريق إلى مخيم "شام 2" جنوب غرب كللي بريف إدلب - 5 من كانون الأول 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يفتقر مخيم “طوبى الشموخ” الواقع قرب بلدة كللى شمالي إدلب، إلى الخدمات الأساسية وعلى رأسها المياه والتدفئة.

ويضطر النازحون في المخيم، من أطفال ونساء وكبار في السن، لتعبئة أواني المياه ونقلها من الصهاريج المتنقلة إلى خيامهم على عدة دفعات، تجنبًا لانقطاع المياه عنهم.

زكريا العمر، نازح من ريف إدلب الشرقي إلى المخيم، تحدث لعنب بلدي عن صعوبة نقل المياه التي توفرها منظمة “شفق” بصهاريج إلى داخل المخيمات، ما يضطر الناس للاعتماد على أنفسهم.

سائق أحد الصهاريج لمخيم “طوبى الشموخ” نور الدين رحال، قال لعنب بلدي، إن السبب الأساسي وراء عدم دخوله إلى المخيم يعود إلى تراكم الوحل بعد تساقط الأمطار بغزارة.

وأضاف السائق، “في إحدى المرات غامرت وأدخلت الصهريج، لكنه علق في الوحل، فاضطررت للاستعانة برجال الدفاع المدني لإخراجه”، موضحًا أن الحل لمشكلة الوحل هي تعبيد الطرقات، وإجراء صيانة دورية لشبكة تصريف المياه.

إذ يفتقد المخيم للبنية التحتية الأساسية، كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تكرر مأساة النازحين فيه في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.

حلوم يسوف، إحدى النازحات من بلدة كفر نبودة بريف إدلب، قالت لعنب بلدي، “أقطن في المخيم مع طفلتي وأمي التي لا تقوى على الحركة”، موضحة أن المنظمات لم تدخل المخيم منذ وقت طويل لمساعدة الأهالي.

وأشارت النازحة إلى أن المياه “تتسلل وتبلل كل ما يوجد داخل الخيام من حصير وبطانيات”، كما تحدثت عن صعوبة نقل سيارات الإسعاف أي مصاب أو مريض، لوعورة الطرقات وصعوبة الدخول إلى المخيم.

أما بالنسبة للتدفئة، فيعد تأمينها “رفاهية” لا تتوفر لجميع قاطني المخيم، وفي حال توفرت تكون عبر طرق بدائية، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات.

علي البكور، النازح من ريف سراقب، قال لعنب بلدي، إن العائلات النازحة مؤخرًا للمخيم أحضرت معها الحطب والأخشاب، بينما لا يوجد لدى قاطني المخيم السابقين أي وسيلة للتدفئة.

وتساءل علي عن سبب “إهمال” المخيم لعدة سنوات رغم قدوم عائلات منذ مدة قريبة من جبل الزاوية للاستقرار ضمنه، مطالبًا المنظمات بمساعدة قاطني المخيم، الذين يحتاجون إلى ملابس شتوية وبطانيات ووسائل تدفئة تقيهم البرد.

عنب بلدي تواصلت مع حكومة “الإنقاذ” التي يقع المخيم ضمن مناطق إدارتها، للسؤال عن سبب إهمال المخيم وتردي الخدمات فيه، دون أن تحصل على رد.

وكانت العواصف المطرية في الشمال السوري أثرت سلبًا على النازحين في مخيمات قماشية، وفي 29 من كانون الثاني الماضي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بسبب معاناة النازحين السوريين في مخيمات شمال غربي سوريا، موضحة أن الفيضانات دمرت حوالي 21 ألف خيمة، ما أثر على 120 ألف شخص.

وفي الشهر نفسه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن ما يزيد على 67 ألف نازح داخلي، في نحو 200 موقع شمال غربي سوريا، تضرروا من الفيضانات التي شهدتها المنطقة.

وخلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أشار دوجاريك إلى أن عمليات النزوح ناجمة عن تهدم أو إتلاف ما يقارب 11 ألفًا و500 خيمة في تلك المناطق، مضيفًا أن شخصًا توفي وأُصيب ثلاثة آخرون، جراء تعرض خيامهم للتدمير بسبب الفيضانات.

أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي يوسف غريبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة