عشرة أضعاف السعر النظامي.. أهالي حلب يشترون الغاز من مراكز بديلة

camera iconسيارة لأحد معتمدي الغاز في مدينة حلب- 12 من شباط 2021 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

مر شهر ونصف على الموعد المحدد لتبديل أسطوانة الغاز في منزل أحمد، وهو من أهالي حي الصاخور في مدينة حلب، لكن الرسالة التي يُفترض أن تعلمه بموعد حصوله على أسطوانة ممتلئة من المركز المعتمد لم تصل بعد.

“في معظم الأحيان يتأخر وصول رسالة تحدد موعد الحصول على أسطوانة الغاز من المندوب المعتمد، وأحيانًا لا تُرسل”، حسبما قال لعنب بلدي.

وبعد أن تفرغ، يبدأ أحمد بجولة على أقاربه ليأخذ منهم أسطوانة ممتلئة، ويعيدها لاحقًا عند تسلمه من “المعتمد”.

أما عبد، وهو من سكان حي الشعار في حلب، فيضطر لتبديل أسطوانة الغاز بسعر 27 ألف ليرة، حسبما قال لعنب بلدي، في حال لم يستطع انتظار وصول الرسالة، مشيرًا إلى أن هذه المعاناة تخص فصل الشتاء فقط.

يؤكد أحمد وعبد وجود أسطوانات غاز بمحال التبديل في الشعار والصاخور والأحياء الأخرى من مدينة حلب، لكن ليس بسعر يقارب تبديلها من “المعتمد” (2750 ليرة سورية)، بل يزيد عليه بنحو عشرة أضعاف، ليصل إلى 26 أو 27 ألفًا.

عنب بلدي علمت من مندوب في “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية- سادكوب” الحكومية، (نتحفظ على نشر اسمه)، أن بعض محال التبديل تشتري أسطوانات الغاز من بعض المتسلّمين من المراكز المعتمدة الذين لا يحتاجون إليها، كونهم يمتلكون أخرى مليئة، وتبيعها بـ27 ألف ليرة.

وأضاف بعض المواطنين يكون لديهم أكثر من أسطوانة غاز ويبدلونها في المركز، لامتلاكهم موافقة من مجلس محافظة حلب، نتيجة عملهم في مجال المحروقات وتعبئة الغازات الصغيرة.

ولا يستفيد عبد من تقديم شكوى عبر تطبيق “البطاقة الذكية”، بسبب عدم وجود أي رد، فهو لم يتسلّم جرة منذ كانون الأول 2020، بانتظار وصول الرسالة.

مندوب “سادكوب” قال، إن الطلب يزيد في فصل الشتاء على الغاز، نتيجة استخدامه للتدفئة في البيوت والمطاعم، واعتماده لتسخين مياه الاستحمام.

كما يتزامن ذلك مع نقص في توريدات الغاز من شرقي سوريا، إثر التوترات الأخيرة بين النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وتعيش المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري منذ مطلع العام الحالي أزمة محروقات متجددة، بعد أزمات مشابهة عاشها المواطنون في تلك المناطق عام 2020، نتيجة عجز النظام عن تأمين الحد الأدنى من المحروقات اللازمة للقطاعات الخدمية والاستهلاك اليومي للسكان.

وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، بنسبة بلغت 82.5% من السكان، بحسب بيانات موقع “World By Map ” العالمي.

إذ يعيش تحت خط الفقر في سوريا 90% من السوريين، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة