350 عائلة ترفض النزوح من البارة.. التصعيد يهددها

camera iconسيدة سورية أصيبت بقصف قرية شنان جنوبي إدلب تساعدها متطوعتان في الدفاع المدني السوري - 7 من شباط 2021 (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

عاد محمد الإبراهيم إلى بلدته البارة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، بعد رحلة نزوح في مخيمات شمالي إدلب، وهو من ضمن عشرات العائلات التي عادت إلى البلدة، بعد توقيع اتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020.

يترقب محمد، بحسب ما قاله لعنب بلدي، القصف اليومي الذي بدأ يستهدف منازل المدنيين ونقاط تجمعهم كمحال البقالة منذ عشرة أيام، بينما كان قبل شهر يستهدف محيط البلدة والأراضي الزراعية، وفي بعض الأحيان المنازل ضمن البلدة.

سوء الأوضاع المعيشية وعدم القدرة على تسديد إيجارات منازل في المناطق الأكثر أمنًا، دفع ماجد اليونس (25 عامًا) إلى العودة مع زوجته ووالدته إلى البارة منذ ستة أشهر.

ومع أول يوم من وصول ماجد، استُهدفت البلدة بأكثر من 90 قذيفة مدفعية وصاروخية، لكن بعد تثبيت النقطة التركية غربي البلدة، توقف القصف نسبيًا.

لكن مع تجدد القصف خلال الأيام الأخيرة، يلجأ المدنيون في البلدة إلى المنازل ذات الطابقين للاحتماء من القصف.

كما يتنقل الأهالي حاليًا بين الأزقة والشوارع الضيقة، حسب مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج.

وأشار حلاج، في حديث إلى عنب بلدي، أن هناك احتمالية نزوح من البلدة في حال استمرار قصفها، إضافة إلى التخوف من عملية عسكرية للنظام على جبل الزاوية.

وبلغ عدد المخيمات في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا نحو 1300 مخيم، بينها 400 مخيم عشوائي، ويقطنها أكثر من مليون نازح داخليًا.

القصف يهدد حياة 350 عائلة

يوجد في البارة 350 عائلة (1800 نسمة)، بينها 300 من أبناء البلدة و50 عائلة من البلدات التي سيطر عليها النظام في الحملة العسكرية الأخيرة، حسب حديث رئيس المجلس المحلي، يحيى أحمد العثمان، لعنب بلدي.

وتعاني البارة من فقر “شديد للخدمات، وقلة المنظمات بل وندرتها”، حسب العثمان، إذ توزع “مديرية التنمية” ومنظمة “IHH” التركية سللًا إغاثية للأهالي في البلدة بشكل متقطع.

اتفاق أوقف التقدم العسكري أما القصف فلا

وتوقفت العمليات العسكرية لقوات النظام وروسيا مدعومتين بالميليشيات المحلية والأجنبية منذ 5 من آذار 2020، نتيجة توقيع اتفاق “موسكو” بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4).

وفي 11 من شباط الحالي، أُصيب ثمانية مدنيين بينهم امرأة وطفل بجروح متفاوتة بقصف لقوات النظام على البارة.

وتوفيت امرأة، في 9 من شباط الحالي، متأثرة بجروح أُصيبت بها نتيجة قصف البلدة، إذ أُصيبت حينها عائلة مكونة من خمسة أفراد (طفلان وامرأتان ورجل) بينهم ثلاثة في حالة خطرة.

وفي 4 من شباط الحالي، قصف النظام بـ80 قذيفة مدفعية بلدة البارة وقرية الفطيرة، ما أدى إلى دمار في ممتلكات المدنيين.

واستجاب “الدفاع المدني السوري” لـ76 حادثة قصف منذ 29 من كانون الثاني الماضي وحتى 10 من شباط الحالي، حسب إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “الدفاع المدني”.

وخلال هذه الفترة، قُتل تسعة أشخاص نتيجة الهجمات، التي استُخدم فيها أكثر من 610 صواريخ، وذخيرة متنوعة.

وتعتبر البارة من بلدات إدلب التي تحوي رصيدًا أثريًا يعود إلى العهود الرومانية والبيزنطية القديمة ومن بعدها العربية.

ومن أبرز أسماء المواقع المحيطة بالبارة، قلعة “الحصن” ومنطقة تحت البرج والكفر ودار الضباط ومجليا وسرجيلا، وتشكل مدينة كاملة من الآثار، تشمل مدافن وصوامع ومقالع ولوحة تراثية ومعمارية جميلة وتُحاط بأشجار الزيتون.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة