صفقة التبادل تكتمل بوساطة بوتين.. راعيان سوريان مقابل فتاة إسرائيلية

camera iconجنود من قوات النظام السوري في منطقة القنيطرة كما شوهدوا من الأراضي الإسرائيلية (رويترز)

tag icon ع ع ع

أعادت إسرائيل، مساء أمس، امرأة اسرائيلية بعد عبورها إلى سوريا، في إطار وساطة روسية أدت إلى الإفراج عن راعيَين سوريَّين من محافظة القنيطرة جنوبي البلاد، من السجون الإسرائيلية.

وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس 18 من شباط، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “على استجابته مرة أخرى لاستعادة مواطنين إسرائيليين إلى البلاد”.

وقال، بحسب تسجيل مصوّر نشره عبر “تويتر”، إن “فتاة إسرائيلية اجتازت الحدود السورية قبل عدة أيام. تحدثتُ مرتين مع صديقي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، طلبتُ مساعدته في استعادتها وهو عمل على ذلك”.

وشكر نتنياهو الأجهزة الأمنية والاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين، مضيفًا أن “إسرائيل كانت وستبقى تبذل كل ما في وسعها من أجل إعادة مواطنيها إلى الوطن”.

وأعلن المتحدث باسم “جيش الدفاع الإسرائيلي”، أفيخاي أدرعي، إعادة الجيش الإسرائيلي راعيي ماشية سوريَّين إلى “الصليب الأحمر الدولي” عبر معبر “القنيطرة”، “في أعقاب تعليمات على المستوى السياسي”.

وقال في تغريدة عبر “تويتر”، مساء أمس، إن القوات الإسرائيلية كانت قد ألقت القبض على الراعيَين قبل أسبوعين، في إطار سلسلة كمائن نُصبت على الحدود مع سوريا بعد اجتيازهما خط الحدود إلى داخل إسرائيل. 

وقالت القناة “13” الإسرائيلية، إن إطلاق سراح الراعيَين السوريَّين يأتي في إطار صفقة لإطلاق سراح المواطنة الإسرائيلية التي عبرت الحدود إلى سوريا.

وأضافت أن هناك تقديرات بأن إطلاق إسرائيل سراح الراعيَين، يأتي كبديل عن إطلاق سراح الأسيرين السوريين نهال المقت وذياب قهموز، اللذين رفضا الشروط التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية للإفراج عنهما مقابل إخلاء سبيل المواطنة الإسرائيلية.

وبحسب قناة “i24” الإسرائيلية، لم يوافق الأسيران على شروط الصفقة التي تنص على ذهابهما إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وإبعادهما عن مسقط رأسهما في الجولان السوري، إذ يريدان البقاء في بلدتيهما بالجولان.

وذكرت القناة أن الأسير ذياب قهموز يقضي حكمًا مدته 14 عامًا منذ 2016، بينما تقضي نهال المقت فترة اعتقال بقيود مشددة في بيتها بانتظار جلسات المحاكمة.

وأضافت أن اعتقال الأسيرَين السوريَّين تم على خلفية تورطهما بالتعاون مع “حزب الله”، وفق للوائح الاتهام.

وقهموز، سوري من قرية الغجر في الجولان السوري المحتل، اعتقلته إسرائيل في أيلول 2016، إلى جانب شقيقيه جميل ويوسف، وابن عمهم محسن، إضافة إلى اثنين من قرية الغجر، وهما عادل عيونيات وإبراهيم ممدوح.

وقالت المقت، المحكومة لستة أشهر، إن قوات إسرائيلية وصلت إلى منزلها، صباح الأربعاء الماضي، لإخبارها عن مفاوضات تجري لإغلاق ملفها وإلغاء الحكم الصادر بحقها لمدة ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، بالإضافة إلى سنة مراقبة تستدعى خلالها في أي لحظة إلى مراكز القوات الإسرائيلية.

وأفرجت الحكومة الإسرائيلية عن الأسيرَين محمد أحمد حسين وطارق غصاب العبيدان من أهالي محافظة القنيطرة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء أمس.

وفي غياب التأكيدات الإسرائيلية، قالت “سانا” إنه تم الإفراج عن نهال المقت ضمن العملية نفسها التي شملت إطلاق سراح المواطنة الإسرائيلية.

تحقيق في تفاصيل العبور

وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقًا عاجلًا لمعرفة كيفية تسلل الفتاة الإسرائيلية إلى سوريا عبر الحدود في هضبة الجولان المحتلة.

ونقل موقع “Walla” الإسرائيلي مساء أمس، الخميس، تفاصيل التحقيق العسكري التي تفيد بأن الفتاة عبرت إلى الأراضي السورية قبل أسبوعين، في طقس عاصف وتحت المطر والبرد، من منطقة بلا سياج أو عائق يسهل فيها العبور بين جانبي الحدود، تُعرّف بـ”منطقة ميتة” للمراقبة.

وبعد عبور الحدود، بدأت تمشي في أحد الجداول المائية ونزلت منحدراته باتجاه سوريا، حتى وصلت إلى إحدى القرى في المنطقة، بحسب التحقيق، الذي ذكر أن “جيش الدفاع الإسرائيلي” لم يعلم الوقت الفعلي لحادثة العبور، ولم يُحدد الموقع الدقيق لها حتى الآن.

الحدود الإسرائيلية- السورية عند معبر “القنيطرة” (walla)

وأوضحت مصادر أمنية أنه إلى الآن لم يُعثر على صورة دقيقة أو فيديو يوثق المعبر في المنطقة، وجاء التحقيق بناء على طلب المسؤولين الروس في سوريا لهذه القضية. 

وقال الموقع، إنه منذ عبور الفتاة الحدود في الأسابيع الماضية، زاد الجيش الإسرائيلي من مستوى حساسيته تجاه الرعاة في منطقة “الخط الأزرق”، وقدرت مصادر أمنية أن “اعتقال الراعيَين السوريين تم ليكونا بمثابة ورقة مساومة للمفاوضات المستقبلية”.

ومطلع عام 2020، أطلقت إسرائيل سراح الأسيرين السوريين في سجونها، صدقي المقت وأمل أبو صلاح، كبادرة حسن نية تجاه النظام السوري مقابل رفات الجندي الإسرائيلي زيخاريا باومل، الذي تسلمته بمساعدة روسيا، مطلع نيسان 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة