دراسة: حاسة الشم قد تتأثر لأشهر بعد الشفاء من “كورونا”

دراسة: حاسة الشم قد تتأثر لأشهر بعد الشفاء من "كورونا"

camera iconصورة تعبيرية لامرأة تستنشق رائحة الزهور زترتدي كمامة(إنترنت)

tag icon ع ع ع

أفاد باحثون كنديون أن حاسة الشم يمكن أن تغيب لمدة خمسة أشهر أو أكثر، بعد الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بحسب الموقع الإخباري الطبي “MedPage Today”.

وقال الدكتور في جامعة “كيبيك” يوهانس فراسنيلي في تقريره، إن ما يقرب من واحد من كل خمسة من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين كانت لديهم حاسة شم ضعيفة عندما أُصيبوا لأول مرة، أبلغوا عن تغيرات شمية مستمرة بعد 150 يومًا، قبل الاجتماع السنوي لـ”الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب”.

وبحسب التقرير، فإن النتائج تستند إلى 813 من العاملين في الرعاية الصحية في “كيبيك” الذين ثبتت إصابتهم بفيروس “كورونا” وأكملوا الاستبيانات عبر الإنترنت والاختبارات الكيميائية الحسية المنزلية في المتوسط، ​​بعد خمسة أشهر من التشخيص، وكان معظم المشاركين من النساء، وقدرهم التقرير بـ84%.

بدوره، قال المؤلف المشارك في ذات الجامعة نيكولاس دوبري، لـ”MedPage Today”، “كان هؤلاء عمالًا في منتصف العمر”، مشيرًا إلى أن الأغلبية العظمى منهم كانت لديهم أعراض خفيفة من الفيروس.

وقيّمت الاستبيانات 64 عنصرًا تتضمن ضعف حاسة الشم والذوق وثلاثية التوائم (أعصاب تنقل الرسائل الحسية من الوجه إلى المخ)، وصنف المشاركون حواسهم على مقياس من 0 إلى 10، حيث يمثل الصفر عدم وجود تصور للذوق أو الرائحة، ويمثل الرقم 10 إدراكًا قويًا للغاية.

كان متوسط ​​تصنيفات الرائحة المبلغ عنها ذاتيًا 8.98 قبل “كورونا”، و2.85 في أثناء الإصابة الحادة بالفيروس، و7.41 عندما أجاب المستجيبون عن الاستبيان.

وأوضح فراسنيلي أن جزءًا من الاختبارات الكيميائية الحسية في المنزل، تضمن شم أو تذوق المواد المنزلية الشائعة، مثل زبدة الفول السوداني أو المربى أو الخل أو القهوة، إذ وصف المشاركون حواسهم قبل وفي أثناء “كورونا” بأنها تأثرت بشكل رجعي.

بين الحسي والحقيقي.. النتيجة قد تختلف

بموازاة ذلك، علّق طبيب الأنف والأذن والحنجرة في جامعة “باريس ساكلاي” الفرنسية جيروم ليتشين، (ليس مشاركًا بالدراسة)، بأنه “ليس من الواضح ما تعنيه هذه النتائج المبكرة”.

وأشار ليتشين إلى أن “المؤلفين قيّموا الخلل الوظيفي للإحساس المبلغ عنه ذاتيًا دون إجراء اختبارات نفسية فيزيائية”، موضحًا أن هذا يمثل مشكلة خاصة، لأنه قد يكون هناك عدم تطابق بين إحساس المريض بالإدراك (الذاتي) والإدراك الحقيقي (الاختبار الشبه الموضوعي أو النفسي الجسدي)، بحسب ما قاله للموقع.

دراسات سابقة عن حاستي الشم والتذوق

وكانت دراسة بريطانية أفادت بأن فقدان حاسة الشم والتذوق هو العرض الأبرز للإصابة بفيروس “كورونا”، وأن 78% من الأشخاص الذين أبلغوا عن فقدانهم حاسة الشم و/ أو التذوق، كانت نتيجة الفحص الخاص بهم إيجابية بفيروس “كورونا”.

وحسب دراسة صينية، فإن نسبة الذين تتأذى لديهم هاتان الحاستان هي 66% من إجمالي المرضى المصابين بفيروس “كورونا”.

وقد أظهرت دراسة كورية أنه يترافق العرَضان معًا في حوالي 52% من حالات تأذي حاستي الشم و/ أو التذوق، بينما يمكن أن تكون حاسة الشم لوحدها متأذية بنسبة حوالي 28% من الحالات، وتتأذى حاسة التذوق لوحدها دون حاسة الشم بنسبة حوالي 20% من الحالات.

وقد أظهرت دراسة أمريكية أن تأذي حاستي الشم والتذوق يكون أكثر لدى الحالات التالية:

• النساء أكثر عرضة من الرجال.

• متوسطو العمر (الكهول).

• البدينون.

وبشكل عام، تبين أن الأشخاص الذين يشكون من تأذي حاستي الشم و/ أو التذوق تكون إصابتهم بـ”كورونا” خفيفة وإنذارهم أفضل، فنسبة حاجتهم إلى دخول المستشفى أقل، وكذلك نسبة حاجتهم إلى دخول العناية المركزة أو إلى الوضع على “المنفسة” أقل مقارنة مع الأشخاص الذين لم تتأذَّ لديهم هاتان الحاستان.

كيف يتأذى الشم والتذوق؟

في مقال سابق للدكتور أكرم خولاني في عنب بلدي، أوضح أنه عندما يفقد المرضى المصابون بنزلات البرد الاعتيادية حاستي الشم و/ أو التذوق فإن ذلك يحدث بسبب الاحتقان، بينما لا يرجع فقدان حاستي التذوق و/ أو الشم لدى مرضى “كورونا” إلى احتقان الأنف الذي يكون بسيطًا في هذا المرض.

وذكرت دراسات أن المستقبلات الخاصة بالفيروس غير موجودة على العصبونات الشمية في الجهاز الشمي بالأنف وإنما موجودة في الخلايا الداعمة لهذه العصبونات، هذه الخلايا الداعمة هي التي تصاب بفيروس “كورونا”، وبالتالي تتأثر حاسة الشم.

وعادة ما يظهر تأذي الشم والتذوق مرافقًا لبقية الأعراض أو تاليًا لها، وبنسبة قليلة من الحالات (حوالي 12%) كانت الشكوى الأولى للمريض هي تأذي الشم و/ أو التذوق ويليها بعد ذلك ظهور الأعراض الأخرى المرافقة للإصابة بفيروس “كورونا”، وفي حالات قليلة جدًا (3- 6%) كان تأذي الحاستين هو العرَض الوحيد للإصابة بـ”كورونا” دون ظهور أي عرَض آخر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة