الرياض وأنقرة.. ملامح خجولة لتقارب محتمل

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز- (رويترز)

camera iconالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز- (رويترز)

tag icon ع ع ع

في 16 من آذار الحالي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تلقت طلبًا سعوديًا لشراء طائرات مسيّرة مسلحة من تركيا.

الطلب الذي كشف عنه الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي البوسني، ميلوراد دوديك، جاء بعد أقل من أسبوعين على حديث إعلامي غير رسمي، بدأ منذ 7 من آذار الحالي، حول تدخل عسكري تركي مرتقب في الملف اليمني إلى جانب السعودية.

وذلك في إشارة إلى ملامح تقارب بين الجانبين، السعودي والتركي، بعد سنوات من القطيعة غير الرسمية، والخلافات في العديد من القضايا السياسية الإقليمية.

https://twitter.com/News_turkey2/status/1369316673791139844

رُبط هذا التقارب المحتمل بعدة مؤشرات سياسية، كان آخرها زيارة وزير الخارجية اليمني، أحمد بن عوض مبارك، إلى قطر التي تربطها علاقات وثيقة بتركيا، في 7 من آذار الحالي، وإعلانه من الدوحة استئناف العلاقات اليمنية- القطرية بعد نحو ثلاث سنوات من القطيعة السياسية، إثر انحياز الحكومة اليمنية إلى “دول الحصار” الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، التي فرضت على قطر، في 5 من حزيران 2017، حصارًا شمل إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمامها، بزعم “دعمها للإرهاب”.

وبعد تحقيق المصالحة الخليجية، في 5 من كانون الثاني الماضي، كشف المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية النزاعات، مطلق القحطاني، في 11 من الشهر نفسه، عن استعداد بلاده للوساطة بين تركيا والسعودية.

وفي 8 من آذار الحالي، زار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قطر، حاملًا لأميرها، تميم بن حمد، رسالة شفوية من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، بحسب ما نقلته قناة “الجزيرة” القطرية.

وأيدت تركيا بداية التدخل السعودي في اليمن، منذ آذار 2015، تحت اسم “عاصفة الحزم”، ثم غيرت موقفها واكتفت بدعم الوساطة التي تقودها الأمم المتحدة.

وخلال اجتماع موسع لرؤساء فروع حزب “العدالة والتنمية”، في 10 من تشرين الأول 2019، انتقد الرئيس التركي الدور الذي تلعبه الرياض في اليمن.

وجاء ذلك ردًا على إدانة الرياض لما وصفته بـ”العدوان” الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرقي سوريا، في إشارة إلى عملية “نبع السلام”، التي أطلقتها تركيا في منطقة شرق الفرات في 9 من تشرين الأول من العام نفسه.

ملامح خجولة للتقارب

أدانت وزارة الخارجية التركية، في 9 من آذار الحالي، الهجمات الأخيرة التي استهدفت السعودية قبلها بيومين، عبر طائرة مسيّرة محملة بالقنابل، بالإضافة إلى سقوط صاروخ باليستي على ميناء “رأس تنورة” ومرافق شركة “أرامكو” في مدينة الدمام السعودية، كما دعت، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إلى وقف فوري لهذه الهجمات.

كما أدانت الخارجية التركية، في 26 من كانون الثاني الماضي، الهجوم الصاروخي الذي استهدف العاصمة السعودية، الرياض، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” للأنباء.

وفي ذروة المقاطعة السعودية غير الرسمية للمنتجات التركية، أجرى الرئيس التركي والملك السعودي اتصالًا هاتفيًا قبيل انعقاد قمة “مجموعة العشرين”، في 21 و22 من تشرين الثاني 2020، واتفقا على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وإزالة المشكلات العالقة، بحسب ما نقلته حينها وكالة الأنباء السعودية (واس).

ووجّه الملك السعودي بإرسال مساعدات طبية وإنسانية وإغاثية عاجلة للمتضررين جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجة، واصفًا إياهم بـ”الأشقاء”، بحسب ما نقلته وكالة “واس”.

وفي 3 من كانون الأول 2019، قدم الرئيس التركي تعازيه للملك السعودي بوفاة أخيه، بحسب ما نقلته “الأناضول” عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

ملامح التوتر

وشهدت أنقرة توترًا في علاقتها مع الرياض إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عام 2018، في سفارة بلاده باسطنبول، كما عرقلت الرياض مشاركة رئيس الوزراء الباكستاني، عمر خان، في القمة الإسلامية المصغرة، التي انعقدت في ماليزيا في كانون الثاني 2019.

وقال أردوغان، إن باكستان تعرضت لضغوط سعودية بهدف منعها من حضور القمة الإسلامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، عبر التهديد بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، والتهديد أيضًا بترحيل أربعة ملايين باكستاني يعملون في السعودية، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.

وضمت القمة التي دعا إليها رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، وباركها الرئيس التركي، كلًا من أمير قطر، تميم بن حمد، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، في حين غاب عنها عمر خان استجابة للضغوط السعودية.

ورغم توتر العلاقات التركية- اليونانية، تشارك القوات الجوية الملكية السعودية إلى جانب القوات الجوية اليونانية في مناورات “عين الصقر” التي انطلقت اليوم في جزيرة معزولة السلاح باليونان.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة