حلب.. محطة وقود مخصصة للنساء يزاحمهن عليها جرحى الجيش

camera iconإحدى محطات الوقود في مدينة حلب- آذار 2021 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حلب – صابر الحلبي

بعد تجدد أزمة الازدحام والطوابير الطويلة على محطات البنزين، خصص مجلس محافظة حلب دورًا خاصًا للنساء لتعبئة البنزين من محطة وقود “الباش”، قبل أن يفرغها بأكملها لهن في الأسبوع الأخير من شباط الماضي، ثم ما لبث أن سمح لجرحى قوات النظام بمزاحمتهن على الدور.

جاء تخصيص كازية “الباش” للنساء بعد عدة شكاوى قُدمت لمجلس المحافظة، تتضمن المضايقات التي تحصل خلال فترة التعبئة، من مشاجرات أو مشكلات بين السائقين، وعدم قدرة النساء على إيقاف سياراتهن ضمن الطوابير خوفًا من سرقتها.

التعامل “الجيد”، وعدم حدوث المشكلات والصراخ أو الخلافات على الدور، هو ما يميز تعامل النساء، حسبما قال عامل في محطة الوقود لعنب بلدي، “تعودنا على الهدوء في الكازية منذ أن أصبحت مخصصة للنساء، ولم تحدث مشكلات أو أي إشكاليات تتضمن طلبهن تعبئة بيدونات مخالفة، وكذلك هناك تقيد باستخدام (البطاقة الذكية) الشخصية، ولم يحدث أن جاءت سيدة لتعبئة البنزين باستخدام بطاقة ليست لها”.

لكن تلك المشكلات عاد بعضها للظهور منذ أن خُصص دور للجرحى، مطلع آذار الحالي، وتابع عامل المحطة، الذي تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، “الإشكاليات لا بد من حدوثها، ولكن نقوم بتفاديها من أجل عدم حدوث المشاجرات، ومع ذلك فإنها تحدث”.

مدة الانتظار على الدور تزيد

مدة الانتظار لتعبئة البنزين من محطة “ورثة مصطفى الباش”، مقابل القصر البلدي في حي المشارقة وسط مدينة حلب، لم تكن تطول أكثر من ساعة ونصف، حين كان السائقون يضطرون للانتظار ليلة كاملة للتعبئة من بقية محطات البنزين، إلا أن تلك الفترة تبقى “طويلة”، حسبما قالت هالة لعنب بلدي، مشيرة إلى أنها تضطر للتأخر عن عملها بسبب انتظارها دور التعبئة.

تعمل هالة محامية، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من البنزين للذهاب إلى مكتبها، الذي يبعد دقائق عن مكان سكنها، ولذلك فهي لا تفضل شراء الوقود بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، التي يبلغ فيها سعر الليتر 2500 ليرة سورية، مقابل 450 ليرة لليتر بالسعر المدعوم من الدولة، التي تخصص 20 ليترًا لكل سائق، مرة كل عشرة أيام، ولكن بعد تخصيص مجلس محافظة حلب محطة الوقود لجرحى النظام والقوات الرديفة، صار وقت الانتظار للتعبئة “مضاعفًا”.

الازدحام من جديد

تحوّلت أفضلية التعبئة لجرحى النظام من العناصر المصابين والقوات الرديفة التي تقاتل إلى جانبه، مثل “لواء القدس” و”لواء الباقر” و”اللجان الشعبية” (الشبيحة)، ولذلك أصبحت السيدات مضطرات للانتظار.

ويطالب بعض العناصر الجرحى بالتعبئة قبل السيدات، وغالبًا ما تحدث مشادات كلامية بين العناصر وعمال محطة الوقود، حسبما قال عامل للتعبئة، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، لعنب بلدي.

عاودت الفوضى والمخالفات الظهور بسبب عناصر قوات النظام، حسبما قال عامل التعبئة، “بعض من العناصر يكون بحوزتهم أكثر من بطاقة، وتعود ملكيتها لأشخاص آخرين، ويجبروننا على التعبئة عبرها، وليس هناك تقيّد بالدور من قبل العناصر، خاصة أنهم يفتعلون المشكلات”.

ورغم تمركز مفرزة أمنية تابعة لـ”الأمن الجنائي” قرب محطة الوقود، يعجز عناصرها المسؤولون عن تنظيم الدور ومنع حدوث المشاجرات واعتقال مفتعليها عن ضبط المشكلات.

وقال أحد موظفي المحطة، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، لعنب بلدي، إن الازدحام والتجاوزات تكررت من قبل جرحى قوات النظام، إضافة إلى أن بعض المدنيين أصبحوا يستخدمون بطاقات “الشبيحة” للوقوف بالدور والتعبئة.

لا بد من الدفع للهرب

لجأت بعض السيدات إلى دفع مبالغ لعمال محطة الوقود للسماح لهن بالتعبئة، و”تمريرهن” تفاديًا للانتظار في أثناء حدوث المشكلات، وأكد عامل التعبئة الذي تحدثت إليه عنب بلدي هذا الأمر، “تأتي سيارات السيدات، وأغلبهن محاميات وطبيبات، ويدفعن مقابل تمريرهن سريعًا، وخاصة خلال يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع”.

“المبلغ القليل الذي ندفعه مقابل عدم الانتظار أصبحنا ملزمات به، خاصة خلال الازدحام الذي أصبح يحدث بعد تخصيص الكازية للجرحى أيضًا”، قالت الطبيبة ريم لعنب بلدي، مشيرة إلى أن دفعها مبلغًا يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف ليرة سورية، هو سبيل تلجأ إليه كارهة للتخلص من “الفوضى” التي يحدثها العناصر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة