إسرائيل تنفي قصف الناقلة المسببة للتسرب النفطي في المتوسط

camera iconكلب يشم رائحة قطع من القطران من تسرب نفطي في البحر الأبيض المتوسط (AP)

tag icon ع ع ع

نفت إسرائيل معلومات عن أنها قصفت “عن غير قصد” الناقلة التي تسببت بالتسرب النفطي في البحر المتوسط، على خلفية تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تحدث عن استهداف إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة إيرانية متجهة إلى سوريا.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، “إن التكهنات بأن إسرائيل ربما تسببت عن غير قصد في التسرب النفطي الذي ضرب سواحلها الشهر الماضي، من خلال هجوم على ناقلة إيرانية، لا أساس لها من الصحة”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” اليوم، الاثنين 15 من آذار.

وأضاف غانتس، في محادثة عبر “Zoom” مع الرئيس السابق للمخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، والرئيس الحالي لمعهد “دراسات الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب”، عاموس يادلين، “أستطيع أن أقول لكم بشكل قاطع، إن إسرائيل ليست مسؤولة عن التسرب النفطي الذي تسبب بأضرار جسيمة على طول الساحل”.

وذكرت الصحيفة أن التكهنات أُثيرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب تقرير “وول ستريت جورنال”، الذي قال إن إسرائيل قصفت ما لا يقل عن 12 سفينة تنقل، في خرق للعقوبات، النفط أو الأسلحة الإيرانية إلى سوريا في البحر الأحمر ومناطق أخرى.

من جهتها، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه “لم تكن هناك محاولة لاستهداف سفينة إيرانية انحرفت عن مسارها، وبالتالي فإن إسرائيل ليست مسؤولة، ولا حتى عن غير قصد، عن تلوث شواطئها”.

وقالت “هآرتس”، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تعثر على أي دليل يدعم مزاعم وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، بأن إيران تسببت عمدًا بالتسرب في عمل “إرهابي بيئي”.

العلاقة بين التسرب النفطي واستهداف إسرائيل ناقلات إيرانية

وفي تقرير نُشر في 13 من آذار الحالي، أثارت صحيفة “التايمز” البريطانية تساؤلات حول علاقة محتملة بين حادثة التسرب النفطي واستهداف إسرائيل ناقلات النفط الإيرانية.

وذكرت الصحيفة أن سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل على سفن إيرانية أسفرت في الماضي مرة واحدة على الأقل عن حادث تسرب مماثل، ووقع ذلك إثر الهجوم على ناقلة النفط “سابيتي” في البحر الأحمر عام 2019.

وقالت إنه بينما ألقى سياسيون إسرائيليون باللوم في التسرب النفطي على طول السواحل الإسرائيلية واللبنانية الشهر الماضي على ناقلة نفط خام من إيران إلى سوريا، لكن على ضوء التقارير عن استهداف إسرائيل المتكرر لناقلات النفط الإيرانية، “سينظر إلى هذا الأمر الآن من منظور مختلف”.

إسرائيل: “الناقلة تعود لعائلة سورية”

وبحسب السلطات الإسرائيلية، فإن ملكية ناقلة النفط “إميرالد/ زمرد”، التي اعتبرتها مسؤولة عن تسرب أطنان من النفط الخام إلى شرق البحر المتوسط، تعود لسوريين.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية، مساء الأحد 14 من آذار، أن ملكية الناقلة تعود لعائلة الملاح السورية “عبر هيكل معقد”، وفقًا للمعلومات التي قدمتها شركة استخبارات خاصة إلى وزارة حماية البيئة الإسرائيلية.

ووجد التحقيق، الذي أجرته شركة الاستخبارات الخاصة “Black Cube”، أن الناقلة المسجلة في جمهورية جزر مارشال، وهي دولة جزر في المحيط الهادئ، مملوكة لشركة تسمى “Emerald Marine LTD”، بحسب الصحيفة.

وبحسب المعلومات التي قدمتها شركة الاستخبارات للوزارة، فإن شركة اسمها “أوريكس للشحن” (Oryx Shipping)، مسجلة في مدينة بيريوس اليونانية ومملوكة لعائلة الملاح السورية، تمتلك “إميرالد”.

وسفن شركة “أوريكس” مؤمّنة من قبل “نادي الحماية والتعويض الإسلامي”، المعروف بأنه إحدى الشركات الوحيدة في العالم التي ترغب في تأمين السفن الإيرانية.

وتشير المعلومات التي قدمتها “Black Cube”، إلى أن مجموعة “الملاح” تمتلك عددًا من الشركات الوهمية في جزر مارشال وبنما، وحتى شركة بريطانية واحدة، مسجلة على نفس العنوان في مدينة بيريوس اليونانية.

وقالت الصحيفة، إن ممثلي شركة الاستخبارات “Black Cube” وجدوا عندما زاروا العنوان في مدينة بيريوس شقة هناك، دون لافتات تشير إلى وجود عمل.

اقرأ أيضًا: إسرائيل: مالكو ناقلة النفط المسببة لكارثة بيئية في المتوسط سوريون

حادثة التسرب النفطي

اشتبهت السلطات الإسرائيلية بتهريب الناقلة “إميرالد/ زمرد” النفط من إيران إلى سوريا، واعتبرتها مسؤولة عن تسرب أطنان من النفط الخام إلى شرق البحر المتوسط​، ما تسبب في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية، بداية شباط الماضي.

ونقلت وكالة “AP” الأمريكية، في 3 من آذار الحالي، أن الناقلة تسببت في تغطية 90% من ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة إسرائيل (فلسطين المحتلة)، البالغ طوله 195 كيلومترًا، بأكثر من ألف طن من القطران الأسود، نتيجة التسرب النفطي الغامض في المياه الدولية.

ووصفت “سلطة الطبيعة والمتنزهات” الإسرائيلية الحادث بأنه إحدى “أسوأ” الكوارث البيئية في البلاد، ومن المتوقع أن تستغرق عملية التنظيف شهورًا.

استهداف السفن الإيرانية

وفي 10 من آذار الحالي، تعرضت سفينة الشحن الإيرانية “شهر كورد” لهجوم في البحر المتوسط، ما أدى إلى إصابتها بأضرار طفيفة دون إصابة أحد على متنها بأذى.

وقالت شركة الشحن التي تديرها الدولة، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، في 12 من آذار الحالي، إنها ستتخذ إجراءات قانونية لتحديد مرتكبي ما وصفته بـ”الإرهاب والقرصنة البحرية”، بعد تضرر سفينة حاويات إيرانية في هجوم بالبحر المتوسط.

ويأتي هذا الاستهداف بعد حديث وسائل إعلام أمريكية عن استهداف إسرائيل ما لا يقل عن 12 سفينة إيرانية متجهة إلى سوريا، وتحمل في الغالب نفطًا إيرانيًا دعمًا لحكومة النظام السوري.

وفي 12 من آذار الحالي، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن استخدام إسرائيل أسلحة متعددة، بما في ذلك الألغام المائية، لضرب السفن الإيرانية، والسفن التي تحمل شحنات إيرانية، في أثناء توجهها إلى سوريا عبر البحر الأحمر وفي مناطق أخرى من المنطقة.

إيران وتهريب النفط

وكانت المملكة المتحدة احتجزت ناقلة نفط إيرانية عام 2019، اشتبهت بانتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على شحنات النفط إلى سوريا، ما جعل الناقلات الإيرانية تقوم أحيانًا بإيقاف تشغيل نظام تحديد الهوية الخاص بها، ما يجعل تتبعها صعبًا.

وتتزايد اتهامات ناقلات النفط الإيرانية بتهريب النفط إلى خارج البلاد وبيع الخام المربح للخارج بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية قبل ثلاث سنوات، مع إعادة فرضه عقوبات على إيران، بما في ذلك قطاعها النفطي، الذي يعد المصدر الرئيس لدخل طهران.

واتهمت إسرائيل إيران بالتسبب في انفجار سفينة تجارية إسرائيلية في خليج عُمان، في 27 من شباط الماضي، وجاء ذلك في تصريح لنتنياهو نقلته هيئة البث الإسرائيلية “كان”، في 1 من آذار الحالي، عقب ضربات لطائرات حربية إسرائيلية على مواقع في محيط العاصمة السورية، دمشق.

وشنت إسرائيل خمس هجمات جوية داخل الأراضي السورية منذ مطلع العام الحالي، استهدفت مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في سوريا، آخرها نهاية شباط الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة