“سجون متخمة”.. محاولة لتفكيك منظومة السجن السياسي في سوريا

tag icon ع ع ع

يحاول الباحثان السوريان غريب ميرزا وهمام الخطيب في كتابهما “السجون المتخمة.. تفككات في منظومة سجون الأسد” المنشور عن مركز “حرمون للدراسات المعاصرة” عام 2017، الوصول إلى النمط الذي تستخدمه السلطة في سوريا بإدارتها للسجون، وخاصة السجن السياسي.

كما يحاول الكتاب البحث في الآلية الدفاعية للسجناء وتكتيكاتهم وهم يعيشون تحت سلطة السجن، وما دلالات هذه الآليات، وما العوامل التي تؤثر فيها؟

ويحلل الكتاب المقابلات التي أجراها معتقلون مفرج عنهم سابقًا مع مؤسسات إعلامية استطاع الباحثون  التأكد من مصداقيتها، بالإضافة إلى استناد الكتاب إلى تقارير مؤسسات حقوقية سورية ودولية حول السجون السورية للوصول إلى الملاحظات النظرية التي تناولت العلاقة بين السجان والسجين السياسي.

تقول صفحات الكتاب، إن نمط التعذيب من أجل التعذيب كان الغالب في السجون السورية، إلى جانب وجود نمط آخر، مثل التعذيب لانتزاع معلومة أو من أجل الاعتراف بتهمة جاهزة.

كذلك كانت هناك زيادة في معدل نمط التعذيب السلبي، أي اعتقال النظام لشخص قريب من المعتقل، وتعذيبه أمام المعتقل المطلوب إخضاعه، وكل هذه الأنماط المختلفة من التعذيب، على الرغم من وجودها في فترة الثمانينيات في سوريا، فإنها لم تكن بهذه الكثافة الكبيرة التي صارت عليها بعد عام 2011.

وتطرق الكتاب إلى دراسة مفهوم العصيان داخل السجن، الذي يعتبر “مجابهة السلطة في عقر دارها”، حسب وصف الكتاب، وهو عملية مقاومة لتحدي وضع التبعية الذي تجد جماعة معيّنة نفسها أسيرة له، والذي يملك إثارة الرأي العام حول السجن، لتغيير الوضع القائم السيئ فيه، وتحقيق بعض المكاسب.

وأشكال العصيان في السجن، وفق المفهوم السابق، تشمل الانتحار، والإضراب عن الطعام، والصراخ والتعبيرات الرمزية، ومحاولة السيطرة على السجن واحتلاله، ويشترط أن تكون هذه العمليات المقاومة واضحة وعلنية.

سرد الكتاب معتمدًا على تقارير ومقابلات، أبرز تجارب العصيان في السجون السورية المدنية أو العسكرية، فعُرضت حالة العصيان في سجن “تدمر” في فترة الثمانينيات، وعصيان سجن “صيدنايا” عام 2008، وعصيان سجن “حلب المدني المركزي” عام 2012، وعصيان سجن “حمص المدني المركزي” في نفس العام، وعصيان سجن “حماة المدني المركزي” في 2016.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة