دعوات لتجاوزه والالتزام بالمبادرة الفرنسية

“ورقة” تفجر الخلاف حيال تشكيل الحكومة اللبنانية

camera iconرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون (النهار)

tag icon ع ع ع

تسببت ورقة تشكيلة حكومية أرسلها الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى رئيس الوزراء المكلف، بازدياد الخلاف بين الجانبين حيال تشكيل الحكومة.

وأعلن رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، إلغاء الرئيس اللبناني لقاءهما الذي كان مقررًا عقده أمس، الاثنين، مستعيضًا عن ذلك بإرسال ورقة تشكيلة حكومية للحريري تتضمن ثلثًا معطلًا، وطالبًا منه تعبئتها، بحسب ما نشره الحريري عبر حسابه في “تويتر“.

ونشر الحريري صورًا لأوراق قال إنها وصلته من رئيس الجمهورية، وتتضمن هذه الأوراق ثلثًا معطلًا لفريق الرئيس عون السياسي بـ18 أو 20 أو 22 وزيرًا، لافتًا إلى أن الرئيس عون طلب منه اقتراح أسماء للحقائب حسب التوزيعة الطائفية والحزبية المُعدّة سلفًا.

ونشرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيانًا أوضحت فيه أنها فوجئت بكلام وأسلوب “دولة رئيس الحكومة المكلف” شكلًا ومضمونًا، معتبرة الورقة التي أرسلها عون إلى الحريري منهجية ولا تحوي ثلثًا معطلًا طالما أنها تخلو من الأسماء.

ردود فعل

ودعت جامعة الدول العربية القوى السياسية في لبنان إلى “إعلاء المصلحة الوطنية، والعمل بشكل سريع على إنهاء حالة الانسداد السياسي التي تفاقم من معاناة الشعب اللبناني”.

وجددت “الجامعة” اليوم، الثلاثاء 23 من آذار، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، على لسان أمينها العام المساعد، حسام زكي الأمين، استعدادها للإسهام في رأب الصدع لدفع تشكيل الحكومة اللبنانية وفق مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وفي السياق نفسه، علّق المبعوث الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، دايفيد شينكر، على تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية.

وقال شينكر، إن رئيس “التيار الوطني الحر”، جبران باسيل، والرئيس اللبناني يتمسكان بثلث معطل لضمان باسيل كونه الرئيس المقبل للبنان، بحسب ما نشرته قناة “الحرة”.

وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، الاثنين 22 من آذار، عن قلق بلادها من التطورات في لبنان، وتقاعس قيادته الواضح في مواجهة الأزمات المتعددة المستمرة.

وأوضحت بورتر خلال ردها على أسئلة الصحفيين، أن لبنان بحاجة إلى تنحية سياسة “حافة الهاوية الحزبية” جانبًا، وتشكيل حكومة تنفذ بسرعة إصلاحات ضرورية طويلة الأمد، لإنقاذ اقتصاد البلاد بعد استعادة ثقة المستثمرين.

وفي طريقه لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لورديان، نيته حث دول الاتحاد على مساعدة لبنان الذي “ينهار” رغم الجهود الدولية التي تقودها باريس لإنقاذه، لكن معظم تلك الجهود باء بالفشل جراء تقاعس الطبقة السياسية عن التصدي لخطر الانهيار، بحسب لودريان.

وأوضح مسؤولون فرنسيون وغربيون أن باريس مستعدة لبحث احتمال فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين، سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي، أو على المستوى الوطني، مع استبعاد حدوث ذلك بشكل فوري، بحسب ما نقلته قناة “فرانس 24“.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال اتصال هاتفي أمس، الاثنين، بالبطريرك الكاردينال مار بشاره الراعي، عن اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وضرورة تأليف حكومة، والحفاظ على لبنان بعيدًا عن الصراعات.

كما أبلغ الراعي غوتيريش، بأن اللبنانيين ينتظرون دورًا رائدًا للأمم المتحدة في القضية اللبنانية، بحسب ما نقلته الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“.

وبحسب الوكالة، فمن المقرر أن يعقد رؤساء الحكومة السابقون اجتماعًا عصر اليوم، الثلاثاء 23 من آذار.

المعيشة في خطر

نشرت وزارة الإعلام اللبنانية عدد الإصابات بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في لبنان، إذ بلغ ألفًا و471 حالة، الاثنين 22 من آذار، يقابلها وجود 992 حالة حرجة.

ومن المقرر أن يحصل لبنان على الدفعة الأولى من لقاح “سبوتنيك V” الروسي المضاد لفيروس “كورونا”، بمبادرة من القطاع الخاص، في إطار تنفيذ عقد أبرمته شركة “فارما ترايد”، ويشمل مليون جرعة، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

ووفقًا لرئيس مجلس الأعمال اللبناني- الروسي، جاك الصراف، فسيكون اللقاح متوفرًا في المستشفيات اللبنانية بسعر 38 دولارًا للجرعتين، في وقت تنخفض فيه قيمة الليرة اللبنانية لتتخطى حاجز الـ15 ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الأمريكي الواحد.

ويحتشد مواطنون لبنانيون أمام محطات الوقود لتعبئة سياراتهم قبل صدور لائحة أسعار المحروقات الجديدة، التي ستصدر غدًا، الأربعاء، بحسب ما نشره موقع “صوت بيروت انترناشونال“.

ويواجه لبنان، بالإضافة إلى 19 دولة أخرى من بينها سوريا، مخاطر انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

ومنذ الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، في 4 من آب 2020، مخلفًا خسائر كبيرة في الأرواح والبنى التحتية، يعيش لبنان عدة أزمات سياسية واقتصادية، من أبرزها ملف الحكومة التي كُلف الحريري بتشكيلها في 22 من تشرين الثاني 2020، وفق المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس الفرنسي لإنقاذ اقتصاد لبنان الذي يعيش أزمة مصارف تتمثل بتهريب الأموال من المصارف اللبنانية، ما أفقد المودعين القدرة على التحكم بمقدار ما يرغبون بسحبه من أرصدتهم البنكية.

ورغم تحركات سياسية عديدة تمثلت بزيارتين للرئيس الفرنسي إلى لبنان في أعقاب انفجار المرفأ، وتنظيم مؤتمر دولي لدعم الشعب اللبناني وزيارات خارجية للحريري، لم يحرز ملف تشكيل الحكومة اللبنانية بعد أي تقدم يذكر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة