الموت اختناقًا.. أربعة أعوام على أول قصف بالكيماوي استهدف اللطامنة

طائرة مروحية تابعة للنظام السوري في أثناء قصفها بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي - 30 من نيسان 2019 (عنب بلدي)

camera iconطائرة مروحية تابعة للنظام السوري في أثناء قصفها بالبراميل المتفجرة مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي - 30 من نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

خرجت “أم حسين” الملقبة بـ”حجة خدوج” من منزلها في مكان منحدر بمدينة اللطامنة شمالي حماة، على أصوات قصف النظام بالطيران الحربي والمروحي، وصفارات سيارات الإسعاف.

لم تعلم حينها أنه يومها الأخير، إذ كانت اللطامنة في 24 من آذار 2017، على موعد مع نوع جديد من أسلحة القتل، وهو السلاح الكيماوي.

أثار القصف هلعًا بين الأهالي، ومنهم “حجة خدوج”، التي خرجت من منزلها حافية القدمين، منتقلة بين طرقات اللطامنة في محاولة للنجاة، لكن آلة الموت حالت دون ذلك.

تعرضت اللطامنة في ذلك اليوم لأكثر من 100 غارة جوية خلال 24 ساعة، إضافة إلى براميل تحوي غاز الكلور السام، إذ كانت مناطق ريف حماة تشهد معارك بين قوات المعارضة والنظام، حسب حديث الناشط فياض الصطوف، الذي روى لعنب بلدي تفاصيل تلك الليلة، وما حدث لـ”حجة خدوج”.

بعد سقوط براميل الكلور جنوبي اللطامنة، توجه رفعت عباس، وهو من أبناء المدينة، إلى مكان القصف مغطيًا وجهه بمنشفة مبللة بالمياه، حسب قوله لعنب بلدي، في محاولة لحماية جهازه التنفسي من أثر الغازات.

“لم يعرف الأهالي ما الوجهة التي سيذهبون إليها، منهم من اتجه إلى الأراضي الزراعية، وآخرون صعدوا إلى مناطق مرتفعة، ومنهم من اتجه لإسعاف الجرحى وتوزيع الكمامات”، بعد سقوط براميل الكلور على المدينة، قال عباس.

قُتل نتيجة القصف بالكلور وقنابل “النابالم” و”الفوسفور” والطيران في ذلك اليوم نحو عشرة أشخاص معظمهم مدنيون، حسب فياض الصطوف.

بعد الحادثة بثلاثة أعوام، أصدرت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” تقريرًا لها، في 8 من نيسان 2020، حمّلت فيه النظام السوري المسؤولية عن ثلاث هجمات كيماوية، استهدفت مدينة اللطامنة في 24 و25 و30 من آذار 2017.

وجاء في التقرير أن طائرة عسكرية من طراز “SU-22″ تابعة لـ”اللواء 50” من الفرقة الجوية “22” في قوات النظام، أقلعت الساعة السادسة من صباح 24 من آذار 2017، من قاعدة “الشعيرات” الجوية جنوبي حمص.

وأوضحت المنظمة أن الطائرة قصفت جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 16 شخصًا.

أما الهجوم الثاني فكان بعد يوم واحد فقط، إذ غادرت طائرة مروحية قاعدة “حماة” الجوية في الساعة الثالثة ظهرًا، وقصفت مستشفى “اللطامنة” بأسطوانة تحوي الكلور، ما أدى إلى إصابة 30 شخصًا على الأقل.

وفي 30 من آذار 2017، أقلعت طائرة من مطار “الشعيرات” من طراز “SU-22″ تابعة لـ”اللواء 50” من الفرقة الجوية “22” التابعة لقوات النظام، وقصفت جنوبي اللطامنة بقنبلة “M-4000” تحتوي على غاز السارين، ما أثر على 60 شخصًا على الأقل.

وخلص التقرير إلى أن هذه الهجمات لم تكن لتنفذ لولا معرفة الجهات العليا للسلطات العسكرية السورية بالأمر، لكنه أكد أنه ليس سلطة قضائية، وأن الأمر يجب أن يناقَش في مجلس الأمن، وبين الدول الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

واستخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية ما لا يقل عن 222 مرة، منذ كانون الأول 2012 حتى 7 من نيسان 2020، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.

وتسببت تلك الهجمات بمقتل ما لا يقل عن ألف و510 أشخاص، بينهم 205 أطفال، و260 امرأة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة