الكاتبة السورية رغدة حسن.. “نجمة الصبح” التي أفَلَت في المهجر

camera iconالكاتبة السورية رغدة حسن خلال إحدى المناسبات (تويتر)

tag icon ع ع ع

“قلت للمحقق لا أعترف إلا بطائفتين في العالم كله، طائفة المظلوم وهي الأكثرية، وطائفة الظالم وهي الأقلية”، بهذه الكلمات تختصر الكاتبة السورية رغدة حسن نظرتها إلى العالم وتقسيماته التي لا تنتهي تفرعاتها.

خضعت الكاتبة قبل أكثر من أسبوع، وبنجاح، لعملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني، في فرنسا، وشبهت الخروج من المستشفى بالخروج من المعتقل الذي سلبها حريتها عام 2010، لكنها رحلت بشكل مفاجئ عن العالم أمس، الأربعاء 24 من آذار، متأثرة بمضاعفات حالتها الصحية.

ونعى ناشطون عبر وسائل التوصل الاجتماعي الكاتبة رغدة حسن، إثر وفاتها عن عمر قارب 50 عامًا.

رغدة كاتبة وناشطة سورية معارضة من مواليد مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، تعرضت للاعتقال في تسعينيات القرن الماضي خلال حكم حافظ الأسد، لمدة سنتين ونصف دون محاكمة أو تهمة.

وأمضت رغدة سنة من ضمن هذه المدة في الحبس الانفرادي، بسبب “مزاعم” بممارستها العمل السياسي المعارض، والانتماء لحزب “العمل الشيوعي” في ذلك الوقت.

وفي عام 2010، وخلال حكم بشار الأسد، تعرضت رغدة للاعتقال بسبب روايتها “الأنبياء الجدد” التي سلّطت الضوء من خلالها على كواليس المعتقلات السورية وعذابات المعتقلين، مستفيدة من التجربة التي تعرضت لها في المعتقل، عبر سرد بعيد عن الانسياق خلف غواية الخيال، مقدمة بذلك عملًا أدبيًا تصويريًا يقترب من رواية “الخبز الحافي” للكاتب محمد شكري.

ودعت منظمة العفو الدولية، في شباط 2010، إلى الإفراج عن رغدة التي احتجزت حينها في الجانب السوري من معبر “العريضة” الحدودي مع لبنان، إثر كتابتها رواية لم تكن قد نُشرت بعد، وحملت اسم “الأنبياء الجدد”.

خرجت رغدة من المعتقل في منتصف عام 2011، وانخرطت في الحراك الشعبي منذ أيامها الأولى مع الحرية، وبعد مغادرتها إلى لبنان عادت رغدة إلى سوريا عن طريق التهريب، وكانت ممن حوصروا في مدينة القصير، ثم اتجهت إلى دمشق وأعلنت مع رفاقها عن تأسيس قيادة الثورة من الداخل.

وصدر قرار بتحويلها إلى محكمة “الإرهاب”، فغادرت سوريا مجددًا إلى لبنان، وعن طريق التهريب مرة أخرى.

وانتقدت رغدة حسن في حديث متلفز، عام 2018، غياب وجود منابر ترفع صوت المثقفين السوريين المعارضين، مشيرة في الوقت نفسه إلى سطوة العسكرة على الثورة السورية.

وفيما بعد، كتبت رغدة رواية “نجمة الصبح”، وتصور هذه الرواية علاقة حب تجمع بين سجين وسجينة في معتقلات النظام السوري، وتعبر هذه القصة عن حدث واقعي عاشته رغدة في المعتقل، حيث التقت عبر ثقب بالجدار بزوجها، الفنان الفلسطيني أمير داوود، الذي كان معتقلًا مثلها آنذاك.

أثارت هذه التجربة فضول الصحفي والمخرج شون مكالستر، الذي حول الرواية إلى فيلم وثائقي حمل اسم “syrian love story” (قصة حب سورية)، من إنتاج شبكة “BBC” البريطانية.

وصارت الرواية التي اعتقلت كاتبتها بسببها فيلمًا استطاع حصد 19 جائزة عالمية، من أبرزها جائزة “تشافيلد” وجائزة “سينما من أجل السلام” في مهرجان “برلين”، وجائزة “مهرجان حقوق الإنسان العالمي” في العاصمة التشيكية، براغ، وعُرض في مهرجان “دبي” السينمائي.

وتقول رغدة في إحدى مقالاتها المنشورة خلال حديثها عن القوانين، “لأن القانون ولد من رحم الخطيئة، كان عليه أن يحمل معه العقوبات التي تفننت البشرية في تطويرها”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة