الغوطة الشرقية.. من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر

tag icon ع ع ع

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان دراسة موسعة تحت عنوان “من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر“، الثلاثاء 29 أيلول، وثقت فيها الانتهاكات المرتكبة من قبل أطراف النزاع في الغوطة الشرقية.

ووثقت الدراسة الانتهاكات منذ بداية كانون الثاني 2015 وحتى نهاية حزيران الفائت، وجاءت في 26 صفحة.

حصيلة الضحايا والمجازر في الغوطة

وقالت الشبكة إن الغوطة الشرقية تعرضت خلال 6 أشهر لعمليات قصف وتدمير ممنهجة، كان أغلبها على المراكز الحيوية والأحياء المأهولة بالسكان، والتي تبعد عشرات الكيلومترات عن خطوط المواجهة، ما يشير إلى أن نسبة الضحايا من المدنيين هي الأكبر.

التقرير وثق مقتل 834 شخصًا، بينهم 54 تحت التعذيب، بالإضافة إلى تنفيذ 26 مجزرة في الغوطة الشرقية، من قبل أطراف النزاع.

وبحسب الشبكة فإن القوات الحكومية قتلت 776 شخصًا، توزعوا إلى 143 مسلحًا و633 مدنيًا، بينهم 155 طفلًا و129سيدة، و54 تحت التعذيب.

ووفق التقرير نفذت القوات الحكومية 25 مجزرة، 14 منها في مدينة دوما، و4 أخرى في مدينة عربين، بالإضافة إلى ثلاثة مجازر في منطقة المرج، وواحدة في كل من عين ترما وكفر بطنا وحرستا وحمورية.

الشبكة أكدت أن تنظيم “داعش” كان مسؤولًا عن مقتل 17 شخصًا، بينهم مدني واحد، لافتةً إلى أن التنظيم نفذ مجزرة واحدة، بينما قتلت جبهة النصرة 9 مسلحين.

فصائل المعارضة المسلحة قتلت 22 شخصًا، بينهم 10 مسلحين و12 مدنيًا، بحسب التقرير، الذي أشار إلى 10 أشخاص بينهم مدنيان اثنان قتلوا على يد قوات مجهولة الهوية.

المعتقلون في الغوطة

وتطرق التقرير إلى إحصاء المعتقلين في الغوطة خلال الأشهر الستة، وبلغ عددهم 458 شخصًا، منهم 411 اعتقلتهم القوات الحكومية وبينهم 41 طفلًا و65 سيدة.

واعتقلت جبهة النصرة 11 شخصًا آخرين، فيما كانت فصائل المعارضة المسلحة مسؤولة عن اعتقال 36 شخصًا، بينهم 9 أطفال.

ضحايا الحصار

وأحصت الشبكة المراكز الحيوية التي تعرضت للاستهداف، وبلغ عددها 51 مركزًا، استهدفت القوات الحكومية 49 منها، بينما كانت فصائل المعارضة المسلحة مسؤولة عن استهداف مركزين.

وسجل التقرير مقتل 117 شخصًا، بينهم 67 طفلًا و27 سيدة، بسبب نقص الغذاء والدواء نتيجة الحصار الذي فرضته القوات الحكومية على الغوطة الشرقية بشكل كامل منذ تشرين الأول 2013.

فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان قال “حتى الآن لم نلمس إرادة دولية حقيقية لإنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة منذ عام 2011، ولن تؤدي المفاوضات إلى أي نتيجة مادامت عمليات القصف والقتل والتعذيب والاعتقال مستمرة دون أي رادع أو ضمان لأن يتوقف ذلك ولو ليوم واحد فقط”.

وأوصى التقرير مجلس الأمن بضرورة اتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور أكثر من عام على القرار رقم 2139 ، مطالبًا بالضغط على الدول الداعمة للقوات الحكومية كروسيا وإيران ولبنان من أجل إيقاف عمليات التزويد بالأسلحة والخبرات بعد أن ثبت تورطها بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وحثت الشبكة في ختام تقريرها المجتمع الدولي على ضرورة التحرك على المستوى الوطني والإقليمي لإقامة تحالفات لدعم الشعب السوري،مؤكدة أن عمليات القصف والقتل والتدمير الممنهج التي يقوم بها النظام السوري تهدف بشكل رئيس إلى إفشال إنشاء أي نموذج يقدم بديلاً عنه.

وتشهد الغوطة الشرقية تصعيدًا عسكريًا مستمرًا منذ نحو عامين، نفذت خلاله قوات الأسد عشرات المجازر بحق المدنيين المحاصرين فيها، وسط نقص في المواد الغذائية والطبية وانتشار أمراض ناجمة عن سوء التغذية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة