مع غياب اليقين بشأن موعد وصوله..

الكوادر الطبية شمال غربي سوريا تتجهز لحملة تطعيم ضد “كورونا”

قسم علاج فيروس "كورونا المستجد" في مشفى الزراعة بمدينة إدلب - 14 حزيران 2020 (عنب بلدي\يوسف غريبي)

camera iconقسم علاج فيروس "كورونا المستجد" في مشفى الزراعة بمدينة إدلب - 14 حزيران 2020 (عنب بلدي\يوسف غريبي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ديانا رحيمة

تتجهز الكوادر الطبية في شمال غربي سوريا لتوزيع 224 ألف جرعة، عبر 123 فريقًا مخصصًا للتطعيم ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في 24 من آذار الحالي، عن إشرافها على حملة التطعيم بلقاح “أسترازينيكا” ضد فيروس “كورونا” في سوريا، بهدف تلقيح 20% من السكان بحلول نهاية العام الحالي، لكن لا يوجد حتى الآن يقين بشأن موعد بدء هذه الحملة، مع تأخر وصول اللقاح.

وناقشت عنب بلدي الجهات المسؤولة عن تسلّم اللقاح بشأن كيفية تقديمه في المراكز مع اتباع الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.

ما حجم حملة اللقاح؟

قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عينتاب، الطبيب محمود ضاهر، لعنب بلدي، إن المنظمة ستوفر ما يقارب 224 ألف جرعة لشمال غربي سوريا، ومن المتوقع وصولها في أيار المقبل، بينما ستصل إلى أكثر من 1.7 مليون جرعة بنهاية العام الحالي.

وأوضح ضاهر أنه من أجل تجنب ازدحام الناس في مراكز التطعيم والتسبب في زيادة انتقال العدوى، سيكون هناك 123 فريقًا مخصصًا للتطعيم، موزعة على مراكز مختلفة في شمال غربي سوريا.

وطُورت خطة التعبئة الاجتماعية من قبل “يونيسف” وشركائها لإيصال الرسائل المناسبة للجمهور فيما يتعلق بمراكز التطعيم والمواعيد المحددة.

وستوفر المنظمة المعدات اللازمة لحفظ اللقاح في المراكز المراد التطعيم فيها، لتكون سلسلة التبريد المناسبة متاحة في جميع مواقع التطعيم.

93 مركزًا للتطعيم

بحسب مدير “مجموعة لقاح سوريا”، الطبيب ياسر نجيب، سيخصص 93 مركزًا لإعطاء لقاح “كورونا”، وسيزور 30 فريقًا المستشفيات والمراكز الصحية للبدء بالتلقيح.

الفئة الأولى المستهدفة بالتطعيم هي من الكوادر الصحية، ويجري الاتصال بهم عن طريق المراكز الصحية والمستشفيات التابعين لها، وربما تستهدف المعلمين والفئات الخدمية الأخرى، كالعاملين في المنظمات لاحتكاكهم بالناس، بحسب الطبيب ياسر نجيب.

أما العاملون الكبار في السن فوق الـ60 عامًا ومن لديهم أمراض مزمنة، فسيجري التواصل معهم بالاتصال والتنسيق مع المجالس المحلية، إضافة إلى تعليق اللوحات التي تشير إلى مراكز التطعيم.

لم يتبين بعد موعد وصول اللقاح، بحسب ياسر نجيب، إذ حددت “الصحة العالمية” ثلاثة مواعيد قبل الآن، ولم يصل اللقاح بعد، وسط شكوك بالموعد الحقيقي لوصوله.

وفيما يخص المعدات المتعلقة باللقاح من حيث التبريد، يوجد خمس غرف تبريد وبرادات تعمل على الطاقة الشمسية.

وأوضح مسؤول ملف “كوفيد- 19” في مديرية صحة إدلب، الطبيب حسام قره محمد، لعنب بلدي، أن الأماكن التي ستشهد التطعيم هي مراكز اللقاح الروتيني ذاتها التي تعتمد فيها عمليات التطعيم الأخرى كشلل الأطفال وغيرها، مع اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي والوقاية الشخصية.

وبدأت المديرية بتجهيز الأماكن المخصصة للتطعيم قبل وصول اللقاح، وإعداد فرق التطعيم، كما نشرت طلبات للتقديم للانضمام إلى موردي فرق التطعيم، وبعد اختيار فرق اللقاح سيجري تدريبها وتجهيزها لتقديم اللقاح.

وتتشابه الإجراءات في ريف حلب الشمالي مع الإجراءات في إدلب، إذ قال وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، الطبيب مرام الشيخ، لعنب بلدي، إن كوادر الوزارة خصصت 123 فريقًا ثابتًا وجوالًا ليوزعوا على غرف أو خيم مخصصة للتطعيم، وستكون بجوار المراكز الصحية.

على مراحل

يقترن وصول اللقاح بكثير من العوامل أحدها اللوجستي، وستنتهي إجراءات الدفعة الأولى من اللقاح في الربع الثاني من العام الحالي.

إجراءات وصول اللقاح تندرج ضمن سلسلة وفق برنامج يسمى سلسلة التبريد المركزية، وتشمل مجموعة من المراكز المدروسة تقنيًا بحيث تكون درجة الحرارة بين 2 و8 درجات رطوبة مع تهوية مناسبة، وتحفظ بشكل تقني من غرفة التبريد في معبر “باب الهوى” لتصل إلى المستفيد النهائي.

الكمية المتوقع وصولها من اللقاح إلى سوريا تقارب المليون و600 ألف جرعة، وستوزع على ما يقارب 800 ألف مستفيد 20% منهم من سكان المناطق “المحررة”، وهو مشروع طويل الأمد سيستمر إلى ما يقارب العام تقريبًا.

منظمات تدعم حملة التطعيم ببنيتها التحتية

مدير “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز)، الطبيب مازن كوارة، قال إن المنظمة تتعاون مع “مجموعة لقاح سوريا” (SIG) التي تعتبر المسؤولة عن المشروع في شمال غربي سوريا، وستستخدم المجموعة مراكز اللقاح المعتمدة عند المنظمات مع الكوادر الموجودة فيها.

وستدعم “سامز” حملة التطعيم عن طريق بنيتها التحتية لتأمين مراكز التطعيم.

بينما قال الطبيب فراس أبو علي، عضو “اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية” (أوسوم)، لعنب بلدي، إن المنظمة تعمل حاليًا على تخصيص أماكن معيّنة (غرف خاصة) للتطعيم، بما يضمن منع الازدحام وتنظيم آلية تزويد اللقاح.

واعتبر الطبيب فراس أبو علي ذلك تحديًا حقيقيًا، فوجود غرفة مستقلة أمر غير متاح في جميع المراكز الصحية، لذلك يجري العمل على تأمين خيم ملحقة للمراكز الصحية.

وتقوم المنظمات غير الحكومية بدور بالتواصل مع المنشآت الصحية عبر ممثلين عنها، لجمع معلومات عن الكوادر الطبية والمرضى ذوي الأمراض المزمنة، وتحضير قوائم بأعداد هذه الفئات ومعلومات التواصل من أجل التواصل معهم عند وصول اللقاح.

تأجيل وصول اللقاح

أجّلت منظمة الصحة العالمية توزيع اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” في سوريا، بعد أن كان من المفترض وصوله خلال آذار الحالي.

وأوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، في مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، في 26 من آذار الحالي، أن توزيع اللقاح يعتمد على توفره في السوق العالمية والقدرة على تصنيعه وشرائه والاستثمار في تسلميه.

وقالت ماجتيموفا، إن من المحتمل أن يحتاج توزيع اللقاح إلى تعديل في ضوء الظروف التي يصعب توقعها والمتغيرات التي تتطور باستمرار، ومن المتوقع حصول سوريا على الدفعة الأولى من لقاحات “أسترازينيكا” حالما تؤكد الشركة المصنعة توفرها.

وأضافت، “كنا نأمل في تأمين وصول اللقاحات بحلول النصف الثاني من نيسان المقبل، ولكن هناك تأخيرات تؤثر على عدد من البلدان في جميع أنحاء العالم بسبب الإنتاج لخطط شهري آذار ونيسان، كما لم يتم تأكيد وصول اللقاح في أيار”.

وعن المخاوف من تلقّي لقاح “أسترازينيكا” بعد تعليق 15 دولة أوروبية عملية التطعيم به، بسبب ظهور مشكلات دموية خطيرة، مثل تخثر الدم أو الجلطات الدموية لدى بعض الذين تلقوه، قالت ماجتيموفا، إن منظمة الصحة العالمية تدرك أنه كإجراء احترازي، أوقفت بعض الدول في الاتحاد الأوروبي استخدام مجموعة محددة من اللقاح الموزع في الاتحاد.

وبينت أن اللجنة الفرعية التابعة لـ”اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بسلامة اللقاحات”، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (GACVS)، ترجح استمرار حصول لقاح “أسترازينيكا” على “ملف فوائد- مخاطر إيجابي”، أي أن فوائده أكثر من مخاطره، مع إمكانات “هائلة” للوقاية من العدوى وتقليل الوفيات في جميع أنحاء العالم.

وأشارت إلى أنه من المعتاد أن تشير البلدان إلى الأحداث السلبية المحتملة بعد عملية التطعيم، وهذا لا يعني بالضرورة أن الأحداث مرتبطة بالتطعيم نفسه، لكن من الجيد التحقيق فيها.

ولا تشير البيانات المتاحة إلى أي زيادة عامة في حالات التخثر، مثل التخثر الوريدي العميق أو الانسداد الرئوي، بعد إعطاء اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا”، بحسب المسؤولة الأممية، وتتماشى المعدلات المبلغ عنها لأحداث “الانسداد التجلطي” بعد تلقي اللقاحات مع العدد المتوقع لتشخيص هذه الحالات، إذ تحدث كلتا الحالتين بشكل طبيعي وليستا غير شائعتَين.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة