مع رداءة الشبكة الكهربائية..

إقبال على مصادر الطاقة المتجددة في الحسكة

camera iconمنظومة للطاقة البديلة في محل بمدينة القامشلي - آذار 2021 (عنب بلدي \ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

زاد إقبال السكان في محافظة الحسكة على استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتأمين إمداد مستمر بالتيار الكهربائي، سواء لإنارة المنزل وتسخين المياه أو حتى تشغيل مشاريعهم التجارية الصغيرة.

ورصدت عنب بلدي ازدياد أعداد المحال التي تبيع مستلزمات الطاقة المتجددة في مدن محافظة الحسكة، وضمت مدينة القامشلي وحدها عشرة محال موزعة في مناطق مختلفة منها، في حين كانت أربعة محال فقط قبل ستة أشهر.

افتتح عبد الحسين محلًا لبيع خلايا الطاقة الشمسية مع جميع مستلزماتها من بطاريات وغيرها، منذ نحو ستة أشهر، عندما لاحظ الإقبال “الكبير” من السكان على تجهيز منازلهم بها، واصفًا عمله بـ”الاستثمار الناجح” في هذا المجال، وأنه خلال شهر آذار الماضي وحده ركّب 15 منظومة للطاقة.

وأرجع التاجر الشاب سبب إقبال السكان عليها إلى عدم استقرار الطاقة الكهربائية العادية، نتيجة ضعفها وانقطاعها المتكرر، بالإضافة إلى الارتفاع المستمر في أسعار الاشتراك الشهري بمصادر الطاقة المعتادة، مثل الاشتراك بـ”الأمبيرات”، الذي بلغ 3500 ليرة سورية (0.9 دولار) للأمبير الواحد.

مصادر وأسعار متنوعة

تختلف أسعار لوحات الطاقة الشمسية حسب مصادرها وجودتها، وعن أسعارها قال عبد الحسين لعنب بلدي، إنها تتراوح بين 75 ومئة دولار (365 ألف ليرة سورية) لكل لوح.

تجلَب الألواح ذات الصناعة الصينية من عدة مصادر مثل إدلب، التي تصل البضاعة منها عبر منبج ثم إلى القامشلي وشمالي العراق، حيث تدخل عبر معبر “سيمالكا” في منطقة المالكية.

وتصل مع الألواح البطاريات الهندية والصينية الصنع، التي تترواح أسعارها بين 50 و150 دولارًا، حسب جودة وسعة البطارية.

أما تركيب مجمع لتسخين المياه باستخدام تقنية الأنابيب المفرغة، وهي مصنعة من مواد خاصة قادرة على امتصاص أشعة الشمس في مختلف الظروف المناخية، فيكلف نحو 450 دولارًا.

ولا يقتصر الإقبال على هذا النوع من الطاقة على سكان المدن فقط، فهناك زبائن كثر من الأرياف، بحسب ما رصدته عنب بلدي من أصحاب المحال مع حرمان كثير من القرى من اشتراك “الأمبيرات”، ومعاناتها من انقطاع التيار الكهربائي، الذي يصل إلى نحو 16 ساعة في اليوم.

تعاني الشبكة الكهربائية من الأعطال المستمرة، ومع حلول فصل الصيف يزيد الإقبال على تقنية الطاقة البديلة، التي تزيد كفاءتها مع طول ساعات الشمس الساطعة، لتتمكن من تشغيل البرادات وأجهزة التكييف وغيرها بحسب عدد الألواح المستخدمة.

إذ يمكن لأربعة ألواح طاقة شمسية أن تعطي ثلاثة أمبيرات قادرة على تشغيل البراد والمكيف والإنارة، ومع زيادة عدد الألواح المركبة يمكن تشغيل المزيد من الأجهزة الكهربائية في نفس الوقت، حسبما قال ظاري، مالك محل للطاقة البديلة في مدينة القحطانية.

كما توجّه أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة في الريف لتشغيل مضخات المياه بالاعتماد على كهرباء الخلايا الشمسية، نتيجة الأعطال المتكررة لمحركات الديزل وارتفاع تكاليف إصلاحها، ما زاد من مبيعات ألواح الطاقة.

المنظمات الدولية هي الأخرى بدأت بتمويل مشاريع بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية لإنارة مخيمات اللاجئين في المحافظة بالاعتماد على مصادر الطاقة الشمسية.

إذ نفذت عدة مشاريع لإنارة مخيمي “الهول” و”التوينة” في ريف الحسكة، مثل منظمة “بلومونت” التي اشترت 160 منظومة طاقة شمسية وركبتها في مخيم “التوينة” شمال غربي مدينة الحسكة، مطلع العام الحالي.

ومما زاد الطلب على ألواح الطاقة الشمسية وأسهم في انتشار استخدامها، تنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عدة مشاريع لإنارة الشوارع في مدينتي القامشلي والحسكة بالاعتماد على هذه التقنية.

مميزات وعيوب

مالك العلي زوّد منزله بمنظومة تسخين مياه وإنارة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، لتصبح المياه الساخنة “متوفرة على مدار الساعة” بعد أن سدت العجز في الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مفضلًا الطاقة المتجددة على المولدة الكهربائية التي تعمل على البنزين، بسبب أعطالها المتكررة، حسبما قال لعنب بلدي.

بعد أن تعطلت المولدة الخاصة بالحي الذي يسكنه مالك لمدة شهر كامل، تخلص من المولدة التي ترتفع تكلفة إصلاحها ولا يمكن التخلص من صوتها المزعج، الذي دفع الجيران للاعتراض على وجودها ضمن البناء، على عكس الخلايا الشمسية.

وأشار مالك إلى أن ما توفره منظومة الطاقة الشمسية هو الراحة، لأنه أصبح بإمكانه التغيب عن المنزل دون القلق على تلف الأطعمة داخل الثلاجة عند انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، إلا أنها أيضًا لا تخلو من العيوب، لأن طاقتها تنفد عندما يكون الجو غائمًا لساعات طويلة، لكن وجود البطاريات لتخزين الطاقة يساعد في حل المشكلة.

كما أن الطاقة البديلة ليست رخيصة بالنسبة لسكان المنطقة، خاصة مع ارتباط سعرها بأسعار صرف الدولار، الذي تجاوز حاجز أربعة آلاف ليرة سورية منتصف آذار الماضي، ما يؤثر على قدرة السكان المحليين على اقتنائها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة