سحابة كبريتية تخيم على سوريا وجوارها.. كيف تؤثر بالصحة والمناخ؟

camera iconالبركان الثائر في جبل "إتنا" بجزيرة صقلية الإيطالية، 2 من نيسان 2021 (DW)

tag icon ع ع ع

منذ منتصف شباط 2021، تواصل الثورانات البركانية في جبل “إتنا” بجزيرة صقلية الإيطالية، انفجاراتها والتي كان آخرها في 2 من نيسان الحالي، الأمر الذي صدّر أطنانًا من الغازات السامة (بمساعدة الرياح) إلى الوجهة الشرقية من إيطاليا، حيث بلاد الشام.

وبحسب تقرير لموقع تتبع البراكين في العالم “فولكينو ديسكوفري”، انتهت آخر نوبة حمم بركانية، مشيرًا إلى أنها النوبة رقم 17، منذ 16 من شباط الماضي.

وأوضح الموقع انخفاض النشاط البركاني في الفوهة الجديدة التي أسماها “SE”، حتى توقف أخيرًا في وقت متأخر من مساء 2 من نيسان.

البركان الثائر في جبل “إتنا” بجزيرة صقلية الإيطالية

السحابة الكبريتية تصل سوريا

الراصد الجوي ماهر مرهج أفاد وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم الأحد 4 من نيسان، بوجود سحابة غاز ثاني أوكسيد الكبريت فوق البلاد، داعيًا إلى تجاهل ما أسماه “التهويل” الذي يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي حول خطورة هذه السحب.

وقال مرهج للوكالة إن “مما لا شك فيه أن هذا الغاز مضر على الصحة عند استنشاقه بنسب معينة”، مستدركًا أن ما من شيء يدعو للقلق، فـ”أغلبية الناس لن يشعروا بشيء لكن بعض أصحاب الأمراض التنفسية قد يشعرون بضيق تنفس”، وفق قوله.

وأوضح الراصد الجوي أن ثاني أوكسيد الكبريت يعد من الغازات الملوثة للهواء، لكن هذه الغازات موجودة أساسًا في الغلاف الجوي، وهو من الغازات المسببة للأمطار الحامضية، متوقعًا أن هذه السحابة التي غطت مساحات واسعة من البلاد ستستمر لمدة أقصاها 36 ساعة.

“ثاني أوكسيد الكبريت”

يحمل ثاني أوكسيد الكبريت الرمز الكيميائي (SO2)، وهو غاز سام عديم اللون وله رائحة نفاذة قوية ويعد غازًا ملوثًا للهواء.

وبحسب موقع “NPS”، المهتم بخدمات المتنزهات والبيئة الأمريكي، فإن “SO2” يمكن أن يشكل تهديدًا لصحة الإنسان وصحة الحيوان والحياة النباتية.

تعد المصادر الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت احتراق الوقود الأحفوري والنشاط البركاني الطبيعي.

الانبعاثات البركانية كيف تؤثر على الصحة والمناخ

يمكن أن تؤثر البراكين على تغير المناخ، لا سيما في أثناء الانفجارات البركانية الكبرى.

وبحسب تفاصيل أوردتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وترجمتها عنب بلدي، فإن الانفجارات البركانية تولد كميات هائلة من الغاز البركاني، والرماد في الطبقة الجوية “الستراتوسفير” (ترتفع 18 كيلومترًا عن سطح البحر).

الرماد المحقون يتساقط بسرعة من “الستراتوسفير” ويزول معظمه في غضون عدة أيام إلى أسابيع وليس له تأثير يذكر على تغير المناخ.

الخطر تحمله الغازات

ولكن الخطورة تكمن في الغازات البركانية مثل “ثاني أكسيد الكبريت” التي يمكن أن تخفض درجة حرارة الأرض واستهلاك طبقة الأوزون، في حين أن ثاني أكسيد الكربون البركاني، هو أحد غازات الدفيئة (غازات موجودة في الغلاف الجوي وتسهم في امتصاص الأشعة تحت الحمراء)، لديه القدرة على تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري.

ورغم ذلك فإن التأثيرات المناخية الأكثر أهمية من الحقن البركاني في “الستراتوسفير” تتجسد بتحويل ثاني أكسيد الكبريت إلى حمض الكبريتيك، الذي يتكثف بسرعة في الستراتوسفير ليشكل جزيئات كبريتات ناعمة.

تزيد الجزيئات هذه من انعكاس الإشعاع من الشمس إلى الفضاء مرة أخرى، مما يؤدي إلى تبريد الغلاف الجوي السفلي للأرض أو طبقة “التروبوسفير”.

ويستشهد كمثال على ذلك، بالثوران المناخي لجبل “بيناتوبو” في الفيليبين، في 15 حزيران 1991، إذ كان أحد أكبر الانفجارات البركانية في القرن العشرين.

وحينها حقن البركان سحابة من ثاني أكسيد الكبريت بوزن 20 مليون طن (مقياس متري) في طبقة “الستراتوسفير” على ارتفاع يزيد عن 32 كيلومترًا.

بركان الذي ضرب جبل “بيناتوبو” بالفليبين، في 15 من حزيران 1991

آثار صحية

التعرض لغاز الكبريت لمرة واحدة وبكميات محدودة يسبب أعراض بسيطة وسرعان ما يتعافي الشخص منها، إذ لا تبقى آثاره لمدة طويلة.

ولكن في حالة التعرض للغاز بشكل مفرط وكبير فإنه يؤدي لأضرار بالغة مثل الإصابة بنوبات الربو، تلف الرئتين، التهاب الشعب الرئوية، الالتهاب الرئوي.

وعدد موقع خدمات المتنزهات والبيئة “NPS” تبعات استنشاق كميات كبيرة من غاز الكبريت على الصحة وهي:

  1. تهيج العينين
  2. تهيج الجلد
  3. تهيج الأغشية المخاطية
  4. تهيج مجرى التنفس
  5. التشنجات ووذمة رئوية
  6. انسداد حاد بمجرى التنفس
  7. تفاقم المشاكل والأمراض الرئوية مثل الربو

خطر مضطرد مع درجة حساسية الأفراد

كما يربط موقع “NPS”، الخطر الناتج عن استنشاق ثاني أوكسيد الكبريت ودرجة حساسية الأفراد:

  • الأشخاص المصابون بأمراض الرئة، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، بشكل عام ، سيعانون من آثار صحية أكثر خطورة عند استنشاق مستويات أعلى من ثاني أكسيد الكبريت.
  • الأطفال هم أكثر عرضة للأذية من استنشاق هذا الغاز لأن رئاتهم ما زالت قيد النمو، فبالتالي هم أكثر عرضة للإصابة بالربو، والذي يمكن أن يزداد سوءًا مع التعرض “SO2”.
  • كبار السن قد يكون أكثر المتضررين من استنشاق نسب معينة من هذا الغاز، ولذلك لأنهم أكثر عرضة لسرطان الرئة الموجودة من قبل أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الأشخاص النشطون من جميع الأعمار الذين يمارسون الرياضة أو يعملون في الهواء الطلق يكونون أكثر تعرضًا لثاني أكسيد الكبريت من الأشخاص الأقل نشاطًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة