سقط ليفربول.. ماذا تنتظر؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

“أولًا وقبل أي شيء، لم نستحق الفوز”.

جملة من حديث السيد يورغن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، عقب الهزيمة أمام ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بثلاثية مقابل هدف.

جملة تختصر الكثير من عبارات العتب والحزن التي ترافق أداء الريدز منذ أشهر حتى اليوم.

وعندما أكتب سقط ليفربول ماذا تنتظر، لا أبخس الريال حقه وإمكانياته في نتيجة المباراة، ومن المؤكد بما لا يقبل الشك أن زيدان وفرقته المليئة بالإصابات والغيابات والأزمات قدموا أداء للذكرى بشخصية البطل وبشخصية المنافس والمتقدم نحو أعلى الإحصائيات ضمن حقل الألغام هذا الموسم.

ولكن ماذا تنتظر سيد كلوب؟ حال الريدز ليست على ما يرام، ومن متعة كرة القدم وتحولاتها أن تمنح كل مصاب ومتعثر بعض الفرص والأعذار، بسبب غياب أو ضغط المباريات أو الإصابات أو سوء الحظ.

ولكن في صورة الريدز الأخيرة، استنفدت الأقلام والحناجر والعقول كل الأعذار وكل الأسباب، وليفربول يخرج من بوابة الإحراج والأسف إلى بوابة ضيقة تحاكي خروجًا مريرًا من دوري الأبطال، وغيابًا متوقعًا عن المسابقة في الموسم المقبل نسبة لوضع الفريق على سلم الترتيب، وحجم المباريات الثقيلة المتبقية في جدول الدوري الإنجليزي.

توقعنا جميعًا أن تكون النتيجة القاسية التي تلقاها أبناء الأنفيلد أمام أستون فيلا في مرحلة الذهاب (7- 2) من نتائج الطفرة التي لا يمكن لها أن تتكرر، وأن ليفربول سينتفض ليمحو صورة الهزيمة وصورة غياب المدافع الأبرز فان دايك جراء الإصابة الأليمة، ليكون العام الجديد 2021 كارثيًا مع كلوب.

الخروج من رابطة المحترفين أمام الأرسنال في الدور الثمن النهائي، الخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد في الدور الرابع.

كما خاض الفريق في الدوري الإنجليزي إلى الآن 30 جولة فاز في 14 وتعادل في سبع مباريات وخسر في تسعة لقاءات، سجل 51 هدفًا ودخل مرماه 38 هدفًا.

وفي دوري الأبطال، تلقى هزيمة من أتلانتا في دور المجموعات بهدفين دون رد، وقبل أيام كانت الهزيمة أمام الملكي بثلاثية مقابل هدف.

كلوب الذي قاد ليفربول في السنوات الأخيرة إلى أجواء المنافسة المحلية والأوروبية، فدخل السباق مع السيتي مرتين، وزار منصة التتويج في عام 2020، وزار نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين، وتُوّج باللقب في الموسم قبل الماضي، وأحرز كأس العالم للأندية في الموسم قبل الماضي أيضًا!

كلوب الذي جلب هذا الرصيد إلى الخزائن الحمر، رمى بالمنشفة في سباق الدوري الإنجليزي بعد الهزيمة أمام ليستر سيتي والمان سيتي قبل عدة جولات، واعترف بصعوبة الموقف مطلِقًا وعده بالتعويض في المسابقة الأوروبية، واليوم هو على بوابة الوداع أيضًا أمام عناد وثبات وأداء ريال مدريد.

ماذا تنتظر سيد كلوب؟ تحتاج إلى إلحاق الهزيمة بريال مدريد، والقفز باتجاه دور الأربعة والتقدم نحو النهائي، تحتاج لأن تصل إلى المركز الرابع على سلم الترتيب في الدوري الإنجليزي أمام شراسة الصراع مع توتنهام وتشيلسي ووست هام وايفرتون.

تحتاج إلى فض الفوضى في خطوط الفريق، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الغرق في هزائم جديدة، لم يعد لديك الوقت الكافي فماذا تنتظر؟

إما أن تفعل كل هذا وإما أن ترحل عن صفوف الفريق بذكريات الفوز السابقة، فلم يعد لديك ما تنتظره في الأنفيلد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة