بعد الأسد و”حزب الله”.. موسكو لا تكترث للحريري

camera iconنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يستقبل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في موسكو

tag icon ع ع ع

تعكس الطريقة التي تتعامل بها روسيا مع بعض الشخصيات السياسية حجم الهوّة في فهم طبيعة العلاقة السياسية والدبلوماسية بين الطرفين، إذ لا تجد موسكو حرجًا في وضع بعضهم في مواقف تشرح نظرة موسكو وتختصرها، وتسبب لهم الحرج أمام وسائل الإعلام.

ونقل حساب رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف، سعد الحريري، في 14 من نيسان الحالي، عبر “تويتر”، أن الحريري وصل إلى موسكو، في زيارة يلتقي خلالها بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، وعدد من المسؤولين، وأُقيم للحريري “استقبال رسمي” في مطار “موسكو”.

وجاء هذا الاستقبال بتمثيل دبلوماسي منخفض، حيث كان على رأس مستقبلي الحريري، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ونائب رئيس التشريفات في الحكومة الروسية، والسفير اللبناني، شوقي أبو نصار.

أسباب هذا التمثيل المنخفض مرهونة بأسباب الزيارة اللبنانية المعروفة بالنسبة للروس، إذ نقلت وكالة “ريا نوفوستي“، في 13 من نيسان الحالي، عن الممثل الخاص لرئيس الوزراء اللبناني، جورج شعبان، أن الحريري يعتزم خلال زيارته إلى روسيا طلب المساعدة الاقتصادية من موسكو، والإسهام في ترميم مرفأ “بيروت”، وتوفير اللقاحات ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وأيضًا بناء محطات توليد كهرباء.

ورغم وجود الحريري في موسكو، وإعلانه المسبق أنه سيلتقي بالرئيس الروسي، اكتفى “الكرملين” باتصال هاتفي بين الرئيس بوتين والحريري، الذي يجري “زيارة عمل” إلى موسكو، و”تربطه علاقات جيدة وودية للغاية مع القيادة الروسية، خاصة مع الرئيس بوتين”، وفقًا لما أكده الحريري عبر “تويتر”.

وتعيد هذه الزيارة إلى الأذهان تلك التي أجراها وفد من “حزب الله” اللبناني، بقيادة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” في البرلمان اللبناني، محمد رعد، إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء المسؤولين الروس، والتي تزامنت مع زيارة أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، إلى موسكو، في آذار الماضي.

ووفقًا لمقطع مصوّر، يظهر أعضاء وفد “حزب الله” عند نزولهم من سيارة “فان”، في أثناء توجههم إلى مقر الخارجية الروسية، بما يخالف الأعراف والبروتوكولات التي تتبعها الدول عادة عند استضافة شخصيات سياسية ودبلوماسية، والتي تتجلى بتنقلهم عبر سيارات دبلوماسية تتبعها مرافقة وحراسة أمنية، وهو ما غاب عن زيارة وفد “حزب الله”.

ولا تعامل القيادة الروسية اللبنانيين فقط بشكل محرج، إذ يظهر تسجيل بثته وكالة “ruptly” الروسية، إهمال بوتين لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وانشغاله بالحديث مع مجموعة من الضباط الروس وتركه خلفهم.

وجاء ذلك خلال زيارة مفاجئة أجراها بوتين إلى قاعدة “حميميم” العسكرية في اللاذقية، في 11 من كانون الأول 2017، وكان في استقباله الأسد دون مرافقة سياسية أو دبلوماسية متعارف عليها في البروتوكولات الدبلوماسية.

وعلّقت وزارة الخارجية الأمريكية على الحادثة، إذ اعتبر فريق التواصل الإلكتروني في الوزارة أن ذلك “ثمن البقاء في السلطة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة