دليل عملي لدعم مجموعات الضحايا والناجين

tag icon ع ع ع

منصور العمري

في آذار/ مارس 2021، أصدر متحف “الهولوكوست” التذكاري في الولايات المتحدة كتابًا باللغة الإنجليزية هو الأول من نوعه وحداثته بعنوان “العمل لتحقيق العدالة في الفظائع الجماعية: كتيب لمجموعات الضحايا“. يعتبر الكتاب دليلًا عمليًا لمجموعات الضحايا والناجين، ويضم معلومات مهمة ومحدثة، بهدف دعمهم ومساعدة من يعمل معهم لتطوير استراتيجيات لتعزيز العدالة في الفظائع الجماعية على المدى الطويل. يشرح الكتاب عدة مواضيع منها:

المفاهيم الأساسية للعدالة في الفظائع الجماعية، استخدام القانون للوصول إلى العدالة والمساءلة عن الفظائع الجماعية، بناء تحالفات مستدامة محورها الضحايا، مناصرة العدالة لدى الفاعلين السياسيين والدبلوماسيين، مناصرة العدالة علنًا من خلال الاتصالات الاستراتيجية، توقّع وتخفيف المخاطر والتحديات لتحقيق العدالة، تأمين التمويل والدعم لمجموعات الضحايا لمشاريع العدالة.

أعدّت الكتاب المحامية سارة ماكنتوش، الخبيرة في مساعدة مجموعات الضحايا والجهات الفاعلة في المجتمعات المدنية المحلية على تطوير استراتيجيات لتعزيز العدالة في أعقاب الفظائع الجماعية، وهي حاصلة على ماجستير في القانون من جامعة “هارفارد”.

من مقدمة الكتاب

“نريد العدالة”. كان هذا هو المطلب الموحد الذي شاركَنا فيه على مر السنين الإيزيديون والمسيحيون العراقيون والروهينغا والسوريون والدارفوريون وعدد كبير من الناجين الآخرين من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. إنهم يسعون بشدة إلى تحقيق العدالة، لكن العديد من ضحايا هذه الجرائم يفتقرون إلى كيفية السعي لتحقيقها. هذا الفراغ الذي ينوي هذا الكتاب ملأه، فهو دليل عملي لتثقيف الضحايا بطرق يمكنهم من خلالها الدفاع عن قضيتهم بأصواتهم.

السعي لتحقيق العدالة في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع الجماعية ذات الصلة يتطلب من المجتمعات اتخاذ خطوات لمنع تكرار الفظائع وتعزيز المصالحة والتعافي ومحاسبة المسؤولين. هذه عملية لا ينبغي أن تخدم الضحايا والناجين فحسب، بل يجب أن تتشكل أيضًا من خلال احتياجاتهم ووجهات نظرهم. في الواقع، لا ينبغي ولا يمكن أن يحدث هذا دونهم. مع ذلك، في كثير من الأحيان، تستبعد عمليات العدالة الضحايا والناجين أو تهمّشهم. هذا الكتاب مصدر تعليمي لمجموعات الضحايا التي ترغب في التأثير أو المشاركة في عملية العدالة. يقدم الكتاب مجموعة من الأدوات التي يمكن لمجموعات الضحايا استخدامها، من بناء تحالف يركز على الضحايا، ووضع خطة اتصالات استراتيجية، إلى التعامل مع صانعي السياسات وصانعي القرار واستخدام القانون لتحقيق العدالة.

كما يركز الكتاب على إجابة عن السؤال: ما الذي يمكن أن تفعله مجموعات الضحايا لتعزيز العدالة في الفظائع الجماعية؟ لا يحلل الكتاب هذا السؤال من منظور نظري، ولكنه يهدف بالأحرى إلى أن يكون بمثابة مصدر عملي وتطبيقي لمجموعات الضحايا التي ترغب في لعب دور نشط في تعزيز العدالة من خلال الأنظمة الموجودة حاليًا لتحقيق العدالة في الفظائع الجماعية. هذا لا يعني أن أي نظام موجود هو نظام مثالي أو حتى إن مجموعات الضحايا يجب أن تقبل الأنظمة الحالية كما هي. يمكن لمجموعات الضحايا أن تلعب دورًا مهمًا في تغيير الأنظمة الحالية مع الاستفادة منها في آن واحد، رغم قيودها وعيوبها، لتحقيق النتائج المرجوة.

الجمهور المعني بالكتاب

الضحايا والناجون من الفظائع الجماعية الأفراد الذين لا ينتمون إلى مجموعات الضحايا ولكنهم مهتمون بمعرفة المزيد عن العدالة وما يمكن لمجموعات الضحايا القيام به لتعزيزها.

مجموعات الضحايا والأفراد الذين تعرضوا لانتهاكات، مثل انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، التي قد تكون خيارات العدالة الانتقالية مماثلة ومتاحة لها.

أولئك الذين يعملون بشكل وثيق مع مجموعات الضحايا في مجال العدالة والبرامج ذات الصلة، لكنهم ليسوا أعضاء في مجموعات الضحايا.

قادة المجتمع الذين شهدوا الفظائع ويريدون مناصرة الدعوة إلى العدالة نيابة عن الضحايا.

أبناء وأحفاد ضحايا الجرائم والانتهاكات التاريخية التي قد تتوفر بشأنها خيارات عدالة انتقالية.

المسؤولون في المجتمع الدولي عن تصميم أو تنفيذ عمليات العدالة بعد الفظائع الجماعية، والذين يرغبون في تعلم كيفية دعم مجموعات الضحايا المشاركة في هذه العمليات.

في أثناء إجراء البحث من أجل هذا الكتاب وتنقيحه، استشار المتحف أكثر من 90 خبيرًا وممارسًا وفاعلين في المجتمع المدني وممثلي مجموعات الضحايا. تعتمد كثير من النصائح في هذا الكتاب على خبراتهم والدروس المستفادة من الحالات السابقة. دخل المتحف أيضًا في شراكة مع عيادة حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق بجامعة “هارفارد” لإجراء مقابلات وأبحاث لهذا الدليل.

انطلق المتحف في إصدار هذا الكتاب من مقولة إيلي فيزيل أحد مؤسسيه: “النصب التذكاري الذي لا يتفاعل مع المستقبل ينتهك ذاكرة الماضي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة