أبرز الردود على تجريد النظام من امتيازات منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”

مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي في هولندا - 5 أيار 2017 (AP)

camera iconمقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي في هولندا - 5 أيار 2017 (AP)

tag icon ع ع ع

أثار تصويت الدول الأعضاء في هيئة مراقبة الأسلحة الكيماوية العالمية الذي نص على تجريد حكومة النظام السوري من امتيازاتها في الهيئة، بما فيها حقه في التصويت، ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لها.

وجاء قرار اللجنة بعد أن تبيّن استخدام حكومة النظام السوري غازات سامة في القصف بشكل متكرر خلال الحرب، وفشله بالإجابة عن أسئلة رئيسة لتحقيق أجرته منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” عام 2020، وجد أن قوات النظام هاجمت بلدة اللطامنة بريف حماة التي كانت تسيطر عليها المعارضة بغازي الأعصاب، السارين والكلور السام، في عام 2017.

شاركت 136 دولة في التصويت، أيدت 87 دولة منها القرار، وتحدثت روسيا و14 دولة أخرى ضد الوثيقة التي تحرم سوريا من حق التصويت وكل الامتيازات الأخرى في المنظمة.

ويعود سبب القرار إلى تقرير فريق “التحقيق وتحديد الهوية” الذي نُشر في 8 نيسان 2020، والذي يثبت مسؤولية النظام السوري عن ثلاثة حوادث بمواد سامة وقعت في اللطامنة.

حكومة النظام تستهجن

أدانت وزارة الخارجية السورية قرار المنظمة، واتهمته بعدم الشفافية بقولها، إن “قرار التصويت كان بنسبة 45% من أصل 193 دولة، الأمر الذي يعكس أن هذا القرار لا يمثل أغلبية الدول الأعضاء في المنظمة، ويتنافى مع الإجراءات المعتمد عليها في اتخاذ القرارات، والتي تتم بالإجماع منذ تأسيسها عام 1997”.

كما اتهمت المنظمة بتسييس قراراتها لمصلحة دول معيّنة في الاتفاقية، وبالتنسيق مع أجندات دول معادية لسوريا وداعمة لـ”الإرهاب”، والمصوتون على القرار تجاهلوا الجهود التي قدمتها حكومة النظام، منذ انضمامها بشكل طوعي إلى منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، بحسب بيان للوزارة.

وشكرت الخارجية السورية الدول التي ساندتها، ورفضت ما وصفته بأنواع الابتزاز والضغوط التي تعرضت لها، ومن هذه الدول روسيا.

روسيا تدعم النظام

علّق الممثل الدائم للاتحاد الروسي، ألكسندر  شولجين، على قرار منظمة الحظر، بأنه يدل على أن هيكلية المنظمة تحولت إلى أداة سياسية.

وقال شولجين، “اليوم هو يوم ممطر في تاريخ منظمة (حظر الأسلحة الكيماوية)، نحن نخجل مما حدث في هذه الغرفة (…) من المؤسف أن المنظمة تحولت من هيئة فنية إلى أداة سياسية، محاكمة أحد الدول الأطراف سوريا”.

واعتبر أن ما حدث عار على المنظمة وعلى الدول المصوّتة على القرار، مشيرًا إلى تجاهل قواعد القانون الدولي لمصلحة القواعد التي دعت إليها مجموعة معيّنة من الدول، وهي إجراءات لتعزيز تصور أن أصل الشر يكمن في حكومة النظام السوري بدمشق، والتي يجب إزالتها في النهاية، بحسب قوله.

إشادة أمريكية

أشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بقرار المنظمة، معتبرًا أن النظام مسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية “50 مرة على الأقل” منذ 2013.

وقال برايس، إن “الولايات المتحدة ترحب بقرار منظمة (حظر الأسلحة الكيماوية)، وتثني على التزام المجتمع الدولي المستمر بالتمسك بالمعيار الدولي ضد استخدام الأسلحة الكيماوية”، مضيفًا أن “استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي دولة يمثل تهديدًا أمنيًا غير مقبول للجميع”.

بريطانيا.. خطوة حيوية

وصف وفد المملكة المتحدة لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” القرار، عبر حسابه في “تويتر”، بأنه “خطوة حيوية للحفاظ على مصداقية اتفاقية الأسلحة الكيماوية”.

 

الاتحاد الأوروبي.. لا للإفلات من العقاب

رحب الاتحاد الأوروبي بقرار المنظمة، وحث النظام على الكشف عن برنامجه للأسلحة الكيماوية.

وأصدر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بيانًا جاء فيه أن “الاتحاد الأوروبي أدان بشدة استخدام سلاح الجو العربي السوري الأسلحة الكيماوية في اللطامنة في آذار 2017، وسراقب في شباط 2018، بحسب التقرير الصادر عن فريق التحقيق وتحديد الهوية، التابع لمنظمة حظر الكيماوي”.

ووصف بوريل القرار بأنه رسالة قوية من المجتمع الدولي ضد الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيماوية، واعتبر الاتفاقية أداة رئيسة للهيكلية العالمية لعدم الانتشار ونزع السلاح.

وحث النظام السوري على الكشف عن المدى الكامل لبرنامج أسلحته الكيماوية، والعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاقية.

وستُمنع سوريا بناء على القرار من حقها في التصويت ومن حق الترشح لانتخابات الهيئة التنفيذية في المنظمة، إضافة إلى انعدام إمكانيتها لتسلم أي منصب فيها، حتى تقرر الدول الأعضاء أن سوريا صرحت عن أسلحتها الكيماوية وأماكن تخزينها.

وصوّتت الدول الأعضاء في المنظمة بأغلبية الثلثين المطلوبة لمصلحة مشروع فرنسي أيدته عدة دول، منها بريطانيا والولايات المتحدة.

وأيدت القرار 87 دولة وعارضته 15 دولة منها روسيا، والصين، وإيران، كما امتنعت 34 دولة عن التصويت من أصل كامل الدول الأعضاء الـ193.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة