تعرف إلى بطولة “ليبرتادوريس”

camera iconتتويج نادي ريفر بليت ببطولة ليبرتادوريس 2018 في مباراة سميت كلاسيكو القرن (صحيفة AS الإسبانية)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد النجار

انطلقت، في 21 من نيسان الحالي، بطولة كأس “ليبرتادوريس” في قارة أمريكا الجنوبية، والمعنى الحرفي لاسم البطولة “كأس محرري الأمريكيتين”.

أُسّست البطولة في عام 1960، ويشارك فيها 38 ناديًا تمثل أندية القارة الأمريكية، وتعتبر من أقوى البطولات العالمية بكرة القدم، وهي ذات هيبة مماثلة لبطولة دوري أبطال أوروبا.

ويطلق على البطولة حاليًا اسم “كوبا تويوتا تادوريس”، وهي بطولة معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وتقام بإشراف اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “كونميبول”.

وتنضوي تحت هذه البطولة أندية عشر دول تمثل هذه القارة وهي: البرازيل، الأرجنتين، تشيلي، الباراغواي، فنزويلا، البيرو، كولومبيا، بوليفيا، الإكوادور، الأوروغواي.

وتشارك في البطولة كبار الأندية التي كانت ولا تزال من أهم معاقل ومدارس كرة القدم العالمية، وتقدم هذه الأندية لاعبين يمتازون بالمهارات الفنية العالية التي تؤهلهم للانتقال إلى الدول الأوروبية واللعب في أنديتها.

إذ برزت من البرازيل أسماء: بيليه، زيكو، سقراط، رونالدينيو، روبيرتو كارلوس، روماريو، رونالدو دي ليما.

كما لمعت أسماء كمارادونا، غابرييل باتيستوتا، ماريو كيمبس، دانييل باساريلا (الأرجنتين)، دييجو فورلان وخوسيه لويس تشيلافيرت (الأوروغواي)، أليكس سانشيز (تشيلي)، وغيرهم الكثير من النجوم الذين أبدعوا في تقديم المستوى الفني المتطور في فنون كرة القدم، ومعظمهم انتقل للعب في الأندية الأوروبية الكبيرة.

“ليبرتادوريس”

تعتبر بطولة كأس “ليبرتادوريس” من أنجح البطولات العالمية كونها استمرت 61 عامًا دون توقف.

انطلقت البطولة للمرة الأولى في عام 1960، وأحرز بطولتها الأولى نادي بينارول الأوروغوياني، بينما أحرز نادي بالميراس البرازيلي بطولة آخر نسخة في الموسم الماضي.

ونظرًا إلى شدة المنافسة في هذه البطولة، لم يستطع أي فريق الانفراد بها أو إحراز ألقابها بفارق كبير عن البطولات كما هي الحال في دوري أبطال أوروبا (ينفرد ريال مدريد في السجل الذهبي للبطولة 13 لقبًا)، ولهذا نجد في كأس “ليبرتادوريس” فارقًا قليلًا بعدد مرات إحراز اللقب فيما بين الأندية المشاركة فيها.

سيطرة أرجنتينية- برازيلية على الكأس

تسيطر أندية البرازيل والأرجنتين على لقب البطولة رغم قوة المنافسة وشدتها، لوجود نجوم كثر في كل أندية قارة أمريكا الجنوبية.

سبعة أندية أرجنتينية حققت اللقب

يتصدر نادي إنديبندينتي الأرجنتيني صدارة السجل الذهبي بإحرازه اللقب سبع مرات، ويليه في المركز الثاني نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني ونال اللقب ست مرات.

وفي المركز الثالث يحل نادي بينارول من الأوروغواي وله خمس بطولات.

السيطرة الأرجنتينية لا تقتصر على ألقاب إنديبندينتي وبوكا جونيورز، إذ إن هناك أيضًا ستة أندية أخرى أحرزت اللقب وهي ريفربليت وإستوديانتس بلاتا، ولكل منهما أربع بطولات.

بينما حققت أندية راسينغ كلوب وأرجنتينوس وفيليز سارسفيلد وسان لورينزو كأس البطولة مرة واحدة فقط.

تفوق برازيلي في عدد الأندية

تتفوق الأندية البرازيلية على الأرجنتين من ناحية عدد الأندية التي حصدت اللقب (عشرة فرق).

الأندية البرازيلية التي حققت البطولة هي: غريميو، سانتوس، ساو باولو، بثلاث مرات لكل منها.

بينما أحرزت أندية كروزيرو، بالميراس، فلامينكو، إنتر ناسيونال، اللقب مرتين.

وأما أندية فاسكو دي جاما، أتليتيكو مينيرو، كورينثيانز باوليستا، فأحرزت لقب البطولة مرة واحدة فقط.

وفي المجموع العام تتقدم أندية الأرجنتين بعدد مرات إحراز اللقب رغم أن الأندية الفائزة أقل عددًا من البرازيل وهو 25 مرة، بينما جاءت الفرق البرازيلية بالمركز الثاني بـ21 بطولة، والأوروغواي ثماني بطولات، وأندية كولومبيا والبارغواي أحرزت اللقب ثلاث مرات، وتشيلي مرة واحدة.

فارق التوقيت.. عامل سلبي في وجه البطولة

على الرغم من أن “ليبرتادوريس” صدرت المئات من النجوم على مستوى العالم، وتعد واحدة من أهم البطولات العالمية، ورغم أن كرة القدم في أمريكا الجنوبية لها مناهج وكتب تُدرّس علميًا في مدارس دول القارة، فإن عدة صعوبات تواجه البطولة.

أولى هذه الصعوبات هي فارق التوقيت، إذ إن مبارياتها تُلعب في وقت متأخر جدًا نظرًا إلى اختلاف التوقيت بينها وبين دول العالم وخاصة في آسيا والشرق الأوسط.

ورغم حماسة الكثير من الجماهير لمتابعتها، فإن المباريات تقام الساعة الواحدة أو الثالثة فجرًا، ما يعد عائقًا كبيرًا لعدم اهتمام المنطقة بها، والأمر نفسه ينطبق على القارة الإفريقية.

ولكنها في المقابل تجد متابعة جيدة من قبل الجماهير الرياضية في القارة الأوروبية.

وعلى الرغم من أن البطولة كبيرة وقوية، فإنها تعاني من ضعف التغطية الإعلامية لها كما هي الحال للبطولات الأوروبية، وهذا الأمر كان سببًا رئيسًا في عدم شهرة البطولة عالميًا رغم المستويات الفنية العالية التي تقدمها هذه الأندية.

وحتى بطولة كوبا أمريكا على مستوى المنتخبات لم تتابَع إعلاميًا كما يجب وبما يليق بسمعة المنتخبات الكبيرة في أمريكا الجنوبية، وبالتالي لم تأخذ نصيبها الكامل من الإعلام العالمي رغم قوة البطولة وكثرة النجوم فيها وهم الأشهر عالميًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة