بعد حملة من إعلام النظام لتكذيبها.. ناشطون يتضامنون مع الطبيبة السورية أماني بلور

camera iconطبيبة الأطفال السورية أماني بلور (Getty)

tag icon ع ع ع

تداول ناشطون ومستخدمون لموقع “تويتر” وسم “أتضامن مع الدكتورة أماني بلور“، بعد حملة قام بها إعلام النظام السوري ضد الطبيبة السورية التي نالت جائزة “راؤول والنبرغ” للأعمال الإنسانية الاستثنائية، لما قدمته خلال وجودها في الغوطة الشرقية، في أثناء سيطرة قوات المعارضة.

إذ بث الموقع الرسمي لقناة “الإخبارية السورية” “فيلمًا وثائقيًا” بعنوان “من النفق إلى النور“، في محاولة لتكذيبها بعد الإدلاء بشهادتها في جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما بريف دمشق.

ويعرض الوثائقي الطبيب خالد الدباس، الذي كان يعمل في مستشفى “الكهف” بدوما، نافيًا استخدام قوات النظام السوري الأسلحة الكيماوية في دوما، متهمًا الطبيبة أماني بلور بـ”الكذب والتمثيل”.

وينتقل بعدها إلى منزل الطبيبة، ليظهر والد أماني، الذي أعرب عن غضبه الشديد من ابنته، مكررًا رواية أن “دوما لم تشم رائحة الكيماوي”، مكذبًا جميع “الإرهابيين” و”أولهم أماني”.

انتشر الوثائقي بعد أيام من قرار تجريد الدول الأعضاء في منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، حكومة النظام السوري من حقوقها بالتصويت في هيئة مراقبة الأسلحة الكيماوية العالمية، بعد أن تبين استخدام قوات النظام السوري غازات سامة في القصف بشكل متكرر خلال الحرب.

لم يقتصر الوثائقي على ادعاءات النظام المعتادة لتبرئة نفسه من استخدام الكيماوي فحسب، بل تجلى أيضًا من خلال “الشهود الموجودين” في الفيلم، والتركيز أكثر على ذكر اسم الطبيبة أماني بلور، في محاولة لضرب مصداقيتها، وتشويه سمعتها، والتقليل من شأن شهادتها في ملف الكيماوي.

https://twitter.com/Darin_ALabdalla/status/1387030877260091394

https://twitter.com/JakopHenrry/status/1386651044634054658

أماني الشاهدة الحاضرة

في 29 من آذار الماضي، شاركت طبيبة الأطفال السورية أماني بلور، بناء على دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، في جلسة مجلس الأمن التي خُصصت للحديث عن الوضع الإنساني في سوريا.

وفي حديث سابق إلى عنب بلدي قالت أماني، إن الجلسة خُصصت للحديث عن الوضع الإنساني في سوريا، الذي يشمل الصحة والتغذية والحديث عن المعابر والمساعدات الإنسانية، بعد جلستين سابقتين ناقش المجلس خلالهما الوضع السياسي في سوريا، وملف الأسلحة الكيماوية.

تحدثت أماني، في الكثير من لقاءاتها الصحفية، عن حضورها تفاصيل هجمات النظام السوري على الغوطة عام 2013 باستخدام الأسلحة الكيماوية.

فقد تعرضت الغوطة الشرقية لأكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية، في 21 من آب عام 2013، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 مدني، أغلبيتهم من الأطفال.

وفي حديث سابق لعنب بلدي، قالت “في تلك الليلة وبينما كان أهل الغوطة نيامًا، قصفها النظام بصواريخ تحتوي على غاز (السارين)، ولم نكن ككوادر طبية نعلم بعد أنه (سارين)، كان شيئًا من الصعب وصفه، فقد أُحضر آلاف المصابين إلى المستشفى وسط ضعف قدرة الكوادر الطبية على التعامل مع هذه الأعداد”.

فبسبب الحصار المفروض على الغوطة آنذاك، لم تكن تتوفر كوادر أو مواد طبية كافية، ما أدى، وفق أماني، إلى وفاة كثير من الأشخاص الذين كانوا يختنقون.

أماني الطبيبة

تخرجت أماني بلور عام 2012 في كلية الطب البشري بجامعة “دمشق”، بعد أن كانت أحداث الثورة السورية قد وصلت إلى مسقط رأسها في ريف دمشق.

تطوعت بعد تخرجها لمساعدة جرحى القصف والإصابات، وعملت بعدها طبيبة ومديرة لفريق مكوّن من 130 شخصًا من العاملين في مستشفى “الكهف” الميداني تحت الأرض الذي كان يخدم 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية.

عالجت الطبيبة السورية أماني بلور آلاف الأشخاص في الغوطة الشرقية، خلال فترة حصارها من قبل قوات النظام السوري، في ظل غياب الكوادر الطبية الاختصاصية في المنطقة المحاصرة آنذاك.

وبعد خمس سنوات على حصار الغوطة، غادرت أماني مع الكثيرين نحو الشمال المحرر، لتخرج بعدها إلى تركيا.

وصُوّرت قصة أماني في فيلم حمل اسم المستشفى (الكهف)، من إعداد وإنتاج “الشركة الدنماركية للإنتاج الوثائقي”، وتناول الفيلم الحياة اليومية للطبيبة أماني مع أربع من زميلاتها، في أثناء عملهن تحت الأرض.

“راؤول والنبرغ”

تعد أماني بلور أول امرأة من بلد من خارج الاتحاد الأوروبي تفوز بجائزة “راؤول والنبرغ” للأعمال الإنسانية الاستثنائية، نظرًا إلى ما أدته من دور مميّز كان منافسًا قويًا لبقية المرشحين، لدورها بين عامي 2012 و2018 في إنقاذ حياة أعداد كبيرة من السوريين من قصف الأسد وروسيا للغوطة الشرقية، الذي استهدف المدنيين والبنى التحتية.

وقالت الأمينة العامة لمجلس أوروبا، ماريا بيجينوفيتش بوريتش، في بيان على الموقع الرسمي لمجلس أوروبا في كانون الثاني 2020، إن الدكتورة أماني “مثال ساطع على التعاطف والفضيلة والشرف، الذي يمكن أن يزدهر حتى في أسوأ الظروف، في خضم الحرب والمعاناة”.

وأضافت بيجينوفيتش بوريتش، “مستشفى (الكهف) أصبح منارة للأمل والسلامة للمدنيين المحاصرين”، مشيدة بشجاعة أماني ومخاطرتها بحياتها لمساعدة المدنيين والأطفال الذين يعانون من آثار الأسلحة الكيماوية، وبقدرتها على إدارة فريق مكوّن من حوالي مئة من العاملين في مستشفى تحت الأرض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة