من سوريا إلى طوكيو.. إبراهيم يصنع مجده للوصول إلى “الألعاب الباراليمبية”

camera iconكان السباح السوري، إبراهيم الحسين أحد لاجئين الذين تنافسوا تحت علم فريق الرياضيين البارالمبيين المستقلين في ريو 2016 (Getty Images)

tag icon ع ع ع

تقول الحكمة إن “العقل السليم في الجسم السليم”، ولكن حين يتفوق العقل ليستنهض الجسد، تعيد الكلمات اصطفافها لتصبح “الجسم السليم في العقل السليم”.

هذا ما يلهم السباح السوري ابن مدينة دير الزور إبراهيم الحسين، الذي كان يرى مستقبله سباحًا أولمبيًا في سنوات المراهقة، قبل أن يفقد إحدى ساقيه في الحرب.

من اليونان إلى إيطاليا وقريبًا في البرتغال، يبذل إبراهيم (33 عامًا) جهده في التدريبات على أمل أن يتأهل إلى الألعاب “الباراليمبية” (المخصصة لذوي الإعاقة) في العاصمة اليابانية طوكيو.

وقال السباح لعنب بلدي، إن 60 لاعبًا من اللاجئين سيشاركون في التصفيات، وسيترشح من بينهم ستة لاعبين فقط تحت اسم “فريق اللاجئين”، معربًا عن أمله بأن يكون من بين الستة.

إبراهيم الحسين

عزيمة يهابها الضعف

بالعودة قليلًا إلى الخلف، بدأ إبراهيم وهو ابن مدرب سباحة، هذه الرياضة في سن الخامسة بمسبح دير الزور، إضافة إلى أنه كان يمارسها كهواية في نهر “الفرات” بذات المحافظة.

وفي عام 2012، خسر إبراهيم قدمه اليمنى، حينما هرع لمساعدة صديق أُصيب بانفجار قنبلة، لتبتر ساقه من وسط ربلتها.

حلمه الكبير بأن يصبح سباحًا أولمبيًا لم يتحقق، ولكن الخسارة لم تثنه عن قلب الصفحة والوقوف من جديد، إذ لجأ في 2014 برحلة خطيرة عبر البلم وكرسيه المتحرك إلى اليونان (حيث يلجأ الآن) ليطلق العنان لحلمه الكبير من هناك.

في النهاية، وفر طبيب خاص بإبراهيم ساقًا صناعية له مجانًا، وقال في هذا الصدد لعنب بلدي، “لم أكن أبحث عن المال. كنت أبحث عن وطن، كنت أبحث عن عائلة، كنت أبحث عن أرجل. وجدت كل شيء هنا”، مشيرًا إلى أن هناك 80 مليون لاجئ في العالم، وأنه يسبح “من أجلهم”.

وأضاف، “كل شيء ممكن (…) 90% من الناس في العالم يعتقدون أن القوة في أيديهم، في سيقانهم. لكن القوة تأتي من الداخل، من العقل”.

“في كل لحظة في الماء، أفكر في الألعاب الأولمبية (…) هناك شيء بداخلي، يجب أن أصل إلى الألعاب الأولمبية، ويجب أن أصل إلى بطولة العالم”.

وفي 2016، حاز إبراهيم على جائزة “الشجاعة” من الأكاديمية الرياضية الأمريكية، إذ يُمنح التكريم للرياضي الذي يظهر الشجاعة والتفاني في رياضته بمواجهة الصعوبات المذهلة.

حدث دولي كبير

ويتوقع أن تنطلق الألعاب “الباراليمبية” (Paralympic Games) في 24 من آب المقبل، عقب ألعاب طوكيو الأولمبية التي ستنتهي في 8 من الشهر نفسه.

وكان من المقرر لهذه الألعاب أن تنطلق في صيف 2020، لكن انتشار جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أجّلت هذا الحدث إلى العام الحالي.

ومع ذلك، رصدت القناة التلفزيونية “NHK” آراء اليابانيين حول إطلاق ألعاب طوكيو الأولمبية في العام الحالي، إذ عبر أغلبيتهم عن عدم موافقتهم، مفضلين تأجيلها لوقت أبعد أو إلغاءها تمامًا.

وتسجل اليابان أكثر من نصف مليون إصابة بفيروس “كورونا”، وأكثر من عشرة آلاف وفاة، وفق موقع الإحصائيات “وورلدوميتر”.

وتصنف الألعاب “الباراليمبية” كثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات، ويشارك فيها رياضيون من مستويات إعاقة متفاوتة، منها ضعف القوى العضلية (مثل الشلل السفلي أو النصفي، الشلل الرباعي، الحثل العضلي، متلازمة ما بعد شلل الأطفال)، إضافة إلى اختلال الحركة نتيجة عجز في الأطراف (البتر)، وقصر القامة والتوتر العضلي والرنح وضعف البصر.

وكانت أول دورة لها عام 1988 في عاصمة كوريا الجنوبية سيول، وتعقد مباشرة بعد كل دورة ألعاب أولمبية، بينما تخضع ألعاب الدورة هذه لإدارة وتحكيم “اللجنة الباراليمبية الدولية”.

شعار الألعاب “الباراليمبية”

ما اللجنة “الباراليمبية” الدولية؟

تعد هذه اللجنة هيئة عالمية للحركة “الباراليمبية”، إذ تنسق تنظيم الألعاب “الباراليمبية” الصيفية والشتوية، وتعمل بصفتها الاتحاد الدولي لعشر رياضات، وفق “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.

وتشرف اللجنة على الألعاب وتنسق بطولات العالم وغيرها من المسابقات، في حين تتجسد رؤيتها في تمكين الرياضيين من ذوي الإعاقة من تحقيق التميز الرياضي وبث الإلهام والحماسة في العالم.

وتدعم اللجنة المذكورة في داخل وخارج المنافسات الرياضيين المحتملين ضمن الفريق “الباراليمبي” بالآتي:

  • مساعدة الرياضيين المحتملين على تحقيق هدف التأهل ومعايير الأهلية للألعاب.
  • توفير التمويل للرياضيين لحضور منافسات التأهل لألعاب طوكيو.
  • دعم الرياضيين من أجل الاستعداد للمنافسة، كالتدريب، وذلك في ظل القيود المفروضة على الرياضيين اللاجئين بسبب فيروس “كورونا”.
  • تقديم الدعم فيما يخص “تراث الألعاب”، ومساعدة الرياضيين في الفريق “الباراليمبي” للاجئين على التنافس في المزيد من المسابقات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة