رغم إعلان الهدنة.. نازحون في القامشلي يخشون العودة إلى منازلهم

سكان من حي طي يعودون إلى منازلهم بعد إعلان الهدنة - 26 نيسان 2021 (هاوار)

camera iconسكان من حي طي يعودون إلى منازلهم بعد إعلان الهدنة - 26 نيسان 2021 (هاوار)

tag icon ع ع ع

مساء الأحد، 25 من نيسان الحالي، أعلنت قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) عن هدنة دائمة، بضمانة روسية، لمنع حدوث الخروقات من جانب “الدفاع الوطني”، لإنهاء قتال بدأ قبل أربعة أيام، عند محاولة اعتقال أحد قادة اللجان الشعبية في حي طي بالقامشلي، الذي كان يسيطر عليه النظام السوري حينها.

سرعان ما تطورت الاشتباكات باستخدام مختلف أنواع الأسلحة من قبل الطرفين، لتشمل كامل حيي طي وحلكو، ولتتقدم قوات وتتراجع أخرى وسط نزوح للمدنيين الذين أصبحت بيوتهم خطوطًا للجبهات.

وتمكنت قوى “الأمن الداخلي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” (أسايش) من السيطرة على معظم حي طي في القامشلي، بعد فشل الهدنة الروسية.

وفي بيان نشرته “أسايش” على “فيسبوك”، أعلنت القوات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” أن أهالي حي طي بإمكانهم العودة إلى منازلهم، بعد مراجعة النقاط الأمنية “لتأمين دخولهم و التأكد من سلامة ممتلكاتهم”.

خوف ونزوح وسرقة

غالية مصطفى (40 عامًا)، من سكان حي حلكو الذي تتشارك “أسايش” السيطرة عليه مع قوات النظام السوري، اضطرت للنزوح مع طفليها من منزلها بعد اقتراب القتال من مكان إقامتهم.

“كنا نعتقد أن التوتر سينحصر في حي طي كما جرت العادة، تطورت الأمور سريعًا، ودخل أفراد من الدفاع الوطني البناء، وطلبوا منا المغادرة، خرجنا بلباسنا فقط وبعض الأغراض الضرورية والأوراق الثبوتية، وخرجت بعدها أغلب العائلات من الحي”، قالت غالية لعنب بلدي.

تخاف غالية من تعرض منزلها للسرقة أو الدمار، وعلى الرغم من إعلان الهدنة بين الطرفين، لم تعد مع عائلتها، إذ لا تزال قوات النظام تتمركز فيه، وهي تخشى أن يدوم هذا الوضع طويلًا، لذا انتقلت من حي الخليج، الذي نزحت إليه أول الأمر، إلى إحدى القرى جنوبي القامشلي “إلى حين خروج قوات النظام من المنزل”، حسبما قالت.

يقع منزل مصعب العبد (35 عامًا) في حي الكورنيش بالمنطقة الفاصلة بين “أسايش” و”الدفاع الوطني”، ومع اشتداد حدة القتال واستخدام مختلف أنواع السلاح، قضى الشاب ليلته مع زوجته وأطفاله الثلاثة في الممر الداخلي للمنزل، بعيدًا عن الغرف المتطرفة والنوافذ، “لم نستطع النوم طوال الليل، والرعب سيطر على أطفالي”، مشيرًا إلى سماعه أصوات أقدام قوى “الأمن الداخلي” على سطح المنزل، وأصوات الرصاص “قريبة جدًا”.

وبعد فترة نزوح، استقر خلالها مصعب في حي الأربوية، عاد إلى منزله ليجد الباب الرئيس مفتوحًا باستخدام الرصاص وقد كُسرت أقفاله، وفُتحت ممرات ضمن الحائط مع منزل الجار الملاصق، و”اختفت جميع الأغطية والكراسي”.

أما إبراهيم الحمدي (42 عامًا)، من حي طي، ففضل النزوح من المدينة، وعلى حد قوله، فإن قرية دبانة في الريف الجنوبي استقبلت عددًا “كبيرًا” من نازحي حي طي في بداية الأمر، والبعض منهم بقي فيها والبعض الآخر انتقل إلى قرى أخرى.

وبحسب إبراهيم، الذي عاد مؤخرًا إلى منزله، فإن حاله كانت “جيدة” سوى خزان الماء المثبت على السطح الذي أصبح يحتاج إلى تبديل بعد أن “تعرض إلى عشرات الطلقات النارية”.

منزل محمد شاهين (35 عامًا) لم تكن حاله كذلك في الحي نفسه، إذ سُرق بالكامل، “الغسالة، والميكرويف، واللاب توب، وعدة مطبخ كاملة، ودراجة نارية، وناشر”، جميعها اختفت، حسبما قال لعنب بلدي.

وحسبما رصدت عنب بلدي، لم تعد كل عائلات عناصر “الدفاع الوطني” حتى الآن إلى حي طي، خصوصًا آل الليلو، ويقدر عددهم بنحو 30 أسرة، خوفًا من الملاحقة والأمنية والاعتقال من قبل “أسايش”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة