رغم غلاء مكوناتها..

سكان درعا يحافظون على طقوس القطائف في رمضان

camera iconتحضير القطائف في درعا - 18 نيسان 2021 (عنب بلدي \ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

ما إن ينتصف النهار حتى تبدأ أفران الغاز على أرصفة الشوارع، في مدن وقرى محافظة درعا، بشيّ عجينة القطائف ليباشر السكان بشرائها ساخنة، وجلب ما تبقى من مستلزماتها، تمهيدًا لتحضيرها بعد الإفطار.

القطائف طقس رمضاني في درعا، وهي من أنواع الحلويات المشهورة في سوريا، واعتاد سكان المحافظة الجنوبية صناعتها في رمضان تحديدًا.

مصدر رزق موسمي

من طحين وماء وحليب ومنكهات، يصنع ياسين الشامي، صاحب مخبز المعجنات، خليطًا سائلًا يشكل فيه عجينة القطائف.

يعمل ياسين، الذي سكن في درعا قادمًا من دمشق منذ عام 2013، في صناعة المعجنات منذ صغره، “تزايد الطلب على القطائف خلال شهر رمضان في درعا جعلني أصنعها، وهي طقس خاص بأهالي المنطقة ويتغلب حضورها على بقية الحلويات”، حسبما قال لعنب بلدي.

يمسك ياسين إبريقًا ملأه بالخليط، وبعد أن يصل فرن الغاز إلى درجة الحرارة المطلوبة، يسكب السائل على شكل دوائر متساوية، ليستغرق الشواء عشر دقائق، تفرد بعدها حبات العجينة على طاولة مجاورة، ويقوم عامل آخر بصفها وتغليفها.

تحقق القطائف ربحًا ماديًا مهمًا خلال شهر رمضان لصانع الحلويات، حسبما قال ياسين، مشيرًا إلى الغلاء الذي أصاب الحلويات الخفيفة.

بلغ سعر كيلو عجينة القطائف ثلاثة آلاف ليرة سورية (1.3 دولار) في العام الحالي، بعد أن كان سعره 600 ليرة (0.4 دولار حسب أسعار الصرف حينها) لعام 2020، ومن أهم أسباب الغلاء، حسبما قال ياسين، ارتفاع تكلفة الغاز، إذ أصبح سعر جرة الغاز 30 ألف ليرة (10.3 دولار) في السوق الحرة، بعد أن كان ثمن الجرة ثمانية آلاف (6.3 دولار) في موسم رمضان الماضي.

وكذلك ارتفع سعر الطحين من 700 ليرة سورية (0.25 دولار)، إلى 1500 ليرة (نحو 0.5 دولار)، وسعر الحليب من 250 ليرة (0.11 دولار)، إلى 900 (0.31 دولار).

المرحلة المنزلية في صناعة القطائف

دفع “أبو وسام”، المزارع الخمسيني من سكان بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، ستة آلاف ليرة ثمنًا لكيلوغرامين من عجينة القطائف.

لم يتخلَّ “أبو وسام” عن تناول القطائف في رمضان منذ 20 عامًا، حسبما قال لعنب بلدي، ولا ينوي التخلي عنها الآن، “يجب أن تكون حاضرة في أغلب أيام شهر الصيام لأنها طقس خاص”، حسب تعبيره.

تحتاج حشوة القطائف إلى الجوز والقشطة، مع “براشة” جوز الهند، وبلغ سعر كيلو الجوز 24 ألف ليرة سورية (8.7 دولار)، بعد أن كان سبعة آلاف (5.5 دولار) في رمضان الماضي، ووصل سعر كيلو “براشة” جوز الهند إلى عشرة آلاف ليرة (3.4 دولار)، بعد أن كان أربعة آلاف (3.1 دولار) لعام 2020، وسعر كيلو القشطة العربية 20 ألف ليرة (6.8 دولار).

تبلغ تكلفة كيلو القطائف الجاهز للتناول سبعة آلاف ليرة سورية (2.4 دولار)، وهذا الارتفاع بالتكاليف يدفع العائلات إلى الاقتصاد في صنعه، حسبما قال “أبو وسام”، ولكنه يبقى قريبًا من أسعار الحلويات المصنعة، التي بلغ سعر أدنى أنواعها ستة آلاف ليرة سورية في درعا.

تحضر سلمى (24 عامًا)، ابنة “أبو وسام”، “القطر” لتحلية القطائف، وهو عبارة عن خليط مغلي للسكر والماء مع قليل من الليمون، والذي يُترك ليبرد قبل أن يضاف إلى الحلوى الساخنة.

تعتبر سلمى تحضير القطائف “بسيطًا”، إذ تجهزها بعد خلط الجوز مع “براشة” جوز الهند، ووضع القليل منه داخل كل قرص قبل أن تغلق حوافه ويأخذ شكله البيضوي المعروف.

بعد دهن قاع الصينية بالسمن، تصف سلمى حبات القطائف، بعد أن اختارت شيّها بالفرن بدل قليها، “في حالة الشواء تكون أخف على المعدة، بينما تتشرب الزيت في حالة القلي”، حسبما قالت.

كما يمكن تناول القطائف نيئة دون قلي، مع حشو أقراصها الصغيرة الحجم بالقشطة، لتسمى بـ”القطائف العصافيري”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة