أستراليا بحاجة للمهاجرين لاستعادة الانتعاش الاقتصادي

camera iconشارع رئيسي بمدينة سيدني (City of Sydney)

tag icon ع ع ع

تأثرت أستراليا بفعل تراجع أعداد المهاجرين إليها بسبب تداعيات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، وسط ترجيحات بأن تستمر آثار الاضطراب لسنوات قادمة إذ لم تعود أعداد المهاجرين كالسابق.

وذكرت مجلة “InTheBlack” الأسترالية، السبت 1 من أيار، أن الوباء تسبب في انخفاض حاد في الهجرة إلى أستراليا عام 2020، مما أدى إلى أبطأ زيادة في عدد السكان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.

وحتى مع إعادة الفتح التدريجي للحدود الدولية، من المتوقع أن يكون إجمالي عدد سكان أستراليا على مدى العامين المقبلين أقل بـ 600 ألف من التقديرات قبل الوباء.

ويشير الاقتصاديون إلى أن العودة إلى النمو الاقتصادي بنسبة 3% غير مرجح بدون الهجرة، إذ كان النمو السكاني أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في أستراليا لعقود من الزمان، بسحب المجلة.

وأوضحت بسبب ذلك أن الزيادة السكانية تعني المزيد من الناس الذي يضخون الأموال في الاقتصاد.

وفي عام 2020، افترضت الميزانية الفيدرالية أبطأ زيادة في عدد السكان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، إذ أصبح معدل النمو السكاني في أستراليا سالبًا، بسبب انخفاض أعداد المهاجرين.

وبالإضافة إلى التخفيضات في أرقام الهجرة الدائمة التي حددتها الحكومة الأسترالية، فإن أرقام الهجرة المؤقتة كالسياح والعاملين المسموح لهم بدخول أستراليا بتأشيرات خاصة  والطلاب انخفضت أيضًا بفعل الجائحة.

وتوقعت أحدث ميزانية حكومية، أن يكون صافي الهجرة إلى الخارج سالب 72 ألف في السنة المالية 2020-2021، أي يغادر أستراليا عدد أكبر من الأشخاص الذين يصلون إليها.

في العام المالي 2019-2020، بلغ صافي الهجرة الخارجية لأستراليا 154 ألف شخص، لكنه أيضًا أقل بكثير من المستويات المرتفعة السابقة التي تجاوزت 250 ألف شخص سنويًا.

ومن المقرر أن يستمر الاتجاه السلبي الحالي للسكان في الفترة من 2021 إلى 2022، ومن المرجح أن يزداد عدد الأستراليين الذين من المتوقع أن يغادروا البلاد.

وقال كبير الاقتصاديين في لجنة التنمية الاقتصادية الأسترالية (CEDA)، جارود بول، إن ديناميكية السكان التي تعزز النمو الاقتصادي تتعطل بشكل مفاجئ.

وأضاف ليس هناك شك في أنه سيكون له تأثير زلزالي على الاقتصاد خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة عندما نفكر في حقيقة أنه بحلول نهاية عام 2022، سيكون هناك حوالي مليون شخص أقل من المتوقع، فهذا له تأثيرات في جميع أنحاء الاقتصاد.

في أحدث ميزانية، توقعت الحكومة الفيدرالية أن تعود مستويات الهجرة الصافية إلى حوالي 201 ألف بحلول 2023-2024.

من جهتها، قالت الأستاذة المشاركة في السياسة العامة والعلوم السياسية بجامعة سيدني، آنا باوتشر، للمجلة، إنه من الصعب على أستراليا أن تعود إلى الفائض الاقتصادي دون زيادة الهجرة مرة أخرى.

وأوضحت أن الهجرة جزء كبير من قصة النجاح الاقتصادي لأستراليا، ويبدو أن العودة إلى نمو اقتصادي يزيد عن 3% بدون الهجرة أمر غير مرجح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة