النظام يصعّد عسكريًا وأمنيًا في القنيطرة.. هل يكرر سيناريو درعا

camera iconعناصر من قوات خلال معارك السيطرة على القنيطرة – 19 تموز 2018 (AFP)

tag icon ع ع ع

أدى هجوم لمسلحين مجهولين السبت الماضي، على نقطة عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في ريف القنيطرة الأوسط، إلى استقدام تعزيزات عسكرية وقصف قرية أم باطنة بقذائف “الهاون”، وإطلاق النار برشاشات من عيار 14.5 و23 ميليمترًا من قبل النظام.

وتقع النقطة التي استُهدفت في قرية صغيرة تسمى الدوحة، واقعة بين تل الشعار وقرى جبا وأم باطنة وممتنة، وهذه المنطقة قريبة من السياج الحدودي الفاصل بين سوريا والأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.

وهددت قوت النظام الأهالي، في حال لم يسلموا عددًا من المطلوبين، باقتحام القرية، وجرت جولات مفاوضات ضمت وجهاء من أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة وممثلين عن النظام.

وبحث المجتمعون ترحيل عشرة أشخاص من بلدة أم باطنة إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، إضافة إلى أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية في قوات النظام، إلا أن التفاهم النهائي لم يظهر للعلن بعد.

النظام يهدف للتمدد

الكاتب غسان المفلح المنحدر من درعا، قال في حديث لعنب بلدي، إن ما يجري في الجنوب عمومًا والقنيطرة مؤخرًا، هو عبارة عن محاولات مستمرة للنظام لخرق اتفاق “التسوية” الذي أفضى إلى سيطرته على محافظتي القنيطرة ودرعا في تموز 2018 بوساطة روسية.

وتأخذ خروقات النظام أشكالًا مختلفة، كشن عمل عسكري على بلدة أو مدينة محددة، واعتقال أشخاص كانوا قد وقعوا “تسويات” في وقت لاحق.

وأوضح رئيس مركز “رصد للدراسات الاستراتيجية”، العميد عبد الله الأسعد، أن هدف النظام و”حزب الله” اللبناني من تمركز نقاطهما في القنيطرة وتوسعهما، هو السيطرة على المنطقة الغربية من محافظة القنيطرة (المحاذية للسياج الحدودي) بالتنسيق مع إيران لأهداف استراتيجية.

وتكمن أهمية هذه الأهداف، بحسب حديث الأسعد لعنب بلدي، التي جُهزت قبل 2011، ودُمرت بعد الثورة، بوجود وسائط حرب إلكترونية إيرانية في كل من تلال الحارة والجموع والشحم وعنتر والجابية جنوبي سوريا، إذ “يريدون إحكام السيطرة على المنطقة (ريف درعا الغربي والقنيطرة) لأنها تعني لهم الكثير”.

وسينقل النظام و”حزب الله”، حسب الأسعد، مسرحية المقاومة في جنوبي لبنان إلى المنطقة، وبذلك “تكون إسرائيل مطمئنة بوجودهم بدل عناصر المعارضة الموجودين في منطقة أم باطنة امتدادًا إلى المعبر في الجولان”.

وحاليًا، “التوتر سيد الموقف، ولا يوجد حل”، من وجهة نظر الأسعد، فالنظام يصعّد على كامل الشريط الحدودي للتخلص من الفصائل التي بقيت موجودة أو لم تخضع لـ”التسوية”.

ويملك النظام عدة حلول بالنسبة لفصائل المعارضة سواء التي خضعت لـ”التسوية” أو لم تخضع، كإرسال عناصر “اللواء الثامن” (فصيل “شباب السنة” سابقًا في “الجيش الحر”) التابع حاليًا لـ”الفيلق الخامس” المشكّل روسيًا، إلى البادية لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، حسب الأسعد.

وأشار الملازم أول ناجي المجاريش، في حديث لعنب بلدي، إلى أن الإمكانيات الموجودة في الجنوب غير كافية للصمود أمام النظام، لأنه يلجأ إلى القصف العشوائي على المدنيين والحصار والتضييق على السكان، ما يضطر الفصائل إلى “الانسحاب التكتيكي”.

وسيشن النظام عملًا عسكريًا محدودًا، من وجهة نظر الكاتب غسان المفلح، ويصفه “بالعمل الاستخباراتي”، تحت بند “اعتقال إرهابيين أو مشتبه بهم، ولا يهم إسرائيل مثل هذه التحركات القاتلة والمحدودة”.

ليست الأولى

وكانت بلدة جبا المجاورة لأم باطنة، شهدت هجومًا من قبل مجهولين على مفرزة “الأمن العسكري” التابعة لقوات النظام في آب 2020.

وسيطر المهاجمون حينها على بناء المفرزة، واستولوا على أسلحة وذخائر كانت بحوزة العناصر، وبلغ عددهم 15 عنصرًا.

كما أسر المهاجمون أحد عناصر المفرزة، بينما لاذ الآخرون بالفرار باتجاه منازل المدنيين القريبة من المفرزة، وانسحب المهاجمون بصحبة العنصر الذي ألقي القبض عليه، قبل وصول تعزيزات من القطع العسكرية المحيطة بالبلدة.

ويوجد في ريف القنيطرة الأوسط خليط من القوى العسكرية التابعة لقوات النظام وعدد من الميليشيات التابعة لإيران، وتنتشر فيها حواجز تابعة لفرع “الأمن العسكري” وسرايا “اللواء 90” التي يسيطر عليها القيادي في “حزب الله” مصطفى مغنية، ابن القيادي السابق عماد مغنية.

وحدد موقع “إيران وير” عشر نقاط عسكرية (موقع عسكري) توجد فيها الميليشيات الإيرانية في محافظة القنيطرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة