هل من مجيب؟

“م. د” يهدد إمداد نقاط التماس شمال غربي سوريا

camera iconعناصر الدفاع المدني خلال إطفاء سيارة استهدفت بصاروخ موجه من قبل النظام بريف حلب الغربي - 6 أيار 2021 (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- علي درويش

ازداد استخدام النظام السوري للصواريخ المضادة للدروع (م. د) الموجهة بالقرب من خطوط التماس مع المعارضة، ما أوقع ضحايا مدنيين وخسائر بشرية في صفوف المعارضة.

وعمل النظام خلال الأشهر الأخيرة على نشر قواعد “م. د” في عدة نقاط شمال غربي سوريا، خاصة على المناطق الجبلية، التي تؤمّن له سهولة في رصد الأهداف واستهدافها والتخفي ثم الانسحاب في حال اكتشاف موقعه واحتمالية استهدافه.

وبحسب رصد أجرته عنب بلدي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فقد استخدم النظام صواريخ “م. د” في ريف اللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، مرورًا بأرياف إدلب الغربية والجنوبية والشرقية وصولًا إلى ريف حلب الغربي.

إذ بدأت قوات النظام باتباع استراتيجية جديدة، وهي التقدم بقواعد “م. د” إلى التلال القريبة من نقاط التماس خاصة في ريف اللاذقية وريفي إدلب الجنوبي والغربي، ما مكّنها من كشف مناطق وطرقات جديدة، واستهداف الآليات دون أن تلفت النظر إليها.

وقُتل نحو 14 شخصًا في مناطق سيطرة المعارضة بينهم طفلان وسيدتان، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بحسب إحصائية أفاد بها مركز “الدفاع المدني السوري” في بداما بريف إدلب الجنوبي الغربي عنب بلدي.

طرق إمداد مكشوفة.. حلول مختلفة

قال المرصد الأول العامل في الساحل وريف إدلب، فاروق أبو حسين، لعنب بلدي، إن القواعد التي نشرها النظام على التلال في ريف اللاذقية وإدلب الغربي مكّنته من رصد الآليات من مسافات بعيدة، وبعد وصولها إلى مدى رمي الصاروخ، يطلق الصاروخ ويحقق إصابات دقيقة.

وأوضح أن الطرقات المرصودة هي الطريق من قرية بداما إلى مدينة جسر الشغور، والطرق الفرعية حول قرية بداما الصغيرة، كما أن الجزء من طريق “M4” عند قرية الزعينية مكشوف أيضًا، وتبقى الآليات تحت الرصد حتى مفرق بداما ويستهدفها في هذه النقطة.

كما تكشف قواعد النظام في قلعة شلف بريف اللاذقية قرى الناجية وتردين وبداما وكندة، وطريق إمداد نقاط المعارضة العسكرية في تلال الكبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية، إضافة إلى ذلك، تكشف تلة “أبو سعد” بريف اللاذقية عدة نقاط عسكرية وطرق إمداد هذه النقاط.

أما تلال رشو والبلوط، فتستهدف صواريخ “م. د” فيها طرق إمداد جبال التركمان وقرية التفاحية والقلعة بريف اللاذقية، كما تكشف القواعد جزءًا من الطريق الواصل بين بداما والتركمان بمسافة 200 متر وتستهدف الآليات عند هذه النقاط، حسب المرصد.

وكانت قوات النظام سيطرت على عدة مناطق وتلال في ريف اللاذقية بعد عام 2015، ما أعطاها فرصة لاستهداف قرى وبلدات في المنطقة وغربي إدلب من جهة جسر الشغور بشكل مباشر.

ومن أهم تلك النقاط، تلال رشو والبلوط ورويسة الكنيسة وبلدة كنسبا ومنطقتا قلعة شلف وطوبال، حسب حديث الناشط عبد الله المحمد، وهو من أبناء المنطقة، لعنب بلدي.

معظم الاستهدافات بالصواريخ المضادة للدروع تكون بالقرب من النقاط التركية في ريف اللاذقية بمحيط نحو كيلومتر واحد، من نقطتي رويسة الكنيسة وقلعة شلف التي تشرف عليها القوات الروسية، بحسب الناشط عبد الله.

تستخدم قوات النظام عدة أنواع من صواريخ “م. د”، لكن أكثرها استخدامًا هما: صاروخ “كورنيت” الموجه بأشعة الليزر، ويبلغ مداه 5.5 كيلومتر، يطلق من قواعد أرضية سهلة التحضير ومن الآليات، وصُنع لأول مرة عام 1994، وزن الرأس الحربي 17 كيلوغرامًا من أصل 27 كيلو للوزن الكامل.

وصاروخ “كونكورس” الموجه عبر سلك يربط الصاروخ بعد إطلاقه بالقاعدة، ويبلغ مداه أربعة كيلومترات، يطلق من قاعدة مخصصة له سهلة التحضير، صُنع عام 1974، وزنه 15.6 كيلوغرام.

هل المعارضة منتبهة إلى خطورة الأمر

أشار المرصد إلى أن الفصائل العسكرية تتعامل مع الأمر دون مبالاة بخطورة الموقف، وهناك جهود من قبل “الدفاع المدني” لفتح طرقات فرعية واستبدال الطرق المرصودة لحماية المدنيين.

وتعتبر غرفة عمليات “الفتح المبين” المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في المنطقة، إضافة إلى إدلب وريف حماة الشمالي، وجزء من ريف حلب الغربي، وتضم الغرفة “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”.

وأكد المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب ناجي مصطفى، في حديث إلى عنب بلدي، اتخاذ إجراءات ضد استهدافات صواريخ النظام، كرفع سواتر على الطرقات المكشوفة على قوات النظام.

إضافة إلى إقامة سواتر صناعية من خلال بعض المعدات الهندسية المتوفرة لدى الفصائل العسكرية، وإنشاء طرق بديلة عن الطرق التي تُستهدف.

وقال متحدث الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، في مراسلة إلكترونية لعنب بلدي في وقت سابق، إنه اتُخذت إجراءات لتحذير الأهالي من عبور الطرق المكشوفة على تحصينات النظام، ووُضعت لافتات إرشادية.

وحذر “الدفاع المدني” المدنيين من الاقتراب من نقاط التماس مع قوات النظام، أو عبور الطرقات المرصودة منها حفاظًا على سلامتهم.

وتستهدف “الفتح المبين” منصات إطلاق صواريخ ومدفعية النظام بشكل متكرر، وفق تصريحات سابقة للنقيب ناجي مصطفى لعنب بلدي، كما نشرت معرفات الفصائل العسكرية عمليات استهداف وقصف التلال التي تحوي قواعد.

لكن قواعد “م. د” والصواريخ تتميز بسهولة نقلها ونشرها، كما أنها لا تحتاج إلى طاقم كبير (رامٍ ومساعدان أو ثلاثة لنقل القاعدة والصواريخ).

ووثّق “الدفاع المدني” استهداف النظام بصواريخ “م. د” مناطق المعارضة ست مرات خلال أسبوع (بين 5 و12 من أيار الحالي).

إذ أُصيب شخصان باستهداف سيارة يستقلانها على الطريق الرئيس في بلدة بداما، في 12 من أيار الحالي، وقُتل شخصان وأُصيب ثلاثة آخرون، في 7 منه، على الأطراف الشرقية لمدينة الأتارب غربي.

سبقه بيوم مقتل امرأة وإصابة زوجها على طريق كتيان- زردنا شمال شرقي إدلب، بينما لم تسفر ثلاثة استهدافات في محيط مدينة الأتارب عن ضحايا.

وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على إنشاء “ممر آمن”، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي “M4″، تبدأ من بلدة الترنبة (شرق إدلب) وحتى عين الحور (غرب إدلب) آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

لكن قوات النظام وروسيا تستهدفان مناطق سيطرة المعارضة بمختلف أنواع القصف البري والجوي.

ومنذ بداية العام الحالي حتى 6 من أيار الحالي، استجابت فرق “الدفاع” لأكثر من 420 هجومًا من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 53 شخصًا بينهم عشرة أطفال وتسع نساء، بينما أُصيب 136 شخصًا.

وتركزت الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا.


أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة