مسلسل “أنا”.. العاطفة أيضًا تقبل القسمة

camera iconلقطة من مسلسل "أنا"

tag icon ع ع ع

عنب بلدي

يقدّم مسلسل “أنا” خروجًا عن النمط السائد فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، ويذهب بعيدًا لمناقشة موضوعه انطلاقًا من رؤية لا تعكسها الأعمال الدرامية عادة بهذا الشكل.

والقصة أن بطل العمل “كرم ناصيف” وهو مهندس متزوج، احتفل للتو بعيد ميلاده الـ40، يقع فجأة وبعد علاقات عابرة لا تحصى، في حب شابة معلمة رقص للأطفال.

ويبدأ الانسجام بين الطرفين بالتمهيد لدخولهما في علاقة عاطفية ستلقي بآثارها بعد قليل على كل منهما، فالمهندس “كرم” يعمل في شركة مقاولات يملكها والد زوجته الذي يسعى جاهدًا لإبعاد اسم الشركة عن فضائح في العمل لا يلقي لها صهره بالًا.

وبحكم أن التركيز الإضافي على موضوع ما يفضي بطبيعة الحال إلى تشتيت الانتباه عن موضوع آخر، بدأ الإهمال يتسرب إلى حياة “كرم” العائلية، وإن كان إهمالًا مضبوطًا بمعايير أراد العمل تقديمها، لكنه على درجة عالية من الخطورة في نفس الوقت.

ومع إدراك الزوجة لوجود حياة إضافية موازية يعيشها زوجها خارج البيت والعمل، تطالبه بمغادرة المنزل بعدما اعترف بحب امرأة أخرى.

والفكرة ليست في حب تلك المرأة، بل في حب “كرم” لزوجته أيضًا، فالمهندس يحب السيدتين في نفس الوقت، ومتمسك بهما معًا، وهذا ما يبرر اسم العمل، في محاولة لتفسير كل أنا بشكل منفصل، للقول إن هذه الـ”أنا” التي تكتفي بالعائلة وحب امرأة واحدة في مكان، يمكن أن تحب أكثر من امرأة وقت واحد، وإن القلب قابل للقسمة أيضًا.

وما عدا ذلك، لم يقدم العمل جديدًا على مستوى المواضيع الأخرى التي اتخذها أرضيات درامية لموضوعه الرئيس وخطوطًا موازية لمجرى الأحداث، فأشار إلى تأثير الإهمال وآثاره ليس فقط بين الرجل والمرأة، بل بين كل شخصين يؤمن أحدهما بأهميته لدى الآخر.

ويفسر ذلك وقوع ابنة “كرم” ضحية للابتزاز عبر الإنترنت، ومحاولة الطفلة معالجة الموضوع دون الرجوع إلى والديها المنشغلين كل على حدة.

ويندرج العمل في إطار الدراما الاجتماعية، رغم ضيق الشريحة الاجتماعية التي تعيش حياة كحياة المهندس “كرم”، على المستوى المالي والاجتماعي أيضًا.

والعمل لا يقدم تفسيرات لزواج “كرم”، وهو سوري وغير جاهز ماديًا، من “أسيل”، وهي امرأة لبنانية يمتلك والدها شركة للمقاولات ومشاريع البناء، وهذه إحدى ثغرات الأعمال الدرامية المشتركة، التي تحاول صهر الآخر ثقافيًا، حتى لا يبقى من اختلاف في العمل سوى اللهجة التي يجري طمرها تدريجيًا هي الأخرى.

عُرض العمل لأول مرة في العام الحالي، عبر منصة “شاهد” التابعة لشبكة “mbc”، ويتكون من عشر حلقات كتبتها عبير شرارة، وأخرجها سامر برقاوي.

وشارك في بطولة “أنا” كل من تيم حسن، ورولا بقسماتي، ورزان جمال، وجوزيف بو نصار، وإيلي متري، ودياموند بو عبود، والعمل من إنتاج “سيدرس آرت برودكشن”، وشركة “الصباح”، وحملت الموسيقى التصويرية للعمل توقيع إياد الريماوي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة