زيدان وكومان.. أخبار الرحيل عادت

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

مساء اليوم، الأحد 23 من أيار، يُعرف بطل الدوري الإسباني لموسم 2021، والصراع يصل إلى نهايته بين أبناء العاصمة الإسبانية مدريد (الريال وأتلتيكو)، بعد سحق آمال برشلونة الأخيرة في الجولة الماضية وهزيمته أمام سيلتا فيغو.

منافسة بين فرق اختلفت في جاهزيتها ومستواها واستعداداتها وإصاباتها وأزماتها استمرت حتى الجولة الـ37 مع أربعة أندية، ووصلت إلى الجولة الـ38 والأخيرة مع ناديين، بينما كان الحسم مبكرًا لمقاعد دوري أبطال أوروبا وقبل سبع جولات تقريبًا.

أتلتيكو مدريد كان الأكثر جاهزية واستقرارًا بين الفرق التي نافست وصارعت على اللقب، وأتحدث هنا عن برشلونة وريال مدريد، زيدان مع الملكي للعام الثاني على التوالي والهولندي كومان في موسمه الأول مع النادي الكتالوني.

سيميوني المتربع على عرش الإدارة الفنية لأتلتيكو مدريد منذ 11 عامًا، كان الأقدر والأفضل من ناحية التجهيز وحسم النقاط والابتعاد عن الغريمين وأزماتهما المستمرة بفارق وصل إلى 11 نقطة ومباراتين مؤجلتين مع نهاية مرحلة الذهاب.

حينها قلنا إن فرصة ذهبية قد لا تتكرر أصبحت على باب الأرجنتيني سيميوني وفريقه أتلتيكو مدريد لنيل لقب المسابقة بعد آخر مرة نال فيها لقب الليغا في موسم 2014.

لكن انتفاضة مفاجِئة ظهرت في أروقة الملكي والبلوغرانا بمرحلة الإياب، أدت الى سباق ليس له مثيل في البطولة الإسبانية حتى وصلنا إلى الأسبوع الأخير وريال مدريد ما زال ضمن المرشحين لنيل اللقب (يحتاج إلى تعادل أو هزيمة أتلتيكو مدريد في مواجهة الأحد أمام بلد الوليد وفوزه الضروري على فياريال).

صحيح أن سيميوني أضاع نقاطًا في مباريات الإياب، وخرج مبكرًا كما برشلونة من دوري أبطال أوروبا (قد يندم على هذه النقاط كثيرًا)، إلا أن الريال واجه أزمة حقيقية بتعرضه لـ60 إصابة في صفوف الفريق ودكة بدلائه خلال موسم واحد.

ومع كل هذه الظروف، وصل الملكي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وانتهت مغامرته أمام تشيلسي بعدما أقصى ليفربول وأتلانتا بكل جدارة وبنصف طاقة وجاهزية وبلاعبين يدخلون الملعب في مباراة ويغيبون للإصابة لأربع جولات إلا فيما ندر.

من جهة البارسا فإن الهولندي رونالد كومان تصدى لمهمة ما بعد العاصفة، أو في قلب العاصفة بتعبير أدق، حيث هبت الأزمات كريح شديدة الحركة ضربت أروقة الفريق الأول وأحواله الاقتصادية ومجلس إدارته، وقاد الفريق إلى ترتيب لربما لا ترضى عنه جماهير النادي في حال أخرى وموسم جديد.

خسر نهائي السوبر الإسباني وظفر بكأس الملك وأنهى مغامرته في الليغا بالجولة الماضية، وترك الصراع على اللقب للريال وأتلتيكو في الجولة الأخيرة.

كومان دخل بأوراق الشباب والمخضرمين والمصابين وقلة الحيلة وقلة التعاقدات وأزمات الدفاع، رتب ما استطاع وأخفق في بعض الأوراق التي تقبل الإخفاق بالحال الطبيعية، فكيف الأمر إن كان الموسم موسم الأزمات والعواصف!

ومنذ أيام عادت أخبار مغادرة كومان وزيدان من الريال وبرشلونة.. لماذا؟

مَن المدرب وما الأيادي التي كانت قادرة على التحمل وانتشال الفريقين من موسم للنسيان؟ ما النسبة التي يتحمل من خلالها كل مدرب مسؤولية فشل الفريق في تحقيق الألقاب هذا الموسم؟ أليس الوضع مشابهًا لكثير من الأندية العريقة في أوروبا التي غرقت هذا الموسم في ظل تفشي جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وتراجع الحالة الاقتصادية؟

باعتقادي فإن كلًا منهما (زيدان وكومان)، حقق ما يمكن وما يزيد على طاقة أي مدرب في فترة مليئة بالإصابات والغيابات والمدرجات الفارغة والتعاقدات القليلة. من الظلم الحكم على كومان في مرحلة وُصفت بإعادة البناء، ومن المؤسف أن يترك زيدان فريق الريال بعد كل نقطة مضيئة عمل على بقائها أطول فترة في كل المنافسات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة