تحويل طائرة صحفي واعتقاله في بيلاروسيا يثير ردود فعل غاضبة

أثار اعتقال القوات البيلاروسية الصحفي البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش، ردود فعل دولية غاضبة.

وكانت بيلاروسيا أرسلت، الأحد 23 من أيار، طائرة مقاتلة من طراز “MiG-29” لتعترض طائرة ركاب تتبع لشركة “ريان إير”، وأجبرتها على الهبوط الفوري في العاصمة البيلاروسية، مينسك، بحجة وجود قنبلة على متن الطائرة.

وبعد ذلك أوقفت الصحفي رومان بروتاسفيتيش الذي كان على متن الطائرة.

أمريكا تدين

أدان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اعتقال بروتاسيفيتش، قائلًا إن “الولايات المتحدة تدين بشدة التحويل القسري لرحلة طيران بين دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي، وما تلاه من إبعاد واعتقال الصحفي رومان بروتاسيفيتش في مينسك”، مطالبًا بالإفراج الفوري عنه.

ولفت بلينكن إلى أن هذا العمل الذي ارتكب من قبل نظام “لوكاشينكا”، عرّض حياة أكثر من 120 راكبًا للخطر، بمن فيهم مواطنون أمريكيون.

مناشدة “الناتو”

كما قال الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، عبر حسابه في “تويتر“، إن الحادث خطير، ويتطلب تحقيقًا دوليًا.

Closely monitoring forcible landing in #Belarus of flight to Vilnius & reported detention of opposition figure Roman Protasevich. This is a serious & dangerous incident which requires international investigation. Belarus must ensure safe return of crew & all passengers.

— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) May 23, 2021

مطالبات بفرض عقوبات

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، إن تصرف بيلاروسيا “غير مقبول على الإطلاق”.

وأضافت فون دير لاين أنها كان تحث على عقد قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لمناقشة فرض عقوبات فورية على مينسك.

كما وصف رئيس الوزراء البولندي اعتقال الصحفي بأنه “عمل مستهجن من إرهاب الدولة”.

ودعت ألمانيا الحكومة البيلاروسية إلى تقديم تفسير فوري، وكتب وزير الخارجية الألماني، ميغيل بيرغر، عبر حسابه في “تويتر”، نحتاج إلى تفسير فوري من حكومة روسيا البيضاء حول تحويل رحلة طيران داخل الاتحاد الأوروبي إلى مينسك والاحتجاز المزعوم لصحفي”.

وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إنه ستكون هناك تداعيات خطيرة لما وصفه بـ”العمل الغريب”.

كما دعت زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا، منظمة “الطيران المدني الدولي” (إيكاو) إلى طرد بيلاروسيا من المنظمة.

وذكرت وكالة الأنباء البيلاروسية (بيلتا) أن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أمر بنفسه الطائرة الحربية بمرافقة طائرة “ريان إير” إلى مينسك، وأضافت أنه لم يجرِ العثور على متفجرات.

دعا الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، إلى استجابة دولية، قائلًا، “أدعو حلفاء (الناتو) والاتحاد الأوروبي إلى الرد الفوري على التهديد الذي يشكله نظام بيلاروسيا على الطيران المدني الدولي، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات فورية حتى لا يتكرر ذلك”.

وقال مستشار الرئاسة الليتوانية، أستا سكايسجيريت، إن عملية إجبار الطائرة التي تقل حوالي 170 شخصًا من 12 دولة على الهبوط تبدو وكأنها مخطط لها مسبقًا.

أفادت إدارة “مكافحة الجريمة المنظمة البيلاروسية” أن بروتاسيفيتش احتجز قبل حذف البيان من قناتها على “تلجرام”.

ومن جانبها، قالت شركة “ريان إير” في بيان، إن طاقم الطائرة أبلغ بيلاروسيا بوجود تهديد أمني محتمل على متن الطائرة، وصدرت تعليمات بالتحول إلى أقرب مطار، مينسك، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

وأضافت في البيان أن الطائرة هبطت بسلام، وأُنزل الركاب وأجرت السلطات المحلية فحوصات أمنية.

تحويل مسار الطائرة

وأظهرت بيانات من موقع “flightradar24“، أنه جرى تحويل مسار الطائرة قبل دقيقتين فقط من موعد عبورها إلى المجال الجوي الليتواني.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إنه بعد عدة ساعات في مينسك، أقلعت الطائرة مرة أخرى متجهة إلى فيلنيوس.

وحثت ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث يوجد مقر بروتاسيفيتش، الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على الرد.

توجد مجموعة متنوعة من الأسباب التي يمكن أن تحدث عمليات التحويل، بدءًا من حالات الطوارئ الطبية إلى الأعطال الميكانيكية. وبالنظر إلى مسار الرحلة، عند نقطة التحويل كانت الطائرة تقريبًا على نفس المسافة من فيلنيوس ومينسك.

أجرت بيلاروسيا انتخابات رئاسية في آب 2020، حيث فاز المرشح الحالي (الذي يشغل المنصب منذ 1994) مرة أخرى، وكان يُنظر إلى الانتخابات على أنها غير شرعية وغير نزيهة.

وكان بروتاسيفيتش صحفيًا للرئيس لوكاشينكو، وقد كشف عن وحشية الشرطة في البلاد، في أواخر عام 2020.

ووصفت الحكومة بروتاسيفيتش بالإرهابي، بسبب آرائه التي وصفتها بـ”المتطرفة”، والتي يعاقب عليها في البلاد بالسجن المؤبد أو الإعدام.

وتقول جماعات حقوق الإنسان، إن نحو 35 ألف شخص اعتقلوا في بيلاروسيا منذ آب 2020، وحُكم على العشرات بالسجن، بينما تقول السلطات إنه تم فتح أكثر من 1000 قضية جنائية.

–