محطة “عين الزرقا” تعيد الحياة إلى سهل الروج غربي إدلب

camera iconموسم الزراعة في سهل الروج بريف إدلب - 16 من نيسان 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يتوقع مزارعون في سهل الروج غربي إدلب زراعة محاصيل جديدة هذا العام، بعد استجرار مياه عين الزرقا إلى أراضيهم.

وتقع محطة ضخ “عين الزرقا” على الطرف الشرقي لنهر “العاصي” بجانب نبع “عين الزرقا”، وإلى الجنوب من بلدة دركوش شمال غرب مدينة إدلب بحوالي ثمانية كيلومترات.

وقال مدير عام الموارد المائية في حكومة “الإنقاذ”، المهندس صالح دريعي، لعنب بلدي، إنه عقب وصول التيار الكهربائي إلى محطة “عين الزرقا”، أُجريت بعض أعمال الصيانة الأولية البسيطة للتأكد من سلامة مجموعات الضخ في المحطة، والضخ التجريبي للمزارعين في منطقة البالعة والغفر والمعزولة وأجزاء أخرى من سهل الروج.

وتعمل المديرية العامة للموارد المائية التابعة لوزارة الزراعة والري على إعادة تأهيل المحطة بشكل جزئي، وإجراء أعمال الصيانة اللازمة للمحطة بعد التأكد من سلامة المضخات والمحركات الكهربائية.

وتسعى وزارة الزراعة والري لإعادة تفعيل المشروع بشكل كامل وزيادة المساحات المروية في منطقة سهل الروج، حسب قول المهندس صالح دريعي.

وكانت مضخة “عين الزرقا” توقفت عن العمل لسنوات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، إضافة إلى سرقات طالت المضخة، إلا أن بنيتها الأساسية بقيت جيدة، بسبب حماية الفصائل العسكرية في المنطقة لها على مدى السنوات السابقة.

وتكمن أهمية المحطة بضخ المياه من نهر “العاصي” ونبع “عين الزرقا” إلى سهل الروج لري عشرة آلاف و500 هكتار من أراضي سهل الروج، التي تبلغ مساحته 15 ألف هكتار.

ويتمتع سهل الروج بتربة خصبة صالحة لزراعة معظم المحاصيل الصيفية والشتوية، ويؤمّن سلة غذائية مهمة لمناطق واسعة في شمال غربي سوريا.

وبحسب لقاءات سابقة أجرتها عنب بلدي مع مزارعين في محافظة إدلب، فإن أحد الأسباب الرئيسة لغلاء الخضار وعزوف المزارعين عن المحاصيل المروية هو ارتفاع سعر الوقود المستخدم في السقاية، وجر المياه إلى سهل الروج يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على الأسعار أيضًا.

وأصدر معبر “باب الهوى” الحدودي، في 11 من أيار الماضي، قرارًا بمنع استيراد المنتجات الزراعية من تركيا، رصدت بعده عنب بلدي ارتفاع أسعار الخضراوات في إدلب مع تفاوتها بين المحال التجارية، دون رقابة أو دعم من الجهات الحاكمة.

خسائر سابقة للمزارعين

خسر مزارعون في أرياف إدلب خلال الموسم الحالي محاصيلهم من الزراعات الصيفية المبكرة المغطاة بالبيوت البلاستيكية، إثر الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة في عدة مناطق وتشكّل الصقيع.

حكومة “الإنقاذ” اكتفت بنشر تعميم لمزارعي الخضراوات المتضررين من موجة الصقيع والرياح، في نيسان الماضي، داعية الراغبين بتجديد محاصيلهم إلى مراجعة مؤسسة “إكثار البذار” في قرية كفر يحمول للحصول على شتلات الفليفلة والباذنجان بسعر قدره عشرة دولارات للمتر المربع الواحد، وهو ما اعتبره مزارعون بأنه إعلان رمزي.

كما عانت الأراضي الزراعية في ريف إدلب الشمالي من الغرق نتيجة الأمطار الغزيرة التي سببت تشكّل السيول بداية العام الحالي، مع اكتفاء “الحكومة” بنفي حدوث الأضرار، بناء على قياس معدلات الهطول، على الرغم من وجود شهادات للمتضررين.

وكانت عنب بلدي أعدت ملفًا سلّطت الضوء فيه على الحال الاقتصادية للقطاع الزراعي في شمال غربي سوريا، وأثر فقدان أكثر من نصف الأراضي الخصبة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة التي انتهت بوقف إطلاق النار في آذار من عام 2020، إلى جانب إغلاق المعابر التجارية مع مناطق النظام، على المزارعين والمشترين، ودور “الحكومتين” القائمتين بتقديم الدعم والرعاية للسوق الغذائية.

وبحسب أحدث تقييم لمبادرة “REACH” للأسواق في شمال غربي سوريا، فإن كميات ونوعية المنتجات المتوفرة في الأسواق المحلية غالبًا ما تكون دون المستوى المقبول للسكان، الذين يضطرون للانتقال بحثًا عن مناطق أخرى لشراء حاجاتهم، في حين يترافق ضعف القدرة الشرائية للسكان مع ارتفاع أسعار المنتجات المباعة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة