رجل في الأخبار..

العميد أحمد رحال عالق بين مغادرة تركيا وتهديدات القتل في سوريا

العميد السوري المنشق أحمد رحال والقيادي في الجيش الوطني محمد الجاسم أبو عمشة (عنب بلدي)

camera iconالعميد السوري المنشق أحمد رحال والقيادي في الجيش الوطني محمد الجاسم أبو عمشة (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ينتظر العميد السوري المنشق أحمد رحال تنفيذ قرار يطلب منه مغادرة الأراضي التركية، في وقت يواجه فيه تهديدات بالقتل وحكمًا قضائيًا في الشمال السوري من فصيل معارض.

وأصدرت “فرقة السلطان سليمان شاه” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” حكمًا على العميد المنشق عن قوات النظام أحمد رحال، المقيم في تركيا، يقضي بالسجن ثلاث سنوات، بحسب تسجيل مصوّر نشرته قيادة الفرقة على معرفاتها الرسمية، يوم 21 من أيار الماضي.

وأظهر التسجيل المصوّر عددًا من ضباط وقيادة “فرقة السلطان سليمان شاه” في قاعة اجتماعات، وأحدهم يقرأ بيانًا جاء فيه أن الحكم الصادر بحق رحال بسبب ظهوره على “القنوات المعادية للثورة السورية، والإساءة والتحقير لمؤسسة (الجيش الوطني) بشكل عام، و(فرقة السلطان سليمان) بشكل خاص ومستمر”.

ولا يتمتع الفصيل بصلاحيات إطلاق أحكام قضائية، مع وجود أجهزة قضاء عسكري ومدني في المنطقة.

وفي حديث لعنب بلدي، قال العميد أحمد رحال إن السلطات التركية اعتقلته في آب من عام 2020 الماضي، بسبب تقارير وصفها بـ”الملفّقة”، عن عمله مع مخابرات دول أجنبية، وهو ما نفاه رحال، مشيرًا إلى أن هذه التقارير كانت على خلفية خلافات شخصية مع قائد “فرقة السلطان سليمان شاه”، محمد الجاسم، الملقب “أبو عمشة”.

مصدر شحنة مخدرات يؤجج الخلاف

في 16 من أيار الماضي، أعلنت الحكومة التركية عن ضبطها شحنة مخدرات في ميناء اسكندرون جنوبي البلاد، كانت متجهة إلى الإمارات، بحسب ما نشرت وكالة “الأناضول” شبه الرسمية.

وقال وزير التجارة التركي، محمد موش، آنذاك، إنّ حبوب المخدرات كانت موزعة على 11 حاوية، وتعد أكبر كمية مخدرات تضبطها الحكومة التركية على الإطلاق، من قبل طواقم حرس الجمارك التركي، بحسب الوكالة.

واتهم العميد أحمد رحال شخصيات من “الجيش الوطني” بالوقوف وراء عملية تهريب المخدرات إلى الميناء التركي ومن بينهم “أبو عمشة”.

لكن القيادي رد، عبر حسابه في “تويتر“، أن تصريحات رحال “تبرئة” لـ”حزب الله” اللبناني، والنظام، ميليشيا “PKK”، من تجارة المخدرات، ومحاولة منه لإلصاقها بالثورة السورية و”الجيش الوطني”.

واعتبر “أبو عمشة” أن تصريحات رحال فيما يتعلق بعمل “الجيش الوطني”، هي “حملة تشويه إعلامي، ضد موقف تركيا من الثورة السورية”.

تهديدات بالقتل

قال العميد أحمد رحال، خلال حديثه لعنب بلدي، إن التهديدات بدأت عندما انتقد رحال عمل فصائل “الجيش الوطني” في الشمال السوري، والذي يشبه إلى حد بعيد عمل شبكات “المافيا”، بحسب رحال.

في تلك الفترة (منتصف عام 2020)، وفي أثناء وجود القيادي “أبو عمشة” في ليبيا، اتصل مع العميد أحمد رحال، وأخبره بأنه يكن له كل الاحترام، ليتحول حديث “أبو عمشة” في اليوم التالي إلى الشتم والتهديد والوعيد، بحسب رحال.

ومع استمرار رحال بانتقاد سياسة “الجيش الوطني” وقياداته، ارتفعت وتيرة التهديدات لتصبح بشكل يومي، وفي بعض الأحيان وصلت إلى عشرات التهديدات في اليوم الواحد.

وقال رحال إن رسائل التهديد كانت تصل إليه عبر تطبيق “واتساب”، تحتوي على تهديدات بالقتل والخطف، ووصلت خلال الفترة الأخيرة إلى تهديدات بأفراد عائلة رحال (زوجته وابنته).

ويروي رحال أنه خلال إلقائه إحدى الندوات في ولاية أنقرة التركية، وصلت إلى حسابه في “واتساب” رسالة تحتوي على صورة لابنته وزوجته (اللتين كانتا ترافقانه في الندوة)، مع جملة “حتى أفراد عائلتك تحت المراقبة”.

وبحسب الرسائل، فإن جميع التهديدات التي تلقاها العميد أحمد رحال، والتي اطلعت عليها عنب بلدي، كانت ردًا على تصريحات له بحق “أبو عمشة”.

من هو “أبو عمشة”؟

ينحدر “أبو عمشة”، من قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين بريف حماة الشمالي، عمل سائقًا لجرارات الحراثة والحصادات الزراعية قبل اندلاع الثورة السورية.

ومع بداية تحول مسار الثورة إلى السلاح، شكّل مجموعة ضمّت عددًا قليلًا من المقاتلين تحت اسم “مجموعة خط النار”، التي انضمت لاحقًا إلى “كتيبة شهداء حيالين”.

وفي عام 2013، انفصلت عن الكتيبة التي انضمت إليها سابقًا، وبدأ مقاتلوها العمل ضمن صفوف “جبهة ثوار سوريا” التي كان يقودها القيادي في “الجيش الحر”، جمال معروف في تلك الفترة، بحسب مصدر مقرب من “أبو عمشة”، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.

وبعد الخلاف الذي نشب بين جمال معروف، و”جبهة النصرة” في إدلب، التي كانت تنضوي تحت راية تنظيم “القاعدة” آنذاك، انتقل “أبو عمشة” إلى شمالي حلب، وعمل هناك قائد مجموعة عسكرية تابعة لـ”الجبهة الشامية”.

ومع إعلان تركيا عن انطلاق معركة “غصن الزيتون” (في عفرين) عام 2018، انضم إلى “فرقة السطان مراد” كقائد مجموعة أيضًا، وبقي فيها حتى شكّل “لواء السلطان سليمان شاه” الذي انضم إلى “الجيش الوطني” لاحقًا.

بعد سيطرة “الجيش الوطني” على مدن وقرى عديدة شمالي حلب وتوسع رقعة نفوذه، بدأ الجاسم يظهر بشكل مختلف، بسيارات مصفحة، ومرافقة مسلحة.

قرار بالترحيل والوجهة غير معروفة

قال العميد أحمد رحال إنه على خلفية حديثه عن “جريمة الاغتصاب” التي يتهم “أبو عمشة” بارتكابها بحق فتاة من ريف حلب الشمالي، والتي تداولتها العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، عمل “أبو عمشة” على تسليم تقارير ملفقة للمخابرات التركية من أجل اعتقاله وترحيله إلى الأراضي السورية، والتي تعتبر مناطق سلطة “أبو عمشة”.

واعتقلت المخابرات التركية العميد المنشق عن قوات النظام السوري والمقيم في مدينة اسطنبول التركية، في 18 من آب 2020 الماضي، وخلال التحقيقات التي أجريت معه، قال إن الاتهامات كانت تتضمن ظهور رحال على قنوات تلفزيونية معادية لتركيا، التهمة التي لم تثبت بحقه.

وتطرق أحمد رحال إلى حديث دار بينه وبين أحد المحققين قبيل إطلاق سراحه، إذ قال له المحقق إنه لا توجد أي تهمة موجهة بحقه لكن فصائل “الجيش الوطني السوري” يعتبرون حلفاء لتركيا، وانتقادهم ليس بالأمر الجيد، فأجابه رحال بأن هذا شأن سوري ومن حقه انتقاد من يشاء، فأُطلق سراحه بعد أكثر من شهرين على الاعتقال.

حكم الترحيل من تركيا صدر بحق العميد من دون تحديد الوجهة أو المهلة الممنوحة لمغادرة الأراضي التركية من قبل السلطات التركية، بحسب رحال.

وعن قرار الترحيل الصادر بحقه، قال رحال إنه يحاول البحث عن وجهة لاستقباله منذ لحظة خروجه من السجن، إلا أنه لم يصل إلى نتيجة، حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

وعن المطالبات من قبل “الجيش الوطني” لتسليمه من قبل السلطات التركية، قال رحال، إن دعوات المطالبة بتسليمه ليست جديدة، مشيرًا إلى أن تعرض السوريين لجرائم النظام وحزب الله وإيران لا يعني التستر على جرائم “أبو عمشة” وما يجري على الحواجز الأمنية وفي منازل المدنيين القابعين تحت سطوته، بحسب رحال.

من هو العميد أحمد رحال

العميد الركن أحمد رحال ضابط سابق في القوات البحرية السورية، ومدرس في الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، انشق عن نظام بشار الأسد في تشرين الأول 2012، وانخرط في العمل العسكري عند انشقاقه.

ونتيجة لتهميش دور الضباط المنشقين، واستبعاد معظمهم عن العمل العسكري المباشر، على ما يقوله العميد أحمد رحال، تحول رحال إلى العمل الإعلامي، ليصبح أحد أبرز المحللين العسكريين السوريين على الشاشات التلفزيونية المحلية والعربية.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة