الانتخابات تغيّر وجه القيادة السياسية في إسرائيل

camera iconرئيس حزب هناك مستقبل الإسرائيلي يائسر لابيد ورئيس حزب يمينا اليميني المتطرف نفتالي بينيت_ أيار 2021 (مكان)

tag icon ع ع ع

أعلن رئيس حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي، يائير لابيد، تشكيله لحكومة إسرائيلية جديدة، بعد فشل بنيامين نتنياهو في المهمة التي أوكلها له الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، ما يعني الإطاحة بنتنياهو بعد نحو 12 عامًا قضاها في رئاسة الحكومة.

وقال لابيد، عبر حسابه في “تويتر” مساء أمس الأربعاء، “أعلنت تكريمًا لرئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، نجاحي في تشكيل الحكومة بنجاح”.

وتعهد لابيد بالعمل على خدمة الإسرائيليين الذين صوتوا لحكومته والذين لم يصوتوا، مؤكدًا أنها ستحترم خصومها وستبذل ما في وسعها لتوحيد وربط جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي، بحسب وصفه.

ووفقًا لما نشرته هيئة البث الإذاعي الإسرائيلية “مكان” فإن مفاوضات تشكيل الحكومة استمرت حتى اللحظة الأخيرة قبل انتهاء فترة التفويض التي منحها الرئيس الإسرائيلي للابيد، والتي انتهت مساء أمس الأربعاء.

وسيتولى رئيس حزب “يمينا” اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، رئاسة الحكومة، على أن يكون لابيد الرئيس المناوب، ويتولى بعد سنتين رئاسة الحكومة بنفسه.

وهنأ الرئيس الإسرائيلي، عبر “تويتر”، لابيد لقبوله تشكيل الحكومة، مشيرًا أن البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” سيجتمع في أقرب وقت للمصادقة عليها.

وقبل ساعة من انتهاء التفويض، وقع لابيد اتفاقًا حول دعم القائمة الموحدة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، لحكومة لابيد، لتكون المرة الأولى التي يشارك خلالها حزب عربي في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، بحسب “مكان”.

وفي 4 من أيار الماضي، كلّف الرئيس الإسرائيلي، لابيد بتشكيل الحكومة الإسرائيلية خلال 28 يومًا، بعد فشل نتنياهو في تشكيلها إثر منحه نفس المهلة.

ودخل لابيد معترك الانتخابات التشريعية السابقة في آذار 2020 ضمن ما يسمى بـ”الائتلاف الوسطي” بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، قبل انسحابه منه، بعدما أبرم جانتس اتفاقًا مع حكومة نتنياهو، وبذلك أصبح لابيد قائدًا للمعارضة الإسرائيلية.

من يائير لابيد؟

وفقًا لما ذكره موقع “تايمز أوف إسرائيل” عمل لابيد صحفيًا تلفزيونيًا، تدّرج في العمل بين صحيفة “معاريف” وصحيفة “يديعوت أحرنوت”، قبل دخوله المعترك السياسي.

وفي عام 2012، اعتزل لابيد العمل التلفزيوني لتأسيس حزبه “يش عتيد” (هناك مستقبل)، وسط اتهامات من منتقديه باستغلال شعبيته كمقدّم برامج عبر التلفزيون، لكسب تأييد الطبقى الوسطى الإسرائيلية.

وفي 23 من آذار الماضي، حل حزبه في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية بفوزه بـ17 مقعدًا نيابيًا، ما دفعه للسعي نحو الإطاحة بنتنياهو، قبل تحالفه مع بينيت،

ولد لابيد عام 1963، لأب صحفي ووزير عادل سابق، وأمه شولاميت، روائية إسرائيلية، وصاحبة سلسلة تحقيقات من بطولة صحافية.

رئيس إسرائيلي جديد

وليس منصب رئيس الحكومة هو التغيير الوحيد في سلم السلطة السياسية في إسرائيل، إذ انتخب رئيس الوكالة اليهودية، والرئيس السابق لحزب العمل الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، رئيسًا جديدًا لإسرائيل، بدلًا من رؤوفين ريفلين، الذي ستنتهي ولايته في 9 من تموز.

وخلال انتخابات سرية حضرها أعضاء “الكنيست” الـ120، حصد هرتسوغ 87 صوتًا برلمانيًا، في حين حصلت منافسته ميريام بيرتس على 27 صوتًا فقط، أمام امتناع ثلاثة نواب عن التصويت، واستبعاد ثلاثة أصوات.

وهنأ نتنياهو، هرتسوغ بمناسبة انتخابه، مشيرًا إلى أنه سيواصل ما وصفه بـ”المشوار المجيد” الذي سلكه والده.

وهرتسوغ هو ابن الرئيس الإسرائيلي السادس، حاييم هرتسوغ، وحفيد الحاخام الأكبر الأول لإسرائيل.

ما مستقبل نتنياهو؟

تحمّل الأوساط الإسرائيلية الحكومة الحالية مسؤولية التصعيد على قطاع غزة، وما تبعه من توترات أمنية دفعت بالمستوطنين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

كما تطالب عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى “كتائب القسام” في غزة، الحكومة الحالية بالتحرك من أجل إعادة أبنائهم، في ظل تمسك الحكومة الإسرائيلية بربط موضوع الأسرى بإعادة إعمار غزة، وهو ما ترفضه حركة “حماس”.

وتشير أحاديث إعلامية إلى اتجاه نتنياهو نحو التصعيد في غزة وحي الشيخ جراح في القدس، لتخفيف الضغط على ملف تشكيل الحكومة وقضايا الفساد التي تلاحقه.

ويواجه نتنياهو ثلاث تهم قضائية، ضمن لائحة اتهام قدّمها المدعي العام الإسرائيلي، أفيخاي ماندلبليت، وفقًا لما نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في تشرين الثاني عام 2019.

ويبلغ نتنياهو 71 عامًا من العمر، وهو أطول رؤساء الحكومات الإسرائيلية بقاء في منصبه، إذ يتولى رئاسة الوزراء منذ 2009، بالإضافة إلى توليه المنصب ذاته لمدة ثلاث سنوات في تسعينيات القرن الماضي.

ويرفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، ويدعم جهود الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، فيما يشكل مخالفة للقانون الدولي.

واستطاع إحراز أربع اتفاقيات تطبيع علاقات لإسرائيل مع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، قبل أشهر من مغادرة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، للبيت الأبيض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة