حلب.. مراكز تطعيم تفرض رسوم “تنظيم معاملة” لتلقي لقاح “كورونا”

camera iconلقاح "أسترازينيكا" البريطاني (AFP)

tag icon ع ع ع

دفع عبد الستار، من سكان حي حلب الجديدة في مدينة حلب، مبلغ 43 ألف ليرة سورية عند تسجيله لتلقي لقاح “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في مركز بجانب منزله في الحي.

وقال عبد الستار لعنب بلدي، إن المبلغ الذي دفعه، والذي يعادل نحو 14 دولارًا أمريكيًا، هو رسم “إجراءات تنظيم معاملة”، على الرغم من مجانية اللقاح.

حدد المركز يومًا لتلقي اللقاح، ولم يلاحظ عبد الستار إقبالًا أو ازدحامًا عند قدومه، لأن أغلب الأشخاص الذين جاؤوا لتلقي التطعيم هم من التجار أو أصحاب المعامل والمصانع، بحسب ما أضافه.

بعد التطعيم، شعر عبد الستار بأعراض ألم رأس مستمر وإغماء بقيت لمدة أسبوع، وأوقف الأدوية التي كان يتناولها، وبحسب ما أوضحه، يشعر الآن باختلال في التوازن، ولا يعرف ما إذا كان ذلك من أعراض تلقي اللقاح.

في أيار الماضي، وبعد حصول حكومة النظام السوري على عدة دفعات من اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” من عدة جهات، دعت وزارة الصحة المواطنين إلى التسجيل لتلقي اللقاح، عبر منصة إلكترونية أطلقتها في موقع الوزارة.

وأوضح وزير الصحة، حسن غباش، أن الأولوية في اللقاح للأطباء والممرضين والفنيين والعاملين في المستشفيات، وفي المرتبة الثانية لكبار السن الذين سيتلقون بعد التسجيل في المنصة رسالة عبر الهاتف المحمول عن مكان وزمان تلقي اللقاح.

فادي من سكان حي المحافظة قال لعنب بلدي، إن الإجراءات المطلوبة لتلقي اللقاح في حلب روتينية، ولكنه استغرب دفع رسوم مرتفعة تصل إلى 47 ألف ليرة سورية.

وأوضح أنه كان يتخوف من عملية التطعيم في البداية، لكن بعد أخذه وجد أن “الأمور طبيعية وجيدة نوعًا ما”، مشيرًا إلى أن المركز طلب من متلقي اللقاح تشجيع الأهالي على أخذه.

تفرض مراكز تطعيم في حلب على المواطنين رسوم “تنظيم معاملة” لتلقي اللقاح، في ظل غياب إقبال من المدنيين على التسجيل في أحياء حلب الشرقية، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

أما في الأحياء الغربية، فيقتصر التسجيل على المدنيين الذين تكون أوضاعهم المادية جيدة، على عكس المدنيين المنخفضي الدخل والذين يشغلهم الوضع المعيشي عن التطعيم واللقاح.

ولا يوجد اهتمام من قبل المدنيين بخصوص الحصول على اللقاح أو عدم الحصول عليه، بحسب ممرض في مركز “الحمدانية” المخصص للتطعيم ضد “كورونا” في مدينة حلب (تحفظت عنب بلدي على نشر اسمه لأسباب أمنية).

وكان من المتوقع أن تكون نسبة التسجيل لتلقي اللقاح “كبيرة”، وفق ما قاله الممرض لعنب بلدي، لكن لم يحصل إقبال حتى من الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الفيروس، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن المنصة التي أُنشئَت للتسجيل مجانية، فإن عدد زوارها قليل.

ولا يتوقع الممرض وجود إقبال على اللقاح في الأيام المقبلة، خاصة مع انتشار إشاعات تتحدث عن حالات وفاة بسبب التطعيم، كما أن بعض الأشخاص المصابين أصبحوا يفضلون الحجر الصحي واستخدام الطرق التقليدية بتلقي الأدوية والتنفس الصناعي.

وفي 22 من نيسان الماضي، تسلّمت حكومة النظام 200 ألف وثلاث جرعات كدفعة أولى من لقاحات “أسترازينيكا” البريطانية المجانية، المرسَلة وفق برنامج “كوفاكس” من منظمة الصحة العالمية.

كما تسلّمت الحكومة 150 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم” الصيني كمساعدة من الحكومة الصينية، وحصلت على دفعة من لقاح “سبوتنيك-V” الروسي دون الإعلان عن عدد الجرعات، إلى جانب جرعات من الإمارات غير معروف نوعها أو عددها.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة