هل عاد حلم التانغو في كوبا أمريكا؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

ساعات قليلة وتنطلق منافسات النسخة الاستثنائية من بطولة أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا)، وبعد أن تنقلت وسُحب تنظيمها من كولومبيا والأرجنتين وسط احتجاجات شعبية واسعة في البلدين، وصلت إلى البرازيل مع إرادة مجنونة من قبل “اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم” (الكونميبول) لإقامتها وفق المواعيد المحددة للبطولة هذا الصيف، وتحت كل الظروف التي تهدد أمن البطولة صحيًا ومعنويًا، وسط رفض العديد من النجوم في المنتخبات الكبرى إقامتها بهذا التوقيت.

قد تفاجئنا الظروف والتداخلات في هذه النسخة تحديدًا بتوقف البطولة في إقصائياتها، أو قبل ختامها بسبب ظروف الجائحة، التي تضع حكومات بأسرها في قارة أمريكا الجنوبية على المحك، وضمن الحالة الطارئة باستمرار، أمام ارتفاع معدل الوفيات والإصابات منذ أشهر.

ولكننا سنمشي مع البطولة ومنتخباتها وأثرها الكبير حتى النهاية، وسنحاول أن نعرف الفريق الذي ينوي مقاسمة السامبا البرازيلية حظوظ الترشيحات واللقب.

البرازيل كمنتخب وأسماء واستقرار فني يبدو الأكثر جهوزية والأفضل لاعتلاء منصة التتويج مجددًا، للمرة العاشرة في تاريخ المسابقة، والثانية على التوالي، بعد أن تُوّج باللقب الماضي أيضًا في البرازيل.

السؤال يبدو واضحًا في كل بطولة، هل سيكون للأرجنتين في عهد ميسي وصول إلى اللقب؟ هل عاد حلم التانغو بالبطولة بعد آخر مرة وصل فيها إلى الكأس القارية كبطل في العام 1993؟ وهو العام الذي لم يأتِ بعده أي لقب للمنتخب الأول.

وصل التانجو إلى النهائي أربع مرات، ووصل إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2014، ولم يفز بأي لقب باسم الأرجنتين. مرت أجيال وأسماء مهمة أذكر منها: باتيستوتا، فيرون، ريكيلمي، كارلوس تيفيز، سيميوني، اورتيغا، ليونيل ميسي، سيرجيو أغويرو، هيغوايين… وكان في مقدمتهم الراحل دييغو أرماندو مارادونا ومعه النجم كانيجيا، ولكنهما عاشا عدة سنوات بين لقب 1986 و1993، فكانا الأوفر حظا من أغلب أسماء ونجوم التانغو خلال 28 عامًا صامت بها خزائن المنتخب الأول عن الألقاب والتتويج.

فشل متكرر وخيبة أمل بالجملة في صفوف عشاق التانغو، داخل الأرجنتين وفي كل العالم، قبل وبعد كل بطولة، وانعدام للثقة عند افتتاح أي مسابقة بإكمال أبناء التانغو مشوار المنافسة، وحزن على اقتراب نهاية عهد النجم الأبرز ليونيل ميسي التي انطلقت مع المنتخب الأول منذ العام 2006 وحتى اليوم، من دون أي لقب رسمي لمنتخب الرجال.

من المتابعين لشؤون الكرة في العالم من ينظر إلى التنافس بين الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي على أن المتفوق في مجال المشاركة الدولية هو الدون رونالدو، لوصوله مع منتخب البرتغال إلى نهائي أمم أوروبا، ورفعه كأس البطولة في العام 2016، أي أن النجم سجّل أرقامه المهمة والتاريخية على مستوى الأندية والمنتخبات، وأهمها منتخب الرجال. وهذه المقارنة بين النجمين صحيحة للأمانة.

جيل أرجنتيني يبنى من المفترض بعد خروج التانغو من الدور الثمن النهائي لمونديال 2018 بعهدة المدرب سكالوني وتحت أنظار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. مرت ثلاث سنوات ووصل الجيل إلى كوبا أمريكا الثانية بعد نسخة 2019، التي اعتبرها كثير من عشاق الكرة الأرجنتينية فترة انتقالية للمنتخب بين جيل يرحل أغلبه وجيل شاب مطلوب لإعادة أمجاد التانغو.

إلا أن النتائج لا تبشر كثيرًا بمنافسة من العيار الثقيل، وفي أقوى تصوّر تبقى حظوظ ميسي ورفاقه خلف حظوظ نيمار وزملائه في السامبا البرازيلية، ما يجعل الترشيحات تحجب ضوء اللقب عن التانغو مجددًا.

فهل حان وقت المنصة والكأس والتتويج لبلاد الفضة؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة